مع بدء الانفراجة التى شهدتها أزمة البنزين صباح اليوم "السبت" اصبح "البنزين "مبعثا لفرحة المصريين عندما ينجح احدهم فى تزويد سيارته بالوقود اللازم لتشغيلها من محطات تموين السيارات، ويشعر أن نجاحه فى ذلك هو فأل حسن لخير قادم له على مدار يومه. واقع الامر يقول أن هناك أزمة فى البنزين مهما كان وصفها "حقيقية أم مفتعلة " ومهما كانت اسبابها (سوء توزيع - نقص انتاج - تهريب للدول الحدودية - سوق السوداء - فلول ) تعددت الاسباب والازمة طاحنة تعصف بالذوق العام وتضرب عرض الحائط باحترام الآخر ودوره فى الطابور مقابل بضعة لترات من البنزين لاتتجاوز تكلفتها بأى حال من الاحوال الجنيهات المائة، ولكنها قادرة على ارباك حركة الحياة واحداث شلل عند تعذر الحصول عليها خاصة بين سائقى الاجرة الذين يئسوا من قبل فى الحصول على السولار ومازال بعضهم لايؤمن بالغاز الطبيعى كوقود لسيارته. والبنزين هو أحد مشتقات البترول ومصدر رئيسى للطاقة فى العالم والابن الاكبر لعائلة الكيمياء العضوية ويتكون من ذرات ست من الكربون ومثلها من الهيدروجين فى ترتيب كيميائى على شكل "حلقة ".. وحلقة البنزين اكتشفها العالم الانجليزي ميشيل فاراداي فى عام 1825، وبعد اكتشافها مرت بعدة تجارب لانتاج هذا المركب، الى ان نجح الكيميائي الألماني إلهارد ميتشيرليتش بإنتاجه عن طريق تقطير حمض البنزويك، وقام بتسمية المركب "بنزين". والصيغة الكيميائية للبنزين هي " اتش 6 سى 6"، أوجدت نوعا من التعجب عند بداية اكتشافه، حيث كانت الاقتراحات البنائية وقتها تدور حول أن ذرة الكربون غالبا ما ترتبط بأربعة روابط فردية مع الهيدروجين، ولكن أن ترتبط بست ذرات من الهيدروجين فهذا مكون مصدر الطاقة الاول فى العالم. وأزمة البنزين فى مصر أحدثت سيجالا ثلاثى الابعاد بين الشعب من واقع مايتعرض له من أزمة، و "الحكومة " التى تصر على عدم وجود تلك الازمة على الرغم من اجتياحها عددا من المحافظات وتعرض بعضها لحالة من شبه الشلل لعدم وجود بنزين لتشغيل السيارات فيما أكدت الحكومة أنه لاتوجد أزمة فى البنزين خاصة 90 لانه ينتج محليا، و "البرلمان " الذى اتهمته الحكومة فى التسبب فى الازمة بعد أخبار تناقلتها الصحف عن قيام لجنة بمجلس الشعب ببحث الغاء الدعم على السولار والبنزين. واستمر تصاعد أزمة البنزين والسولار فى القاهرة والمحافظات، وتحدت طوابير السيارات التى اصابت حركة المحاور المرورية بالشلل، فيما استمرت تصريحات الحكومة المتكررة بالتأكيد على ضخ 24 مليون لتر بنزين يوميا لتلبية احتياجات المستهلكين، وان حركة الاستيراد تسير بمعدلاتها العادية وتعمل جميع وحدات الانتاج بكامل طاقتها وتتسلم المحطات حصتها بكميات تزيد على المعتاد بصفة دورية. وطبقا لما صرح به رئيس الهيئة العامة للبترول هانى ضاحى، ان خبر الغاء الدعم على البنزين والسولار كان الشرارة الاولى للأزمة التى عزاها بسيطرة مجموعة من السماسرة والبلطجية على السوق لخلق الازمة رغم ضخ 47 مليون لتر سولار وحوالى 22 مليون لتر بنزين خلال الايام الثلاثة الماضية بواقع زيادة قدرها 20 فى المائة عن معدلات الانتاج. وبين وجود الازمة وانفراجتها يقف المواطن مكتوف الايدى، لايهمه المتسبب فيها، ولكن همه الاكبر هو الحصول على مايريد من السولار والبنزين اللازم لتشغيل السيارات والمخابز، ومراكب الصيد، والالات الزراعية ومعدات الحصاد وغيرها من مستلزمات الانتاج التى تحتاج للبنزين والسولار بصورة أساسية. مواجهة حاسمة تتطلبها ازمة البنزين، وتكثيفا للحملات الرقابية تنتظرها الاسواق، وان تتدخل الدولة واجهزتها بنسبة أكبر فى حل المشكلات التى تواجه المواطنين وأهمها مشكلة توفير مصادر الطاقة التى تنعكس على كافة مناحى الحياة.