المصريون فى الخارج ينهون أسطورة "غزوة الصناديق" للإسلاميين

بحضور هائل وأرقام غير مسبوقة فى التصويت..
- سفراء مصر بالخارج: شاهدنا عرسًا ديمقراطيًّا يدعو إلى الفخر
- خبير انتخابى: المصريون ضربوا المثل في حبهم لبلدهم
- مصدر دبلوماسى: السيسى يحصد الأغلبية من أصوات الخليج
- حملة صباحى: مرشحنا متفوق فى السعودية
- أكثر من 200 ألف أدلوا بأصواتهم
- 45 % من إجمالى الأصوات فى السعودية
- قطر تشارك ب 42 ألف صوتًا
في مشهد تاريخي، أظهر المصريون للعالم أجمع أنهم دائما ما يقدمون الصورة الحقيقية للبلاد، وأن ما آثير عن أن جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية هى فقط القادرة على الحشد الانتخابى على طريقة "غزوة الصناديق" والتى شهدت حضورًا مكثفًا، إلا أن المصريون فى الخارج، حققوا أرقامًا جديدة تحدث لأول مرة فى تاريخ مصر من ناحية الإقبال، وأيضا الابتسامة التى زينت وجوههم، لم يتوقعها أكثر المتفائلين، حيث شهدت السفارات والقنصليات في الخارج توافدا غير مسبوق، لاختيار رئيس مصر القادم، والتي يتنافس فيها المرشحان عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي لرئاسة مصر 4 سنوات مقبلة.
وتجري الانتخابات في الخارج من خلال 141 لجنة فرعية في 124 دولة، بعد أن ألغت لجنة الانتخابات الرئاسية التصويت في كل من ليبيا وسوريا والصومال وإفريقيا الوسطى؛ بسبب الأوضاع الأمنية في تلك الدول.
هذا ويصل عدد المصريين في الخارج إلى نحو 8 ملايين شخص، بينهم 681 ألفًا و346 مصريًّا مسجلًا في 161 دولة أجنبية وعربية، وتحظى السعودية وحدها بنحو 312 ألفًا و197 منهم بنسبة تزيد على 45٪ من إجمالي المصريين بالخارج والذين يحق لهم الاقتراع في الاستفتاء على الدستور، تليها الكويت في المركز الثاني 132 ألفا، الإمارات 67 ألفًا، قطر 42 ألفًا والولايات المتحدة الأمريكية 31 ألفًا، وتأتي كندا في المركز السادس 13 ألفًا، وإيطاليا 11 ألفًا، ثم سلطنة عمان 10 آلاف، ففرنسا 6 آلاف، ثم بريطانيا 6 آلاف، فيما جاءت الأردن في المرتبة الأخيرة بنسبة 4 آلاف و291 مصريًّا.
وقدمت لهم اللجنة العليا للانتخابات تسهيلات كبيرة لضمان مشاركة واسعة، حيث أقرت التصويت ببطاقة الرقم القومي أو بجواز السفر ودون الحاجة لتسجيل مسبق، وهو ما أتاح للمصريين الموجودين في خارج مصر بشكل عارض أو حتى المقيمين بشكل غير قانوني أن يشاركوا في التصويت.
واستمر توافد المصريين في الخارج على السفارات والقنصليات، وسط إقبال كبير، في الوقت الذي كثف المرشحان من دعايتهما في الداخل استعداداً للاقتراع يومي 26 و27 مايو الجاري.
وسعت المقرات الدبلوماسية في الخارج إلى توفير احتياجات الراغبين في التصويت، وكانت الغالبية في دول الخليج، خصوصاً السعودية.
الإقبال هذا العام، لم يسبق حدوثه في السنوات الماضية، حيث كان محدودا في انتخابات 2012 حينما خرج الشعب لاختيار أحد المرشحين، ما بين الفلول والإخوان، وكان آنذاك محمد مرسي مرشح الإخوان، وأحمد شفيق من نظام مبارك، وقرر الشعب اختيار الإخوان، حتى لا يعود عهد مبارك مجددًا، وبعد فشل الإخوان في حكم مصر، وعزل مرسي- بدأت مصر الدخول في مرحلة جديدة لاختيار رئيس جديد ما بين السيسي وصباحي.
وعلى مدار 4 أيام متتالية، لم يحدث ما يعكر صفو عملية الاقتراع، حيث فشلت جماعة الإخوان في الاحتشاد لإفشال عملية الاقتراع، واختفت من محيط السفارات والقنصليات المصرية في الخارج.
وشكلت وزارة الخارجية المصرية غرفة عمليات لمتابعة عملية الاقتراع، وتابع عن كثب نبيل فهمي وزير الخارجية، الذي أصدر تعليمات واضحة لكافة السفارات والقنصليات للتنسيق الكامل مع سلطات الدول؛ لإخطارها باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين عملية الاقتراع.
