أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعاً للتعاون وليس للخلاف، مؤكدا أن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك بين مصر وإثيوبيا. واستقبل السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، تيدروس أدهانوم وزير خارجية جمهورية إثيوبيا الذي وجه دعوة للرئيس لزيارة أديس أبابا، وحضر اللقاء نبيل فهمي وزير الخارجية، والسفير محمود دردير غيدي سفير جمهورية إثيوبيا بالقاهرة. وقال السيسي، خلال اللقاء مع وزير خارجية إثيوبيا اليوم، إن لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون، مشيراً إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة، حسب ما أكد السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أن موضوع سد النهضة يجب التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف، وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد، مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار. وأكد أن مصر تتفهم تماماً المصالح التنموية لإثيوبيا، إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبي للاحتياجات المائية المصرية وحقيقة أن مصر لاتملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه، سوى من خلال نهر النيل، الذي يمثل لمصر مصدر حياة. وقال الوزير الاثيوبي إن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل، وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه، معرباً عن تطلعه للقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الاثيوبي أثناء القمة الافريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو". ووجه الوزير الدعوة الي الرئيس السيسي لزيارة إثيوبيا، وهي الدعوة التي رحب بها الرئيس، مشيرا إلى استعداده التام لتلبيتها، تتويجاً لما هو منتظر من تواصل بين البلدين في المستقبل القريب، يتأسس على إجراءات متبادلة ملموسة لبناء الثقة بين الطرفين، ارتباطا بسد النهضة. وأشار الوزير الإثيوبي إلى أن تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التنموية من شأنه أن يزيد بناء الثقة فيما بينهما على المستويين الرسمي والشعبي، مما سينعكس إيجابيا على كافة مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين.