كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن عن أن نسبة انتشار مرض حساسية الأنف تصل إلى 30 % بين المصريين، وأوضح خلال المؤتمر الذي عقد مساء أول أمس الجمعة أن الأنف تعتبر بوابة الجسم التي تنفذ منها الفيروسات إلى باقي الجسم، خاصةً فيروسات الأنفلونزا التي تغير تركيبها "الإنتي جيني" كل عام، وذلك من باب الخداع الذي تتميز به هذه الأنواع من الجراثيم الثقيلة التي تأبى أن تفارق جسم من تصيبه قبل عدة أيام ثقيلة لا تقل بأي حال عن ثلاثة أيام. وأضاف انه بالنسبة لمرضى الحساسية فقد يمضون بسببها أياما من العناية الفائقة لشدة وطأتها على الجسم خلال مسارها من الأنف إلى الصدر مبرهنة بذلك على صدق الدستور العالمي الصادر عن منظمة الصحة العالمية بأن هناك علاقة وثيقة بين حساسية الأنف والإصابة بالربو الشعبي، وذلك للتطابق بين الغشاء المخاطي للأنف والصدر، كما أن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل إن الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية تعتبر أحد العوامل الأساسية للإصابة بالربو الشعبي والزيادة المفاجئة لنوباته الصدرية. وقال إن الدستور العالمي يؤكد أنه كلما تمت حالة تشخيص حساسية بالجيوب الأنفية أو حالة إصابة بالربو الشعبي فإن إحدى الحالتين تنبأ عن الأخرى حتى وإن تأخر ظهورها، لذلك على الطبيب المعالج أن يكون يقظاً، والتعامل مع هذه النوعية من الحالات بجدية، كما ويشدد على أهمية الكشف المبكر وأهميته في نسب العلاج خطورة أمراض الصدر وأسبابها وأهم أعراضها والكشف عن العلاجات الفعالة للمرض والوقوف على أهم المستجدات العلمية والعلاجية لهذه الأمراض. وشدد الدكتور رضا كامل أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة جامعة القاهرة، على أن تجنب مسببات الحساسية لا يكفي لتجنب أعراض حساسية الأنف وإنما قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية مزيلة للاحتقان أو مضادات للهستامين أو بدائل علاجية أخرى. فالعديد من هذه الأدوية يعطي فقط راحة قصيرة الأجل، كما أنها أيضا لا تزيل جميع الأغراض وفي كثير من الأحيان يجب الجمع وبين علاجات أخرى. وتطرح شركة "ميرك" العلاج الدوائي وهى بخاخات الأنف أو(الكورتيكوستيرويدات) الأكثر فاعلية لعلاج حساسية الأنف طبقًا لمنظمة الصحة العالمية. وأكد الدكتور حازم المهيري أستاذ الأنف والحنجرة وجراحة الأس والرقبة بجامعة عين شمس، أن الجديد اليوم هو كيفية استخدام بخاخات توجد بها مادة الكورتيزون لعلاج حساسية الأنف، مشيراً إلى أن مضاعفات استخدام الكورتيزون ضعيفة حتى لدى المرضى الممنوعين من استخدامه كمرضى الضغط، كما يمكن للأطفال استخدامه عند سن عامين. ومن جانبه، أوضح الدكتور أسامة عبد الحميد أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بجامعة عين شمس، أن التهاب حساسية الأنف هو التهاب داخل الأنف ناتج عن مواد مهيجة موجودة في الهواء مثل حبوب اللقاح أو دخان السجائر أو الفطريات والغبار ووبر الحيوانات الأليفة، ومعظم الأطفال لا تحدث لديهم تفاعلات تجاه هذه المواد غير أنه في الأطفال الذين يعانون من الحساسية تحدث استجابة مفرطة من الجهاز المناعي تسبب الالتهاب وتسبب إفراز السوائل داخل الأنف والجيوب الأنفية. كما أشار الدكتور هشام طراف أستاذ أمراض الحساسية والمناعة جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الحساسية والمناعة، إلى أن النظريات الطبية الحديثة تشير إلى أن مرضى حساسية الصدر وحساسية الأنف يعتبران متلازمين ذلك أنهما يكونان أنبوبة واحدة تبدأ من الأنف وتنتهي بالشعب الهوائية في نهاية الرئة ولهما نفس الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وهناك أوجه للتشابه وأخرى للاختلاف، حيث إن الغشاء المخاطي المبطن للأنف يشبه خلايا الصدر. وأضاف أن نوع الخلية التي تنفجر وتتولد منها المولدات الكيماوية التي تسبب أمراض الحساسية تقريبا واحدة في الاثنين وفي الغشاء القاعدي في الصدر لا يحدث سمكًا زائدا، حيث أن الأنف كله أوعية دموية وخلايا وعندما تحدث الحساسية ينتج الرشح والعطس والانسداد وبينما في الأسفل توجد عضلات أكثر لذلك فهي تقفل عندما تتعرض لمؤثرات الحساسية مما يسبب للشخص ضيق التنفس. وعن مدى علاقة بين الإصابة بحساسية الصدر وحساسية الأنف يقول طراف "غالبا ما يكون المصاب بحساسية الجيوب الأنفية في وقت ما هو بعينه المعرض للحساسية الصدرية، حيث تؤكد الدراسات الوبائية، إن نحو 80% من مرضى حساسية الصدر لديهم أيضا حساسية أنفية كذلك من المعروف عن أنواع حساسية الأنف أنها تنقسم لحساسية موسمية وأخرى دائمة، كما أن من يعانون الحساسية الدائمة لديهم فرصة أكبر لحدوث مضاعفات في صدورهم أكثر من الذين لديهم حساسية موسمية أما التقسيم الجديد حالياً لحساسية الأنف فيضعها في مرتبة إما بسيطة أو دائمة. وتابع: أن مريض حساسية الأنف يكون لديه ما تسمى جزيئات الالتصاق وهى المسئولة عن الخلايا الالتهابية وهذا يعني أن الأنف هو الذي يحدث به التفاعل وتنفجر وتولد مواد كيميائية يحدث منها الرشح والعطس، كما وجد أن جزيئات الالتصاق لدى مريض حساسية الأنف أكثر من المريض العادي فالمواد الكيماوية الناتجة عنها تجد طريقها إلى الصدر وتسبب أعراضا صدرية، كما أن جزيئات الالتصاق هذه تعمل كمستقبل لفيروس الإنفلونزا بما ينعكس على حالة الصدر.