من جانبه أعلن السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية- أن هناك كثافة غير طبيعية من المصريين في الخارج على التصويت، مؤكدًا على عدم وجود أي مشكلات واجهت الناخبين، مضيفًا أن كافة التقارير التي تلقتها الخارجية من معظم الدول العربية والأوروبية، تؤكد على كثافة المشاركين، مؤكدا على أن المصريين في الدول العربية كانوا أكثر مشاركة، خاصة في السعودية والإمارات.
وأكد عبد العاطى حتى كتابة هذا التقرير، أن المؤشرات الأولية لتصويت المصريين تشير إلى أن عدد من أدلوا بأصواتهم اقتربت من 200 ألف ناخب, وهو ما يقترب من ضعف عدد من صوتوا في الاستفتاء على دستور 2014.
واتفق سفراء مصر بالخارج على عبارة واحدة لوصف إقبال المصريين بالخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، قائلين: "الإقبال تاريخي وفاق كل التوقعات".
فى البداية، قال السفير عفيفي عبد الوهاب، سفير مصر بالمملكة العربية السعودية: إن إقبال المصريين المقيمين في المملكة على التصويت فاق التصور والتوقع. لافتًا إلى أن هذا الإقبال الكثيف جدًّا يعطي صورة مشرفة لمصر والمصريين جميعًا أمام العالم.
وأضاف: نحن شاهدنا عرسًا ديمقراطيًّا يدعو إلى الفخر والسعادة والسرور، ويثبت المصريون من خلاله أنهم جديرون بنظام ديمقراطي سليم.. والشرطة السعودية تقوم بتأمين المقرات الانتخابية على أعلى مستوى.
أما السفير إيهاب حمودة، سفير مصر بالإمارات، فلفت إلى أن أعداد الناخبين المصريين بالإمارات تاريخية وغير متوقعة على الإطلاق، خاصة أن السفارة كانت تتوقع أن يكون هناك إقبال كثيف في اليوم الثاني والثالث من عملية التصويت، وليس من اليوم الأول كما حدث، مؤكدًا أنه لا يستطيع حصر أعداد الناخبين الذين صوتوا حتى الآن؛ لأن الأعداد كبيرة جدًّا. على حد قوله.
وأضاف حمودة، نحن نقر أن ما حدث هو مظاهرة مصرية في حب مصر.. ونسبة مشاركة المصريين في الإمارات لن تقل عن 80 ألف ناخب؛ لأن التسهيلات التي وضعتها اللجنة جعلت كل المصريين بالخارج يريدون المشاركة في التصويت.
وأشاد حمودة بالجهد الإماراتي في عملية التنظيم خارج المقرات الانتخابية، مشيرًا إلى أن الأمن الإماراتي يتعامل بكل تقدير واحترام مع أبناء الجالية المصرية بالإمارات ويعاونونهم على الوصول إلى الأماكن المخصصة لهم بكل سهولة ويسر، على حد قوله.
وأضاف البديوي: "إن إلغاء عملية التسجيل المسبق للناخبين أتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن للمشاركة في عملية التصويت".
وأكد سفير مصر في الكويت، عبد الكريم سليمان أن الإقبال على التصويت في تزايد مستمر، ولا توجد أي مشاكل، موضحا أن سفارة مصر بالكويت هي الأعلى تصويتًا، على مستوى سفارات مصر حول العالم، موضحًا أن سفارة مصر بالرياض جاءت في المرتبة الثانية ب 9 آلاف صوت فقط في أول أيام التصويت.
وأشار إلى أن حشد المصريين لم يره في تاريخ الانتخابات والاستفتاءات التي عاصرتها في الكويت على مدى 3 سنوات، مؤكدًا على أن ما حدث هو شيء مبهر وهو أضعاف أضعاف ما شاهده من قبل.
وأرجع السفير المصري سبب تزايد الأعداد المشاركة في التصويت إلى أمور عدة، أهمها مناخ الحرية والديمقراطية الموجود في الكويت، والتنسيق مع السلطات الكويتية ودعمها للسفارة، وإلغاء شرط التسجيل المسبق.
من ناحيته قال القائم بأعمال السفير المصري بقطر، المستشار وليد حجاج: إن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية غير مسبوقة، وتفوق كافة الاستحقاقات الدستورية الماضية.
وأضاف أن عدد المصريين الذين أدلوا بأصواتهم بالدوحة فاق الحد، مؤكدا أن الأوضاع سارت بصورة طبيعية داخل مقر اللجنة الانتخابية، نافيا حدوث أي مظاهرات من قبل جماعة الإخوان لتعكير صفو عمليات التصويت.
وأوضح أن أجهزة القارئ الإلكتروني الذي أرسلته اللجنة العليا للانتخابات أسهم في تخفيف حدة ضغط إقبال المصريين على التصويت.
وفى الدول الأوروبية، قال السفير خالد شمعة، سفير مصر بالنمسا: إن أعداد المواطنين المصريين الذين توافدوا على عملية التصويت كبيرة للغاية منذ الصباح، رغم الأمطار الشديدة التي شهدتها البلاد صباح اليوم.
