قد لا ينتبه معظمنا إلى قياس ضغطه كل فترة، إلا عند الذهاب للطبيب، وخطورة هذا الأمر تكمن في تداعيات الإصابة بارتفاع ضغط الدم دون محاولة ضبطه (120/80)، فإهمال علاج الضغط المرتفع يؤدي إلى عواقب وخيمة منها: إن وجود ارتفاع ضغط الدم لمدة طويلة ربما يؤدي إلى تضخم القلب - حدوث اضطرابات في وظيفة الكليتين وظهور البروتين والدم في البول قد ينتهي بحدوث فشل كلوي، كما إن الارتفاع البسيط لضغط الدم لمدة طويلة قد يحدث تغيرات بسيطة بشبكية العين والأوعية الدموية، لكن الارتفاع الشديد لضغط الدم قد يحدث تغيرات ملحوظة خطيرة بقاع العين، أيضا قد يؤدي الضغط المرتفع لدي بعض المرضى إلى تمزق طبقات الشريان الأورطي.. فعن ضغط الدم.. الأسباب والعلاج تقول الدكتورة أسماء محمود عبد الله - استشاري ومسئول عيادة الكلى بالمعهد القومي للتغذية: ضغط الدم هو القوة الناتجة داخل شرايين الجسم بواسطة الدم نتيجة انقباض القلب ودفعه للدم داخل هذه الشرايين وكذلك مقاومة الشرايين الطرفية لمروره، وتنقسم الإصابة بضغط الدم إلى إصابة ثانوية (5%) من الحالات، إصابة أساسية (95%). العوامل المؤدية لارتفاع ضغط الدم الأساسي: (أ) عوامل وراثية: لوحظ أن ضغط الدم المرتفع يكثر بين أفراد الأسرة الواحدة، وينتقل من الأجداد تباعا حتى الأحفاد، وتزداد القابلية للإصابة بالمرض عند وجوده لدى أحد الأبوين أو كلاهما. (ب) عوامل بيئية: 1- السمنة: تؤثر زيادة الوزن والسمنة على ارتفاع ضغط الدم عن طريق عوامل كثيرة مصاحبة منها:- زيادة حجم الدم الذي يضخه القلب - زيادة كمية الدم والسوائل في الجسم- زيادة استهلاك ملح الطعام - زيادة مستوى الأنسولين في الدم وكذلك زيادة مقاومة الجسم لفاعليته، وكل ذلك يؤدى إلى تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي ويؤدى إلى حجز الملح في الجسم، وكذلك زيادة سمك جدران الأوعية الدموية مما يؤدى إلى ضيقها وزيادة مقاومتها لتدفق الدم وبالتالي ارتفاع ضغط الدم. 2- ملح الطعام: ثبت علميا وجود علاقة قوية بين ارتفاع ضغط الدم وكمية الملح المتناول في الطعام، حيث يزداد معدل ارتفاع ضغط الدم بين الأفراد عند زيادة استهلاك ملح الطعام والمخللات والأطعمة المملحة، وحساسية ضغط الدم تختلف من فرد إلى أخر تبعا لاختلاف كمية الملح بالطعام وقد وجد أن حوالي 40 %من مرضى ضغط الدم المرتفع لديهم حساسية مفرطة من ملح الطعام وتزداد هذه الحساسية مع تقدم العمر وكذلك في مرضى السكر والفشل الكلوي. 3- التوتر العصبي والقلق: حالات الانفعال الشديد المفاجئ تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم. كذلك فإن الضغوط النفسية والاجتماعية المستمرة قد يصاحبها زيادة في ضغط الدم بالإضافة إلى التكفك الأسرى وضغوط العمل وزيادة معدلات البطالة في المجتمعات. 4- الكحوليات: تزداد الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الإكثار من تناول المشروبات الكحولية, ويحدث تأثير الكحول على الضغط عن طريق تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، بجانب حجز الماء في الجسم وكذلك الاستعداد الوراثي لدى متعاطي الكحوليات. 