بعد التوترات التى شهدتها القيادة السياسية فى تل أبيب أعقاب إلغاء إتفاقية تصدير الغاز مع شركة EMG، أفاد موقع "ديبكا" - المقرب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية - أن الإدارة الأمريكية تدخلت مجددًا للتهدئة بين المجلس العسكري وبين تل أبيب فى أعقاب ما أسماه الموقع تهديدات المشير "حسين طنطاوى" بكسر قدم كل من يقترب من الحدود المصرية أى إسرائيل، ومن بعدها تصريحات قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء "محمد حجازى" بأنه يقترح على كل معتدٍ أن يفكر جيدًا قبل أن يهاجم أي جزء من الأراضي المصرية، وذلك خلال المناورة التى أجراها الجيش المصري "نصر 7" بالذخيرة الحية فى سيناء بعد قرار إلغاء صفقة الغاز بيوم واحد مباشرة، واعتبر التقرير الاستخباراتى أن تلك المناورات كان يقصد بها الجيش الإسرائيلي. وأوضحت مصادر الموقع فى واشنطن، أن مختصين أمنيين أبلغوا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ووزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون" ووزير الدفاع "ليون بانيا" أن هناك خطرًا قائمًا ينذر بحدوث صدام عسكري بين القوات المصرية والإسرائيلية في سيناء، مشيرين إلى أن هناك حدثين سيتسببان في ذلك: أولهما اندلاع حالة من الجدال بين القاهرة وتل أبيب حول إمدادات الغاز المصري لإسرائيل، ثانيًا معلومات استخباراتية تدل على أنه في يوم الاحتفال بقيام "دولة إسرائيل" - والذي سيبدأ الاحتفال به يوم الخميس 26/4 - تستعد مصادر بدوية فلسطينية، بعضها من غزة وأخرى عناصر من تنظيم القاعدة في سيناء ، لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية والاحتجاجية، وأن هذه العمليات ستؤدي إلى خرق إتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر. كما تدل المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية على أن من بين تلك العمليات المتوقعة أن تحدث عملية إرهابية كبرى يقوم بها إرهابيون بعد أن يتسللوا من الحدود المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية ويحاولون مهاجمة أهداف إسرائيلية، هجومًا قد يؤدي إلى رد عسكري إسرائيلي داخل الأراضي المصرية، قد يكون على هيئة مطاردات عسكرية لعناصر إرهابية من سيناء. وفى نفس السياق أشار "ديبكا" إلى واقعة إطلاق صواريخ من سيناء على إيلات فى مطلع هذا الشهر، حيث بحث الجيش الإسرائيلي وقتها لأول مرة التدخل العسكري فى سيناء منذ توقيع اتفاقية السلام منذ 33 عامًا، حيث درس الجيش الإسرائيلي الدفع بقوة صغيرة تهدف لتطويق الخلايا الإرهابية وتصفيتها، ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "إيهود باراك" اعترضا على هذه العملية فى اللحظة الأخيرة ولم يتم تنفيذها. كما أضافت المصادر الإستخبارتية للموقع أن تلك الخلايا الإرهابية التى تعمل فى سيناء تخطط للقيام بعمليات أخرى من أجل الإضرار بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومن بين تلك العمليات يتم بحث إمكانية سيطرة حشود من المتظاهرين على النصب التذكارية الإسرائيلية فى سيناء من أجل إزالتها، ونوه الموقع بأن السلطات المصرية ملزمة بحماية وصيانة تلك النصب طبقا للبند الثامن من معاهدة السلام بين البلدين، ولكن فى ظل الوضع الأمنى الراهن فى سيناء فلم تعد هناك فرصة لنشر قوات الأمن المصرية من أجل تأمين "نصب تذكارية"، وفى حالة تعرض تلك النصب لمهاجمة فإنه سيثير ردود أفعال إسرائيلية حادة، بحد وصف التقرير. وبحسب التقرير الإستخباراتي الإسرائيلي، فإن التوتر العسكري الحالي بين مصر وإسرائيل جاء في الأساس بمساهمة مصادر إسرائيلية، وعلى رأسها وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" ، ففي يوم الاثنين 23 من الشهر الجاري أكد "ليبرمان" أن "التهديدات المصرية أخطر بكثير من التهديد الإيراني على إسرائيل" وذلك خلال زيارته لأذربيجان، كما أرسلت وزارة الخارجية ورقة عمل لنتنياهو ليطلع عليها، جاء فيها أنه على الجيش الإسرائيلي إعادة تشكيل "الفيلق الجنوبي" الذي تم تفكيكيه مع التوقيع على إتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، ووضع 7 فرق عسكرية إسرائيية قبالة الحدود المصرية. كذلك أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" بحديث إذاعي قال خلاله أن سيناء أصبحت منطقة غربية غير مستقرة، تهرب المنظمات الإرهابية عبرها السلاح بمساعدة إيران وتشن الهجمات منها على إسرائيل، وأعرب عن أمله في أن يحترم الرئيس المصري المنتخب إتفاقية السلام لأن السلام يعتبر مصلحة مصرية مثلما هو الحال بالنسبة لإسرائيل. ويضاف "ملف الغاز" إلى جميع هذه التوترات بين الجانبين، حيث أفادت مصادر الموقع أن التوتر بشأن صفقة الغاز قد تأجج بسبب مصادر تجارية إسرائيلية والتى لديها مصالح فى سوق الغاز الطبيعي، حيث حرصت تلك المصادر على مصلحتها الشخصية لإظهار النزاع المالى بينها وبين شركة الغاز الوطنية المصرية – بمساعدة صحفيين – على أنه مرتبط بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وخوفًا من اجتماع تلك التوترات فى بؤرة انفجار واحدة، تدخلت الإدارة الأمريكية بهدف إزالة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، وأنه نتيجة للضغوط الأمريكية على رئيس الحكومة الإسرائيلي وعلى وزير دفاعه قد تم إرسال المنسق السياسي بوزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء إحتياط "عاموس جلعاد "إلى القاهرة، وأنه يحاول تنسيق مهام التهدئة مع مدير المخابرات المصرية اللواء "مراد موافي"، بينما تنتظر إسرائيل "عاصفة كبرى" في العلاقات مع مصر خلال الأيام القليلة القادمة خلال احتفالات تحرير سيناء وبدء احتفالات قيام الدولة العبرية.