وأضاف شمعة، أن أعداد المواطنين أكثر من الاستفتاء السابق، مشيرا إلى أنهم يسعون ل"تسريع عملية دخول المواطنين للإدلاء بأصواتهم في ظل الظروف المناخية وسقوط الأمطار".
من جانبه، قال السفير محمد البدري سفير مصر بروسيا: "إن الإقبال على التصويت كان مرتفعا، مقارنة بالانتخابات السابقة".
وأضاف البدري أنه نظرا لصغر اللجنة الانتخابية، إلا أن العملية الانتخابية كانت على ما يرام، وتسير بمنتهى السلاسة.
وفي نفس السياق، قال السفير محمد مصطفى كمال، سفير مصر في فرنسا: إن أعداد المصريين الذين توافدوا للإدلاء بأصواتهم في عملية التصويت "كبيرة وكثيفة"، مشددا على أن عملية التصويت كانت تسير بيسر وبتدفق سريع.
وقال السفير محمد حجازي سفير مصر في ألمانيا: إن إقبال المصريين كان كثيفًا، موضحًا أن السبب الرئيسي وراء كثافة الإقبال من المصريين هو تقديرهم لأهمية هذه الانتخابات.
وأكد أن تظاهرات الإخوان، لم يكن لها أي تأثير على العملية الانتخابية؛ لأنها كانت محدودة ومكونة من 18 فردا أمام السفارة في برلين، وتم التعامل معها بالتعاون مع الشرطة.
وأكد السفير حسن الليثي، سفير مصر بأستراليا، أن المصريين بالخارج حرصوا على الإدلاء بأصواتهم رغم البعد الجغرافي، إلا أن وجود أكثر من لجنة فرعية في أستراليا شجعهم على الإقبال على التصويت.
وأضاف "المصريون بالداخل والخارج على قلب رجل واحد، يتزايد شعورهم بالانتماء الوطني". مشيدًا بدور سلطات الأمن المحلية، التي شددت إجراءاتها الأمنية على اللجان؛ تحسبًا لأى أعمال عنف متوقعة.
ونفى الليثي وجود صناديق من الكرتون، كما ادعت حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، مؤكدًا أن مدينة "كامبرا" خلت تمامًا من هذا النوع من الصناديق.
وفى نفس السياق، كشف مصدر دبلوماسى، أن المؤشرات الأولى لتصويت الخارج، تشير إلى اكتساح السيسى، لأصوات المصريين، وتحديدا فى دول الخليج، والتى شهدت إقبالًا غير مسبوق، مؤكدًا أن الخروج المبهر للمصريين، يزيدنا فخرًا وبصوتها أمام العالم.
من جانب آخر أكد صلاح يوسف، منسق عام رؤساء الجاليات المصرية في الخارج والمتحدث الرسمي باسم الجاليات، أن الإقبال كان كبيرًا جدًّا، وأضعاف ما كان متوقعًا، مضيفًا أن التصويت يلقى إقبالاً كبيرًا بالعاصمة السعودية، في ظل التسهيلات الخاصة التي تسمح بالتصويت بدون تسجيل مسبق.
في سياق متصل، قال الدكتور حسن سلامة أستاذ النظم الانتخابية والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن المصريين في الخارج ضربوا المثل في حبهم لبلدهم، رغم بعدهم عن البلاد باعتبارهم مواطنين كاملي الأهلية؛ لذلك أصروا على المشاركة في مستقبل وطنهم، وإنجاز الخطوة الثانية من خارطة الطريق. على حد قوله.
وأشار إلى أن إقبال المصريين بالخارج على التصويت بقوة خلال انتخابات الرئاسة يشير لإخفاق دعوات "الجماعة الإرهابية"، وتحالفها لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، ومحاصرة السفارات. على حد وصفه.
وأضاف سلامة، أن هناك إقبالا كبيرا للمصريين بشكل حضاري جدًّا، دون وجود مشكلات على مستوى العالم حتى اللحظة، موضحاً أن المصريين في الخارج يشعرون بالمسئولية الوطنية ويعلمون أن هذه لحظة فارقة في تاريخ مصر.
وأكد سلامة أن اللجان في الخارج شهدت مشاركة عالية مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، موضحاً أن وزارة الخارجية بالاشتراك مع وزارة التنمية المحلية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية- قدمت تسهيلات كبيرة لم تُقدم في أي انتخابات سابقة، ويكفي أن يكون التصويت ببطاقة الرقم القومي أو بجواز السفر المُميكن دون تسجيل مسبق- حافزاً لمشاركة واسعة. على حد قوله.
وفى سياق مواز، كان لحملتى السيسي وصباحى دورا فى رصد العملية الانتخابية، حيث قال عماد حمدى، المتحدث الإعلامى باسم حملة صباحى، "إن مرشحه متقدم فى بعض دول الخليج مثل السعودية، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى يتقدم فى قطر، معتبرًا أن هذا يرد على من يدعى دعم الإخوان لصباحى، وخاصة موقف قطر من 30 يونيو.
اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل