انتقل الطبيب أحمد السعيد والد الكاتبة الصحفية والروائية أمينة السعيد من محافظة المنصورة إلى صعيد مصر للعمل به كطبيب ومعه أسرته، ومن ثم انتقل إلى القاهرة ليلحق أولاده بالمدارس الأجنبية؛ حيث كانت له تطلعات أوروبية، وفي ظل تلك الأحداث نشأت أمينة السعيد على الكفاح والمثابرة. نشأتها نشأت أمينة في أسيوط ودرست باللغة الإنجليزية بمدرسة شبرا، وجاء آوان الإلتحاق بالجامعة؛ حيث كان الوالد متحمس للفكرة وحريص على ألا تتزوج بناته إلا بعد التخرج من الجامعة، فدخلت قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول. وخلال فترة الدراسة كان زميلها في الجامعة الكاتب الصحفى مصطفى أمين قد قدمها إلى محمد التابعي الصحفي المعروف، فقدمت له بعض القصص الاجتماعية وقدمها زميلها "محمد فتحي" إلى الإذاعة لتعمل بالقطعة تترجم بعض القصص عن الإنجليزية وتلقيها بصوتها في الميكروفون، وهكذا فتح لها مصطفى أمين أبواب الصحافة وفتح لها محمد فتحي أبواب الإذاعة. بداية عملها الصحفى ومن ثم تخرجت أمينة ووجدت فرصتها في دار الهلال، وهنا تشهد أمينة لصاحب دار الهلال "إميل وجرجي زيدان" بالحرص على تولي أمورها ورعايتها وحراستها وتشجيعها، وفي مجلة المصور بدأت بباب "إسألوني" الذي لازمها وعرفت به، ترد فيه على أسئلة القراء، وعرفت بسهولة العبارة وصفاء الأسلوب وعذوبة النفس والروح بكل ما تكتب، واصبحت أول كاتبة بعد تهتم بالشؤون الاجتماعية اهتمامًا شخصيًا متصلًا بالحياة العامة، وهكذا دخلت أمينة السعيد الصحافة من باب "إسألوني" ولكنها لم تتوقف عند هذا الحد حيث ترأست تحرير مجلة حواء وتحرير مجلة المصور وترأست مجلس إدارة دار الهلال، وكانت أول صحفية مصرية تزور الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد السوفيتي بحكم عملها الصحفي، وأصبحت وكيلة نقابة الصحفيين وعضوا بالمجلس الأعلى للصحافة وبعد الإحالة إلى المعاش أصبحت مستشارة لدار الهلال وعضوًا بالمجالس القومية المتخصصة، وعضوًا بمجلس الشورى لدورتين. نشاطها النسائى وكان من الطبيعي أن تهتم أمينة السعيد بالنشاط النسائي، ووجدت من قائدة النشاط النسائي في مصر هدى شعراوي التقدير والتشجيع وعاونتها في القيام برحلات مختلفة إلى الخارج كانت أهمها الرحلة إلى الهند وكانت ثمرة تلك الرحلة كتابها المهم "مشاهداتي في الهند"، وقد هزتها الصراعات الدامية بين الهندوس والمسلمين والدماء التي تسيل من أجل بقرة، وأمينة بطبيعتها تنفر من التعصل والخلافات الدينية والعرقية، وهذا السلوك إنعكس في سائر كتبها ومقالاتها وردودها على القراء من الشباب والشابات والرجال والنساء. وأصبحت أمينة السعيد رائدة ثورية في مجال الفكر الاجتماعي بصفة عامة، وفي مجال التطور النسائي بصفة خاصة، وكانت ترى أن الزوجة بلا كرامة والزوجة المحرومة من السعادة هي إمرأة في أجازة عن العطاء وعن المشاركة في بناء الوطن، ولم تكن في تحرير بابها الشهير "إسألوني" مجرد محررة تتلقى الرسائل وتقوم بالرد عليها، ولكنها كانت تشعر بمسئوليتها إزاء حل مشكلات القراء والقارئات تقوم بالإتصالات الشخصية والتحقق من المشكلات. أهم أعمالها ألفت عددًا من الكتب التى تنادى بحقوق المرآة وتتحدث عن الحياة الاجتماعية بشكل عام، منها "آخر الطريق، والهدف الكبير، ووجوه في الظلام، ومن وحي العزلة، ومشاهدات في الهند، وحصلت علي عدة أوسمة، منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي، وجائزة الكوكب الذهبي الدولية، ووسام الجمهورية، ووسام الثقافة والآداب. وفاتها توفيت أمينة السعيد في 13/8/1995، وكانت حتى موتها لا تفتأ عن بث سموم التغريب والتمرد على الحجاب والأخلاق، ومن كلماتها:"هل من الإسلام أن ترتدي البنات في الجامعة ملابس تغطيهن تمامًا وتجعلهن كالعفاريت؟ وهل لا بد من تكفين البنات بالملابس وهن على قيد الحياة؟".