وسط شباب جامعة القاهرة، اتخذ مكانا مخصصا له لتراه من بعيد حاملا صندوقه الخاص على كتفيه الذى يمثل «كنزه ولقمة عيشه»، ليبدأ كل يوم منذ الصباح الباكر فى تجهيز فرشته من علبة "ورنيش"، "فرشتين" لامعتين وغيرها من مستلزمات عمله، ذلك عم "شوقى" صاحب ال 40 عاما فى مهنة "مسح الأحذية". داخل أروقة جامعة القاهرة، يتواجد عم "شوقى"، الذى اختار "الجامعة" مكانا خاصا له ل"أكل العيش"، رافضا الرجوع للعمل بالشارع ، قائلا"ربنا كرمنى بالشغل جوه الجامعة بعد الإهانة والأرف اللى كنت بشوفه فى الشارع"، مضيفا " أنا زباينى هنا الشباب المحترم من طلاب الجامعة والدكاترة". "الناس بقت غلبانة وجذمها متبهدلة وقليل اللى بقى يشترى جذم غالية "، هكذا وصف عم "شوقى" محيطه، مشيرا إلى أن أجرته باليوم لا تتعدى ال 40 جنيه إلا أنها ساهمت فى تربية أولاده الأربعة وتعليمهم، قائلا "دفعت دم قلبى عشان أكبرهم وأربيهم ولغاية دلوقتى لسه بصرف عليهم". وأضاف: "مش عايز حاجة من الدنيا غير إنى ارتاح، لأنى تعبت من المهنة وجتلى خشونة فى الركبة من برد الشارع بس مفيش حد يساعدنى".