10 سنوات على رحيل الشيخ "زايد" مؤسس الإمارات ، مواقف وعبرات يشهد لها كل من عاش على هذه الأرض الطيبة بمواطنيها ووافديها من مختلف جنسيات العالم . رحل زايد وبقيت مواقفه شاهدة خالدة تحاكي الزمان والمكان . تلقيت خبر وفاة الشيخ زايد منذ 10 سنوات عندما كنت في طريقي لأداء عمرة رمضان في العشر الأواخر من أبو ظبي إلى الأراضي السعودية المقدسة كان الخبر فاجعة ليست لى وحدي بل لكل من عرف هذا الرجل عن قرب أو من خلال ما يحكى عن مواقفة وإنسانياته العالية ، فقد كان زايد الإنسان لا يقبل أن يضام أحد من الوافدين المقيمين على أرض الإمارات .. كنا نعيش كما لو كانت الإمارات أرضنا وبيتنا ووطننا فاستحق أن يطلق عليه " زايد الخير" لارتباط الخير به أينما كان، لم يبخل على صغير أو كبير ، لم يرد طلبا لأحد ، لم يترك معسرًا ، قلما تجد له أثرًا في كل البلدان العربية وغير العربية .. مواقف كثيرة وحكايات طويلة أذكر منها أنه كان رحمة الله عليه يتجول يوماً بسيارته متفقداً كورنيش أبوظبي.. ولمح سيدة عربية تعرفت عليه فأخذت تحييه من بعيد.. وعندما اقترب منها سمعها تقول: إنها تتمنى أن تصافح الشيخ زايد.. فأمر السائق بالتوقف.. وناداها.. فهرولت للسلام عليه.. وبطبيعة الحال كان الموقف أكبر من تصورها واستيعابها.. فانعقد لسانها.. صافحته رحمة الله عليه وظلت ممسكة بيده دون أن تنطق بكلمة.. وبإنسانيته وعطفه أدرك ما كانت فيه.. فأخذ يخفف عنها ويبتسم لها ويسألها عن أحوالها وأسرتها.. لكنها ظلت شاخصة دون كلمة.. فسألها عن حاجتها.. قالت من بين دموعها: إن لها ستة عشر عاماً في الإمارات.. ولا تريد إلا سلامته.. سألها إن كانت في حاجة للمال فقالت: نحن أسرة ميسورة الحال وزوجي يعمل في إحدى شركات البترول.. وكنت أحلم بمصافحتك لأنك الزعيم العربي الوحيد الذي يمكن أن يقترب منه الناس ويصافحوه.. ولم أحلم بذلك في بلادي.. أنت الرئيس الذي أحبه المواطنون والمقيمون ولو سرت بدون أي حراسة لا تخاف على نفسك فقد أحبك الجميع.. استمر رحمة الله عليه يخفف عنها بابتسامته الحنون وعاد ليسألها: هل لك حاجة.. هل عندك مشكلة لنحلها لك؟.. قالت مندفعة: الآن بدأت مشكلتي.. فابتسم رحمة الله عليه قائلاً قبل أن يتعرف على مشكلتها: سنحلها لك بإذن الله.. ما هي مشكلتك؟ قالت: لن يصدق أهلي وأقاربي وصديقاتي أنني صافحت الشيخ زايد يداً بيد.. فضحك رحمة الله عليه وقال لها: نحن سنجعلهم يصدقون.. وأمرني بأخذ رقم هاتفها.. وفي المساء كنت أدق باب بيتها.. ومعي مبلغ من المال.. ومجموعة هدايا قيمة.. وساعة يد حريمي عليها صورته رحمة الله عليه .. وأبلغتها رسالة منه: الآن سيصدقون أنك صافحتي زايد يداً بيد. رحل زايد وبقى الخير .. ستظل دائما في القلب يا زايد