لقد تم تأسيس مجلس النواب في تونس و انتهت الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية، و قد افرزت هذه العملية مرور المرشحين الاثنين و هما السيدان : محمد المنصف المرزوقي ، الرئيس المؤقت للجمهورية التونسية ، و السيد الباجي قائد السبسي عن حزب "نداء تونس" الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في 21 ديسمبر 2014. فمن ستفرز هذه الانتخابات؟ و هل ستكرس الديمقراطية بمفهومها الشامل على ارض الواقع؟ ام تبقى مجرد حبر على ورق؟. ان انجاح ديمقراطية فتية ، لاشك انها تمرّ بمراحل ،فلإقامة دولة ناجحة،وديمقراطية دائمة و ليست ظرفية لا بد ان تكون الانتخابات نزيهة و شفافة و ارادية دون تأثر او تأثير، اضف الى ذلك فلا بد ان يسود الحملة الانتخابية جو من الاحترام المتبادل بين الطرفين بدل الصدام و التشاحن و اظهار العيوب، بل لابد من اقناع الناخب و استمالته الى صفه عن طريق تقديم برامج و مشاريع واقعية و ليست من ضرب الخيال تفيد المواطن و تتقدم بالوطن. ان الوطن باق و الساسة راحلون، لكن الفارق في الاثر الذي يتركه كل رئيس لشعبه، اما نجاحا للوطن و انتصارا لقيم العدالة و الديمقراطية و بناء لمجتمع متسامح، و متعاون ،و يكون بذلك خلّد نفسه في التاريخ و نقش اسمه بحروف من ذهب ، او انقلب على القيم الكونية و خلّف مجتمعا متناحرا متباغضا، فيرحل غير مأسوف عليه. ان لغة التشكيك في الحملات الانتخابية من شانها ان تصادر ثقة المواطن بالمترشح و يعزف عن التوجه الى صندوق الاقتراع، اما التشكيك في نتائج الانتخابات فمن شانه ان يضع مفاهيم الشفافية و النزاهة و الديمقراطية على المحك. ان البرامج و المشاريع يجب ان تكون نابعة من شعارات الثورة، و النتائج ستعكس حتما مدى الالتزام بما نادت به الثورة من اعلاء للحقوق و للحريات و من تحقيق للعدالة الاجتماعية بين المواطنين و من توازن تنموي بين الجهات. ان لوسائل الاعلام بمختلف انواعها دور هام في العملية الانتخابية، و عليه فهي عليها ان تلتزم الحياد في طرح المواضيع و الصدق في نقل الخبر، و بذلك تنأى بنفسها عن كل المؤاخذات و تساهم اسهاما حقيقيا في انجاح هذا المسار الانتخابي و تكون بذلك قد ادّت رسالتها على احسن وجه. ان عملية الاقتراع ستفرز مترشحا دون اخر لقيادة الوطن، فلا بد للفائز ان يكون حام للوطن و راع لمصالح التونسيين على مختلف مشاربهم و حساسياتهم و اتجاهاتهم الفكرية ، اي ان يكون ابا لكل التونسيين، رمزا لهم في العدل و الانصاف، في العمل و الاجتهاد، في النزاهة و الصدق... ان الشعب لا يريد ان تتهاوى اماله و تجرفها رياح العدم، فهل تستجاب ارادة الشعب اولا تستجاب؟ و هل يدرك الرئيس المنتخب ضعف بلده و يبصر نقصه فيزداد عزمه و يتعاظم جهده؟ و هل يسكت صوت الشؤم و ينتهي الحاضر بويلاته؟ و هل تكون معركة البناء فردية ام معركة جماعية نخوضها جمعيا وفاء لتونس و لأفكار الشهداء. ..