ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن المجتمع الدولى لم يحظ بالكثير من النجاح في كبح جماح الطموحات الإيرانية في الحصول على سلاح نووي. وتساءلت عن مدى استعداد إيران لاغتنام فرصة المفاوضات في اجتماع العاصمة العراقية بغداد المقرر انعقادهاالأربعاء القادم. وأضافت الصحيفة الأمريكية -في سياق مقال إفتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني- أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهام منصبه فرضت القوى الكبرى عقوبات قوية على نحو متزايد ضد إيران مستهدفة بشكل خاص البنوك وتجارة النفط، لافتة إلى أنه من الأهمية الحفاظ على تماسك الضغط الدولي ضد طهران وذلك خلال الجولة الثانية لمفاوضات النووي الإيراني. ونوهت بأن الجولة الأولى من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، التي شهدتها العاصمة التركية إسطنبول خلال الشهر الماضي، كانت مشجعة بما فيه الكفاية لكل من طهران ومجموعة (5+1)-التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا - الأمرالذي جعل الجانبين يتفقان على اللقاء مجددا في جولة ثانية. وقالت الصحيفة إن طهران تحتاج على الأقل إلى وقف تخصيب اليورانيوم لنسبة تصل إلى20\% (أى بنسبة أقل من ال5\% اللازمة للبرامج النووية المدنية، وعلى بعد خطوات قليلة من مستوى صنع القنبلة النووية)، فضلا عن إغلاق منشآة فوورد النووية. وأوضحت أنه إذا فعلت إيران ذلك، فإن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من المتوقع أن تقدم على توفير مخزون من ال20\% من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد حتى تحوله إلى قضبان وقود لمفاعل طهران للأبحاث الطبية، والمساعدة في رفع مستوى السلامة لبرنامج إيران النووي المدني. ورأت "نيويورك تايمز" أن ماترغب فيه إيران حقا هو وضع حد للعقوبات التي تضر إقتصادها ؛ لذا فهى تعمل على إبداء بعض المرونة -اللعبة التي لعبتها مرارا وتكرارا- وذلك من أجل جعل الصين وروسيا تسعيان لتخفيف وطأة العقوبات عنها، في حين تواصل طهران في الوقت نفسه تطوير برنامجها النووي.