5- التلوث البيئي: زيادة نسبة عنصر الرصاص في مياه الشرب أو في الهواء قد يكون له تأثير على ارتفاع ضغط الدم فقد وجد أن هذه الزيادة قد يصاحبها ارتفاع في معدلات زيادة الضغط وكذلك التلوث السمعي، الضوضاء، والضجيج قد يسبب زيادة في ضغط الدم. ضغط الدم الثانوي: الأمراض والعوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم: (1) أمراض الكليتين: أ- أمراض شرايين الكلى: ضيق الشريان الكلوي الذي يغذى الكلى بالدم أو إصابته بتصلب الشرايين و بالتالي يؤثر على الكلى نفسه ويكون من أسباب ارتفاع ضغط الدم. ب- أمراض خلقية مثل (ضمور الكلى، وجود أكياس). ج- أمراض مكتسبة مثل:- التهاب مرضية - خلل بالجهاز المناعي للجسم ٍمثل مرض الذئبة الحمراء- انسداد الحالب أو قناة مجرى البول- أورام الكلى- فشل الكلى المزمن. (2) أمراض بالغدد الصماء: قد تصاب بعض الغدد الصماء بأمراض تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم مثال: أ- مرض كون: مرض يصيب الغدة الكظرية، ويؤدى إلى زيادة إفراز الألدوستيرون وبالتالي إلى ارتفاع ضغط الدم عن طريق زيادة حجز الملح بالجسم و وكذلك تؤدى زيادة الألدوستيرون إلى نقص عنصر البوتاسيوم بالدم «مهم لتنظيم ضغط الدم» مما يسبب ارتخاء وضعف في العضلات وزيادة قلوية الدم. ب- مرض كوشينج: يصيب قشرة الغدة الكظرية ويؤدى إلى زيادة إفراز مادة الكورتيزون التي تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، ويصاحبه سمنة مفرطة خصوصا حول الرقبة والكتف والوجه وجدار الصدر والبطن، وزيادة في هشاشة العظام وترقق الجلد وأعراض أخرى. ج- الفيوكروموسيتوما: هو حدوث أورام في الخلايا التي تفرز الأدرينالين وتؤدى إلى ارتفاع شديد فى ضغط الدم ويوصف هذا الضغط بالتذبذب بين الارتفاع والهبوط ويصحبه صداع شديد وسرعة فى ضربات القلب مع عرق غزير وشحوب بالوجه. (3) تناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية: بعض الأدوية تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم ويحدث هذا خصوصاً مع من لديهم استعداد وراثي للإصابة بارتفاع ضغط الدم مثال: أ- الكورتيزون ومشتقاته فى حال استخدامه بكمية كبيرة ولفترات طويلة. ب- الأدوية المستخدمة فى علاج الروماتيزم مثل الإندوسيد والبروفين والفولتارين. ج- الأدوية المحتوية على منشطات الجهاز العصبي اللاإرادي مثل مشتقات الإدرينالين المستخدمة في علاج البرد والزكام والكحة تؤدى إلى انقباض الأوعية الدموية. د- حبوب منع الحمل. ه- بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية. (4) أسباب أخرى:- ضيق الشريان الأورطى «عند الأطفال»- زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وفقدان الوزن وكثرة العرق وزيادة ضربات القلب وأعراض أخرى-أورام الغدة النخامية تؤدى إلى زيادة هرمون النمو مع ضعف بالعضلات وتضخم بالأطراف- تصلب بالشريان الأورطى. * الأفراد الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم 1- من يزيد ضغطهم دائما عن الضغط الطبيعي «يميل دائما للارتفاع». 2- من لديهم تاريخ أسرى للإصابة بارتفاع ضغط الدم. 3- من يعانون من زيادة في الوزن أو البدانة. 4- المصابون بمرض السكر. 5- المسرفون في تناول ملح الطعام والمخللات والحوادق «الجبن، الأطعمة المحفوظة، المعلبات، الأطعمة السريعة الجاهزة». 6- من لا يمارسون الرياضة البدنية ولا يقومون ببعض المجهود العضلي. 7- من يتعاطون الكحوليات. * كيفية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم 1- الإقلال من ملح الطعام:-الامتناع عن إضافة الملح على المائدة أثناء تناول الطعام- الإقلال بقدر الإمكان من الملح أثناء الطهي - تجنب المأكولات الجاهزة والوجبات السريعة والمعلبات والأغذية المحفوظة - الابتعاد عن تناول المخللات والأطعمة كثيرة الملح مثل الأسماك المملحة والمكسرات المملحة، الكاتشاب، البطاطس الشيبسى. 