أعاد تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام المعروف اختصارا باسم ( داعش ) إلى الحياة مصطلحات جاهلية انقرضت ولم نعد نسمع عنها الا فى الافلام والمسلسلات التاريخية مثل( السبايا) و(سوق الجوارى) و( النخاسة) فقد اختار بعد توغله فى العراق وتمكنه من دخول الموصل بسهولة عجيبة قتل من وصل اليهم من الرجال الايزيديين اما النساء الايزيديات فتعامل معهن كغنائم وسبايا وقرر استثمارهن فأقام مزادات لبيعهن( 150 دولارا للواحدة) انور معاوية أمير الايزيديين والمقيم فى برلين اتهم قوات البشمرجة بخيانة الأيزيديين بعد انسحابهم المفاجىء من سنجار وتركهم الأيزيديين فريسة سهلة لداعش بل ورفض البشمرجة ترك أى سلاح للأيزيديين يمكنهم من الدفاع عن نفسهم...وأكد ان داعش مارست أبشع أنواع التطهير العرقى ضد الاقليات خاصة الأيزيديين والمسيحيين وبعيدا عن الاتهامات لقوات البشمرجة الكردية فقد اثبتت داعش أن العالم بمنظماته الدولية ودوله الكبرى وقطبه الأوحد(أحولا) لا يرى إلا ما يريد رؤيته فقد غض الطرف عن جرائم داعش فى سوريا ولم يكترث كثيرا بما فعلته فى العراق حتى اقترب خطرها من أربيل الكردية، وهنا بدأ الحديث عن مواجهة داعش والتصدى لها بالطائرات وتزويد الاكراد بالاسلحة وتنبهت الاممالمتحدة إلى أن داعش تمارس القتل والاعدام بلا محاكمات وتمارس الاعتداءات الجنسية البعيدة عن الإنسانية فقررت فرض عقوبات عليها طبقا للفصل السابع.. المؤكد أن داعش تستحق العقاب ولكن العدالة تقتضى ايضا معاقبة اسرائيل التى ارتكبت ومازالت جرائم لا تقل بشاعة ضد الإنسانية فى غزة وداعش وبدون أدنى شك قدمت صورة سيئة عن الاسلام خاصة لهؤلاء الذين لا يفرقون بين الإسلام كدين وبين المسلمين من اتباع هذا الدين والذين يتفاوتون فى درجة التزامهم بتعاليم الدين مثلما يتفاوتون فى درجة فهمهم الصحيح للدين....ومن المؤكد أن الكثيرين حول العالم سيصابوا بمثل ما أصبنا بالدهشة عندما يسمعون بقرار داعش بإلغاء تدريس الفلسفة والكيمياء فى مدارس ولاية الرقة التى يسيطرون عليها.. وليت أمراء داعش اعترفوا بأنهم يكرهون الكيمياء والفلسفة لما عانوه من المادتين خلال سنوات التعليم....ولكنهم برروا قرارهم بان الكيمياء والفلسفة من العلوم التى لا تعتمد على الله....وهو مبرر كفيل بإثبات أن هؤلاء المتنطعين لا علاقة لهم بالدين من قريب أو بعيد ولم يسمعوا يوما عن الآيات التى تحثنا على التدبر والتفكر فى الكون ...وانهم لم يعرفوا يوما معنى الفلسفة ولم يسمعوا يوما عن الغزالى ولا ابن رشد او ابن خلدون ولا ابن سينا ولا يعرفون معنى الكيمياء ولا المجالات التى تهتم بها... لقد ابتليت الامة الاسلامية بداعش والنصرة مثلما ابتليت من قبل بطالبان والقاعدة وكلها تنظيمات ساهم الغرب فى إيجادها وتقويتها لدرجة ما ، ثم انقلب عليها بعد قيامها بالدور المنوط بها فى تفكيك الامة وإضعافها والإساءة للاسلام وتحويل المسلمين إلى العدو أو الشيطان الرجيم.