قدم كتّاب هذه اللغة وعلماؤها وفنانوها إسهامات في والعلوم والآداب بل والثقافة العالمية كلها . هم الذين أتاحوا نقل المعارف الإغريقية إلى اللغة اللاتينية التي كانت مستخدمة في الغرب خلال القرون الوسطى، و نجد أن مؤلفات ابن رشد وابن خلدون ونجيب محفوظ التي تعد من أعمق مؤلفات العقل البشري، لا تعبر عن كامل قوتها إلا باللغة العربية. سام ابن نوح عليه السلام هو من استقر في منطقة الشرق الأوسط..كما نسميها..لإعمارها بعد الطوفان...ثم انتشرت الأمم السامية في هذه المساحة الجغرافية فمنهم...العرب...واليهود...والفرس...والآشوريين وغيرهم.وما لبثت الأمم أن تكاثرت فتفرقت جغرافياً و لغوياً.ومن المعروف أن اللغة تتناثر إلى لهجات كثيرة تجمعها اللغة الأم...لكن متى استحال التفاهم بين بني العمومة...شكّلت كل لهجة لغة منفصلة آخذة بعض مظاهر اللغة الأم..وهكذا تفرقت اللغة السامية الأم إلى لغات .. أبرزها في عصرنا....العربية...العبرية...الفارسية...السواحيلية (في شرق أفريقيا )......وكلها متشابهة إلى حد ما...غير أن التشابه يبلغ أقصى درجاته في اللغتين العربية والعبرية.... فهما البنتان المخلصتان للأم... لكن أيهما أنجبت المخلصين ؟؟!! اللغة العبرية تنجح في التحدي والبقاء،،فالعبرية الكلاسيكية لا يمكن اعتبارها لغة منقرضة لكونها لغة التدوين للنصوص المقدسة،، أما العبرية الحديثة استطاعت الوجود في الحياة الواقعية ، وتكوين الثقافة ،،،وعلي مستوي المحافل الدولية فاللغة العبرية معترف بها لتمتع الكيان الصهيوني بثقل دولي،،وهناك إجماع من الإسرائليين علي أهمية اللغة العبرية ومكانتها سواء من كان منهم في الجانب الديني أو العلماني،،، ،،، ان الدعوات لاستبدال الأحرف العربية بأخري لا تينية ليست بالحديثة،، ففي عام 1902 ألف المستشرق البريطاني ويلمور كتابا جاء بعنوان (لغة القاهرة) ودعا إلي الكتابة باللغة اللاتينية ،،، وبأن تكون اللغة العامية هي لغة الكتابة وفي عام 1929 ألقي المستشرق الفرنسي لويس ماسينوس محاضرة قي جمع من الشباب جاء فيها أنه لا حياة للغة العربية إلا إن كتبت بحروف لا تينية !! كنا سمعنا ان الإدارة الأمريكية قد أعدت مشروعا خطيرا هدفه تغيير شكل الحروف العربية واستبدالها بأخري لا تينية تحت مسمي مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يري أنه لا بد للغة العربية أن تخضع للتطوير ، حتى تتمكن من البقاء !!!!! يقول اللغويون إن إنقاذ اللغات من الخطر يصب فى مصلحة الجنس البشرى ، يؤكدون إن فقدان لغة يمكن أن يعنى فقدان ثقافة كاملة فقد تكون هناك علاجات لأمراض لا يعلم بها أحد بسبب وفاة آخر متكلم للغة قديمة، خاصة فى عدم وجود من يفهم النصوص التى تركوها وراءهم. «عندما تموت لغة فإننا لن نتمكن أبدا من معرفة ماذا كان يعرف هؤلاء الناس». و في الوقت الذي يسعى فيه باحثو اللغات لإنقاذ بعض اللغات لا يبذل الكثير من الشباب جهدا لحفاظ على لغتهم بحروفها الأصيلة ،، فهل يمكن ان يأتي يوم نبحث فيه عن شامبليون جديد لفك طلاسم لغتنا ،،؟؟؟ مرة أخرى ،،لغتنا تقاوم ،،فهل نحن المقاومون ؟؟!! المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية 2