أثبتت دراسة طبية حديثة أن ترك الطفل يبكي حتى النوم ليس له تأثيرات قاسية أو سيئة على الصحة النفسية للطفل أو أبويه. وأفاد باحثون بمستشفى رويال للأطفال بمدينة ملبورن الاسترالية بأن ما يصفونه بأسلوب "البكاء المتحكم فيه" يساعد على حل مشكلات النوم وحماية الأمهات من الإصابة بالاكتئاب. وقال الباحثون أن هذا الأسلوب يقوم على تشجيع الأبوين على الانتظار وتحمل بكاء الطفل حتى يستغرق في النوم بدلا من الالتفات إليه على الفور عند بكائه للعناية به، على ألا يتم ترك الأطفال دون الستة أشهر وحدهم نظرًا لأنهم يحتاجون إلى الرضاعة أثناء الليل. وتم تجربة هذا الأسلوب على حوالى 328 طفلًا تراوحت أعمارهم مابين 8-10 شهرا، وتبين لهم أن مشكلات النوم تقلصت في 45 % من هذه الحالات. وأكدت الباحثة أنا برايس أنها تأمل في أن تعمل هذه الأدلة في الواقع على طمأنة الآباء الراغبين في التحكم في نوم أطفالهم من خلال استخدام هذا النوع من الاستراتيجيات. وأضافت أن سماع بكاء الطفل أمر عصيب على الأبوين، غير أنه من الجيد أن يعرف الآباء أنهم لا يلحقون أي ضرر بأطفالهم عندما يتحملون بكاءهم. وأوضحت الدراسة أن البكاء المتحكم فيه يقلل من مشكلات النوم لدى الأطفال بنسبة 30 % في غضون أربعة أشهر، ويقلص أيضا من معدل الإصابة بالاكتئاب بين الأمهات بنسبة 40 % عند وصول الطفل إلى عمر العامين. وأكد حوالى 85 % من الآباء إن البكاء المتحكم فيه قد ساعدهم على التواصل مع أطفالهم، بينما أشارت النسبة الباقية (51 %) إلى أن هذا الأسلوب لم يحدث تغيُّرًا، غير أن أيا منهم لم يشر إلى أن هذا الأسلوب تسبب في إلحاق أي ضرر.