دعا المؤتمر الإقليمى للشرق الأوسط الذى نظمته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" على مدى أسبوع إلى تقليص الفاقد الغذائى من المواد الغذائية وخسائر الغذاء بمقدار النصف فى دول إقليم الشرق الأوسط بهدف النهوض بأوضاع الأمن الغذائى بالإقليم. وطالب المؤتمر الإقليمى - فى ختام دورته الحادية والثلاثين التى استمرت أسبوعا فى العاصمة الإيطالية روما - منظمة الفاو بمساعدة الدول الأعضاء على وضع مخطط لتقليص خسائر الغذاء نتيجة الهدر والفاقد من المواد الغذائية بمقدار النصف فى غضون العشر سنوات المقبلة. وأشار المكتب الاقليمى التابع لمنظمة الفاو بالقاهرة - فى بيان له اليوم السبت - إلى أن الفاو قدرت الخسائر فى الحبوب بأنحاء إقليم الشرق الأوسط تتجاوز كل عام كمية 16 مليون طن، كذلك يهدر سنويا نحو 15 بالمائة من البقوليات وأكثر من 30 بالمائة من الأغذية المعرضة للتلف السريع مثل الفاكهة والخضروات ومنتجات الألبان واللحوم والأسماك. وأشار البيان إلى أن المؤتمر ساند اقتراحا لإنشاء صندوق أمانة إقليمى بهدف مساندة الأمن الغذائى والتنمية الزراعية فى الإقليم كفكرة طرحها المدير العام للمنظمة جوزيه جرازيانو دا سيلفا. وقال وزير الزراعة العراقى الدكتور عز الدين عبد الله ورئيس المؤتمر - فى كلمته - إن إعلان المؤتمر النهائى الذى وافقت عليه البلدان الأعضاء بالإجماع يدعو أيضا إلى زيادة الاستثمارات العامة والخاصة لبناء اقتصادات ريفية مزدهرة قادرة على إنتاج الغذاء على نحو مستدام وتوفير فرص العمل لا سيما للشباب والمرأة الريفية. وأشار وزير الزراعة العراقى ورئيس المؤتمر إلى أن المؤتمر الإقليمى يمثل فرصة مثالية لصناع القرار فى دول إقليم الشرق الأوسط لكى يناقشوا وينسقوا المواقف إزاء التحديات الماثلة وخاصة منها العابر للحدود الوطنية والتى تأخذ طابعا إقليميا ومنها انتشار التصحر وشح المياه وانكماش الغطاء الأخضر وانتشار الأمراض والأوبئة ، مضيفا أن التنسيق على المستوى الإقليمى لا يتعارض مع تطوير السياسات الوطنية المستقلة. من جانبه ، قال المدير العام لمنظمة الفاو جوزيه دا سيلفا إن الأمن الغذائى والسلام مترابطان مباشرة إذ أن انعدام الأمن الغذائى قد يشعل الصراعات . بدوره ، أشار وزير الزراعة اليمنى فريد أحمد مجور إلى أن التدفقات الكبيرة للهجرة من أفريقيا إلى بلاده تلقى بالمزيد من الضغوط الإضافية على الأمن الغذائى فى اليمن وهو مثال يصور الدواعى الكامنة وراء الحاجة إلى ربط الجهود على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية فى التصدى للجوع. وأوضح وزير الزراعة اليمنى أن منظمة الفاو تعمل على المستويات كافة ومع شتى الشركاء لإحراز تقدم على هذه الجبهات. وأشار إلى أنه من الأولويات الأخرى التى طرحها المؤتمر تبنى تدابير للتكيف إزاء تغير المناخ والتخفيف من عواقبه على الموارد الطبيعية شديدة الندرة وفى مقدمتها المياه، فضلا عن الاستعداد والاستجابة للطوارىء الزراعية والغذائية. وطالب المؤتمر الإقليمى للشرق الأوسط - فى ختام أعماله - من منظمة الفاو مساعدة الدول الأعضاء على تطوير إستراتيجية إقليمية وخطة عمل لتدعيم أمن الغذاء وللتركيز على آليات للتعامل مع تقلب أسعار الغذاء والاستثمار وتكوين أرصدة استراتيجية من الحبوب، وإتاحة نظم معلومات محسنة للأمن الغذائي والتغذية. وقد تم على هامش المؤتمر التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين منظمة الفاو وكل من المملكة العربية السعودية وليبيا وإيران وبموجب مذكرة تفاهم قدمت المملكة العربية السعودية 66.7 مليون دولار أمريكى لتمويل برامج التعاون التقنى فى السعودية بمساعدة المنظمة على مدى السنوات الخمس القادمة. كما رصدت ليبيا 71 مليون دولار أمريكى للحصول على المساعدة التقنية من منظمة الفاو فى الإنتاج النباتى والصحة الحيوانية والإنتاج الزراعى ، بينما يتعلق اتفاق مبرم بين الفاو مع إيران بمبادرة لتيسير التعاون فيما بين بلدان الجنوب ، حيث سيتولى الخبراء الإيرانيون فى إطاره العمل لدى البلدان الأقل نموا لتشارك مع كوادرها المحلية فى خبراتهم وتجاربهم. حضر المؤتمر أكثر من 150 مندوبا بما في ذلك 11 وزيرا ممثلين عن 24 دولة عضوا فى مجموعة منظمة الفاو للشرق الأدنى إلى جانب ممثلين عن هيئات المجتمع المدنى والقطاع الخاص ووكالات الأممالمتحدة وعدد من الدول المراقبة.