2- ممارسة الرياضة البدنية والمجهود الجسمانى المنتظم:- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام تؤدى إلى تنشيط الدورة الدموية بالسم والحفاظ على الضغط فى معدله الطبيعى. -إن ممارسة الرياضة بانتظام تؤدى إلى إنقاص الوزن لدى البدناء- تعمل أيضاً على زيادة حساسية الجسم لهرمون الأنسولين- تقلل من نشاط الجهاز العصبى اللاإرادي- تعمل على حفظ مستوى الدهون والكوليسترول فى الدم عن المعدل الطبيعى- ممارسة رياضة المشى لمدة نصف ساعة تقريباً من 3-5 مرات أسبوعياً يناسب كل الأعمار- يفضل التدرج فى شدة المجهود المبذول فنبدأ بالمشى ثم تزداد السرعة والزمن تدريجيا- تجنب الرياضة العنيفة التى يصاحبها زيادة مفاجئة فى ضغط الدم مثل حمل الأثقال، المصارعة، الملاكمة. 3- الحفاظ على الوزن الصحى المناسب للعمر والطول والتخلص من الوزن الزائد:بإتباع النظام الغذائى المتوازن القليل بقدر الإمكان فى محتواه من الدهون والشحوم الحيوانية والملح، الغنى بجميع العناصر الغذائية بما فيها البوتاسيوم والماغنسيوم، والكالسيوم، والألياف، الفكاهة والخضروات «يساعد على الحفاظ على وزن الجسم المناسب وكذلك يحافظ على الضغط فى معدله الطبيعى ويعمل على تقليل الضغط المرتفع، لذلك ينصح بتغيير النظام الغذائى، بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات والألياف مع تجنب الدهون المختلفة وخصوصاً حيوانية المصدر «المشبعة». 4- الابتعاد عن التوتر والقلق النفسى 5- الابتعاد عن التدخين لما له من أثر مدمر على أنسجة الجسم ومنها ضيق الشرايين والأوعية الدموية مما يؤدى إلى ترسب الدهون على جدرانها وبالتالى حدوث تصلب الشرايين، حيث تفقد الشرايين القدرة على الإنبساط والميل إلى الانقباض، وبالتالى حدوث الذبحة الصدرية، وضيق مختلف شرايين الجسم «المخ، الكلى، الشرايين الطرفية». 6- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: حيث يعمل على الإقلال من مقاومة الشرايين الطرفية- تنظيم عملية خروج الماء والصوديوم من الجسم- تثبيط نشاط جهاز الرينين والأنجيوتنسين-الإقلال من نشاط الجهاز العصبى اللاإرادي- لذلك ينصح بالإكثار من تناول الفاكهة والخضروات لأنها غنية بعنصر البوتاسيوم «4-5 وحدات يومياً» مثل الموز، البرتقال، الخضروات ذات الورق الداكن، البقول، الألبان، اللحوم.. 7- تناول الأسماك «الدهنية»: تناول الأسماك خصوصا الدهنية مثل الماكريل، السلمون، التونة، يساعد على خفض ضغط الدم وتقليل لزوجة الدم وقابليته للتجلط وذلك لما تحتويه من أحماض دهنية غير مشبعة تسمى الأوميجا 3 ولذلك يوصى بتناول الأسماك مرة أسبوعياً على الأقل. 8- الكالسيوم:- المحافظة على تناول القدر الكافى من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم بالطعام تجنب الفرد الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فقد وجد أن نقص الكالسيوم بالطعام قد يصحبه ارتفاع فى ضغط الدم ، ويحتاج الفرد إلى تناول 800-1200 مليجرام من الكالسيوم يوميا للشخص البالغ، وينصح بتناول الألبان قليلة الدسم ومنتجاتها. 9- الألياف:- تناول الأطعمة الغنية بالألياف "الفاكهة والخضراوات".