قال شقيق عبد الباسط المقراحي المدان في قضية تفجير طائرة فوق لوكيربي عام 1988 إن شقيقه توفى اليوم الأحد عن عمر يناهر 59 عاما. وأضاف عبدالحكيم المقراحي قوله: "إن عبد الباسط توفي في بيته بعد صراع طويل مع مرض السرطان، مضيفا أن صحة شقيقه البالغ من العمر 59 عاما تدهورت بسرعة في الأيام الأخيرة". وكان المقراحي أحد أهم الشخصيات الليبية في عهد القذافي، وأدى توجيه التهمة إليه بالوقوف خلف تفجير لوكيربي إلى توتر في العلاقات بين الغرب ونظام القذافي الذي فرض حصارا شديدا على النظام الليبي السابق قبل أن تنفرج العلاقات بين الجانبين بتنازلات هائلة قدمها القذافي للجانب الغربي. في 14 نوفمبر 1991 وجهت الولاياتالمتحدة وبريطانيا إليه وإلى الأمين خليفة، اتهامًا بالمسؤولية عن تفجير الطائرة الأمريكية، ورفضت ليبيا تسليم مواطنيها ورفضت محاكمتهم وهو ما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية عليها بقرار من مجلس الأمن صدر عام 1992. وظل الرفض الليبي حتى تمت الموافقة من الطرفين على محاكمة الليبيين أمام محاكم دولة ثالثة وهي هولندا، ومثلا أمام المحكمة في 3 مايو 2000، وفي 31 يناير 2001 برئ المتهم الأمين خليفة فحيمة، بينما أدين المقراحي بالضلوع في التفجير وحكم عليه بقضاء 27 سنة في سجون اسكتلندا، وكان الادعاء الاسكتلندي قد اتهمه بأنه كان يعمل في المخابرات الليبية، ولكنه نفى هذه التهمة. لكن السلطات في اسكتلندا قررت الإفراج عنه لأسباب إنسانية، وذلك بعد أن تبين أنه مصاب بسرطان البروستاتا. ولم يتوقف البحث في قضية لوكيربي حتى وفاة المقراحي، وذلك رغم أن الانطباع السائد كان يشير إلى أن القضية قد حلت بإفراج اسكتلندا عنه سنة 2009م، لأسباب صحية، وبعد أن دفع القذافي أموالا طائلة تعويضا لعائلات قتلى طائرة "بان أميركان"، أملا في إغلاق الملف نهائيا. وفي نهاية أبريل الماضي زار مدير مكتب التحقيقات الفدرالية "إف. بي. آي" وكبير المدعين الاسكتلنديين طرابلس وناقشا مع السلطات الليبية مسألة التحقيق حول اعتداء لوكيربي "اسكتلندا" في 1988. وقال متحدث باسم النيابة العامة أن روبرت مولر مدير ال "إف. بي. آي" وفرانك مولهولاند كبير المدعين الاسكتلنديين "التقيا رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب وناقشا التحقيق الجاري حول تفجير لوكيربي"، وأحيط اللقاء الذي عقد في 25 إبريل بالسرية لأسباب أمنية. وأضاف المتحدث أن السلطات الليبية أكدت أنها أدركت أهمية معالجة هذه المواضيع المأساوية الموروثة من العقيد القذافي ونظامه، سواء في ليبيا أو في الخارج. وأوضح أن المدعي الاسكتلندي عبر لرئيس الوزراء الليبي عن أمله في الحصول على رد إيجابي عن طلب التعاون الذي قدمه أخيرا. وفي سبتمبر الماضي، بعد شهر على سقوط طرابلس، طلب مكتب المدعي الاسكتلندي رسميا من المجلس الوطني الانتقالي مساعدته في التحقيق حول الاعتداء على طائرة شركة بان إم الأميركية التي أسفر انفجارها فوق لوكيربي عن 270 قتيلا. وكان مكتب المدعي الاسكتلندي أكد أن "التحقيق سيبقى مفتوحا حول ضلوع أشخاص آخرين غير الليبي عبد الباسط المقراحي، الوحيد الذي ُأدين في الاعتداء. وكان وزير العدل الليبي السابق محمد العلاقي قد أكد في هذا الإطار استعداد المجلس الوطني الانتقالي للتعاون مع اسكتلندا لاستجواب أشخاص آخرين غير المقراحي. وكان القضاء الاسكتلندي قد أدان في 2001 عبد الباسط المقراحي بالسجن مدى الحياة لتورطه في الاعتداء. لكنه قرر إخلاء سبيله في 2009 لأسباب صحية.