قال مدير الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة، فهيد البرقي، إن وزارة الشؤون الإسلامية نبهت على الخطباء بعدم الحديث في القضايا السياسية نهائيا، خصوصا في ظل الأحداث التي تمر حولنا. وأضاف البرقى أن حديث الخطباء عن الظلم، الذي يتعرض له الشعب السوري، يتماشى مع سياسة الدولة، ونصرة الشعب المظلوم، وهناك إذن لكل المساجد السعودية بالقنوت للشعب السوري من أجل أن يرفع الله عنه الغمة. وأوضح البرقى أن القنوت في المساجد ممنوع إلا بإذن رسمي من الوزارة، وأن أي إمام يقنت دون إذن، سيحاسب، مؤكدا أن نسبة الالتزام كبيرة من قبل الأئمة والخطباء في التعاطي مع القضايا الاجتماعية والبعد عن كل المحظورات. و كشف المسئول السعودى في تصريحات لصحيفة "الشرق" السعودية اليوم أنه تم تشكيل لجنة علمية مكونة من نخبة من العلماء والدعاة والخطباء، حددت نقاطاً مهمة سيتم رفعها للوزارة لاعتمادها في صورة تعاميم وإرسالها إلى جميع الخطباء في مساجد السعودية، مشدداً على أن خطب الجمعة يجب أن تركز على هذه المحاور، ولا تخرج عنها قدر الإمكان. وأوضح البرقي أن اللجنة قسمت الموضوعات إلى ثلاثة محاور، كل محور يضم مجموعة نقاط، ويتناول المحور الأول الدور المأمول للمساهمة في التنمية الشاملة للوطن، وتنمية منطقة مكةالمكرمة، وتشمل أربعة موضوعات، أولها إبراز مكانة السعودية ومنزلتها بين دول العالم، وتميزها بالاستقرار والأمن، مقارنة بما تشهده دول المنطقة من فتن وقلاقل، وإيضاح الدور المهم الذي تقوم به السعودية لتحقيق الازدهار والرفاهية والاستقرار للمواطن، من خلال الدعم الكبير لمشروعات الصحة، والتعليم، والإسكان، والتوظيف، والتدريب. وقال إن الموضوع الثاني يتعلق بحصول منطقة مكةالمكرمة على النصيب الأوفر من المشروعات التنموية بالنظر لخصوصيتها لوجود الكعبة المشرفة، وحصولها على استثناءات في ميزانيات المشروعات. وأضاف أن الموضوع الثالث هو التأكيد على دور الإنسان السعودي المسلم ومشاركته الإيجابية في التنمية من خلال نبذ ثقافة الإحباط، وتقدير جهود العاملين في الدولة، ورفض المحاولات الرامية لتفشي ثقافة الفساد. والموضوع الرابع يتحدث عن المشاركة الفعالة في مشروع الضيافة الإسلامية، الذي يؤسس لثقافة جديدة للتعامل مع الحجاج والمعتمرين بدءا من الحث على الابتسامة وحسن التعامل وتقديم الخدمات المميزة. وقال مدير الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة البرقي إن المحور الثاني للتعميم ينحصر حول الدور المأمول لترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية وتصحيح الأفكار، ويحوي أربعة موضوعات هي تعزيز مفهوم الوسطية والاعتدال في جميع شؤون الحياة، كونه منهجا إسلاميا تسير عليه السعودية، والموضوع الثاني هو نشر القيم الإسلامية في أوساط المجتمع بما يعزز مفهوم الصدق وحسن التعامل والإخلاص وسلامة التفكير والتمسك بالثوابت من جهة والانفتاح على العلوم والمعارف الجديدة. وقال إن الموضوع الثالث يتحدث عن مواجهة الأفكار والممارسات السلبية الخاطئة التي تضر بالمجتمع وتشوه سمعته، من خلال تناقل المعلومات الخاطئة عبر وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، أما الموضوع الرابع فيتناول نبذ الغلو والتطرف في جميع شؤون الحياة، واستبداله بثقافة المشاركة والمبادرة والعمل التطوعي والخيري. وأضاف أن المحور الثالث يركز على الدور المأمول لأئمة المساجد والخطباء، من خلال أربعة موضوعات أيضاً، وهي تفعيل دورهم في نشر ثقافة التوحيد ونبذ الفرقة وتطوير الخطاب الديني بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، وابتكار برامج عمل ومبادرات ومشروعات للارتقاء بآليات العمل والمسؤوليات، وتفعيل قنوات التواصل مع كافة شرائح المجتمع خصوصا الشباب. وأكد البرقي أن لدى الخطباء الوعي بالالتزام بما جاء في التعاميم وتطبيقها، مشيراً إلى أن الوزارة ستلفت نظر وستحاسب أي خطيب متهاون بالأخذ بما جاء في التعاميم.