حذر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس رؤفائيل الأول ساكو، من هجرة المسيحين من العراق، مشيرا إلى أن هذه الهجرة وصلت لمراحل خطيره جدا وبدأت تدق ناقوس الخطر. وقال ساكو - في بيان اليوم السبت -"إن تصاعد هجرة المسيحين اليوم في العراق مخيف ومقلق جدا ومنذ تسلمي رئاسة الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم منذ سنة وبضعة أشهر، وقد زرت معظم المدن ومن عمق واقعنا أقرع اليوم أجراس الخطر وأعلن أننا كنيسة منكوبة وإن استمر الوضع على هذا المنوال فلن يكون عددنا بعد عشر سنوات سوى بضعة آلاف". وأوضح البيان "أن أسباب هجرة المسيحيين معروفة وهي الحروب والصراعات المتتالية منذ عقود والمناخ الاجتماعي والخدمي السيء الذي خلفه التردي الأمني بعد سقوط النظام عام 2003، وتنامي التشدد الديني ورسالات التهديد التي تصلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم والبطالة وتخبط سياسة بعض الدول الغربية وتشجيعها لهجرة المسيحيين إليها، وغياب الرؤية الواضحة عند المسيحيين والمسلمين في عيش مشترك أفضل و شعور المسيحيين بانحسار دورهم ومكانتهم في وطنهم فضلا عن الوضع الساخن في عموم المنطقة". وأضاف "الملفت للنظر أن ما يحصل في العراق يحصل الآن في سوريا ولربما سينسحب إلى بلدان أخرى، مشيرا إلى أن السلطات الحكومية تتحمل جزءا من مسئولية هذه الهجرة ؛ بسبب إخفاقها في استتباب الأمن والاستقرار". وتابع " إن المسيحيين مواطنون أصيلون يستحقون كل الاحترام وحماية حقوقهم وحريتهم وكرامتهم، ومن هنا أتوجه إليهم لكي يعملوا من أجل السلام ويسعوا لإشاعة ثقافة اللاعنف وقبول الآخر واحترامه من خلال كافة الوسائل المتاحة كوسائل الإعلام ومناهج التدريس في المدارس والجامعات ومراجعة القوانين خصوصا مواد الأحوال الشخصية، وتشجيع عودة البعض ممن غادر إلى بلدان الجوار من خلال تأمين سكن لهم وتوفير عمل ومدارس، وهذا الأمر ليس صعبا على الدولة ..لاسيما وأن الأعداد ليست كبيرة". وتوجه الكاردينال لويس رؤفائيل ساكو الأول، بحسب البيان، إلى رجال الدين المسلمين والمسيحين من أجل تكثيف الجهود على أرض الواقع في سبيل الحفاظ على اللحمة الوطنية. وحث الغرب على مراجعة مخططاته بشكل صحيح للحفاظ على تنوع ثقافات هذه البلدان وتعددها والعمل على استتباب الأمن والأمان فيها، مبينا أن الديمقراطية والتغيير يأتيان من خلال التنشئة والتربية وليس عن طريق الصراعات.