أكدت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو أن الموارد المدرسية والتربوية "غير الكافية" تعوق العملية التعليمية فى البلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء. وأشارت فى دراسة أجراها معهد اليونسكو للإحصاء بشأن الموارد المدرسية والتربوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نشرتها اليوم /الجمعة أن الصفوف المكتظة بالطلاب ، بالإضافة إلى المدرسين الذين لم يتم تأهيلهم بالقدر الكافي أو يقل عددهم كثيرا عما هو مطلوب، والمراحيض غير المتوافرة أو تلك التي لا توجد فيها حواجز تفصل بين الفتيات والفتيان تمثل أوضاعا يعاني منها عدد كبير من طلاب المرحلة الابتدائية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وحذرت المنظمة من أن هذه العوامل من شأنها أن تعوق التحصيل المدرسي للطلاب.. مضيفة أن الفصول في المدارس الابتدائية الحكومية في تشاد تضم ما قد يصل إلى 67 تلميذا، مقابل أقل من 30 تلميذا في المتوسط في جميع البلدان المنضمة إلى منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وأوضحت انه في معظم الحالات، تضم هذه الفصول مستويين دراسيين؛ غير أنه في بعض البلدان، مثل الرأس الأخضر والكونغو وغينيا ومدغشقر ومالي والنيجر وتشاد، تضم الفصول المدرسية ثلاث سنوات دراسية أو أكثر. وأعربت اليونسكو فى الدراسة التى تجرى للمرة الأولى وسيتم نشرها سنويا - عن قلقها من هذه الأوضاع خاصة وأن السنوات الدراسية الأولى هي التي تضم بوجه عام العدد الأكبر من التلاميذ، وأن هذه السنوات تتسم، كما هو معروف، بكونها سنوات حاسمة الأهمية بالنسبة إلى مستقبل الطلاب..مشيرة إلى أنه في مدغشقر ورواندا وتشاد وتوجو، تضم السنة الابتدائية الأولى في المتوسط عددا من التلاميذ يفوق ما تضمه السنة الأخيرة بما لا يقل عن 20 تلميذا. وفي ما يتعلق بتشاد، فإن فصول السنة الدراسية الأولى تضم 85 تلميذا في المتوسط. وجاء في الدراسة التي أجراها معهد اليونسكو للإحصاء أن "الوضع في تشاد مثير للقلق على وجه الخصوص، لأن الدراسات ذات الصلة بينت أن الفصول المدرسية في أفريقيا، التي تضم أكثر من 70 تلميذا، تؤثر تأثيرا سلبيا على عملية تعلم الأطفال". وفي سياق متصل، ما زال الطلب يتزايد بشكل كبير في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على المدرسين، مع اقتران ذلك بالزيادة المنتظمة في عدد التلاميذ وبعدد المدرسين الذين يتركون مهنة التدريس كل سنة.. ففي بوركينا فاسو والنيجر وتشاد، يجب أن يزداد عدد المدرسين إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2015، وذلك لتحقيق تعميم التعليم الابتدائي. وأكدت المنظمة الأممية على ضرورة تعيين أكثر من مليوني مدرس إضافي حتى يتم الوفاء بالطلب المتزايد على التعليم.. أما البلدان البالغ عددها 38 بلدا (من بين بلدان المنطقة البالغ عددها 45 بلدا)، التي تحتاج إلى تعيين مدرسين، فإن ذلك يمثل زيادة تعادل ما نسبته 75\% من أعضاء هيئة التدريس الحالية. وأشارت الدراسة التى اجراها معهد اليونسكو للاحصاء أن عدد الكتب المدرسية في مجالي المطالعة والرياضيات لا يكفي، وهو ما يجبر التلاميذ على تقاسم هذه الكتب حيث يثير الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى، على وجه الخصوص، قلقا بالغا، حيث لا يتوافر لكل 8 تلاميذ، في المتوسط، سوى نسخة واحدة من كتاب مطالعة وكتاب رياضيات.. أما في الكاميرون، فلا يتوافر، في المتوسط، سوى نسخة واحدة من كتاب مطالعة لكل 11 تلميذا ونسخة واحدة من كتاب رياضيات لكل 13 تلميذا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدارس عديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا يتوافر فيها سوى القليل من الخدمات الأساسية، مثل المياه الصالحة للشرب أو المراحيض أو الكهرباء، أو قد لا تتوافر فيها أي من هذه الخدمات إطلاقا. وأوضحت المنظمة أن عدم توافر مراحيض نظيفة وآمنة بها حواجز تفصل بين الفتيان والفتيات فإنه لا يشجع الأطفال، ولاسيما الفتيات، على الذهاب إلى المدارس بانتظام..مضيفة ان هذا الوضع هو الوضع السائد في العديد من المدارس الابتدائية الحكومية في المنطقة حيث تعاني، على وجه الخصوص، خمسة بلدان من هذا الوضع وهي: كوت ديفوار وغينيا الاستوائية ومدغشقر والنيجر وتشاد، حيث لا تتوافر مراحيض في ما لا يقل عن 60\% من المدارس.. وبالعكس، فإن المدارس في موريشيوس ورواندا مجهزة تمام التجهيز. وتضم الدراسة التى اجراها معهد اليونسكو للاحصاء بيانات تم تجميعها من 45 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك في إطار مبادرة ترمي إلى الاستجابة بصورة أفضل لاحتياجات المنطقة فيما يتعلق بتوفير المؤشرات وعمليات التحليل المتعلقة بالتعليم. وقد انطلقت هذه الدراسة بشراكة مع المعهد الأفريقي للتعليم من أجل التنمية ورابطة تنمية التعليم في أفريقيا.