شهر واحد فقط كان فاصلا فى انتقال دولة اليهود من شرق المملكة العربية السعودية إلى موقعها الحالى فى فلسطينالمحتلة، بعدما رفض آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطانى «1916-1919» مقترحا بتأسيس دولة عبرية فى شرق الجزيرة العربية بمدينة الأحساء، ليعلن بعدها السياسى البريطانى فى أوائل فبراير 1917 وعده المشئوم بإقامة دولة يهودية فى فلسطين. وكشفت وثيقة تاريخية تعود إلى سبتمبر 1917، مقترحا صهيونيا بإقامة دولة اليهود فى مدينة الإحساء شرق السعودية مرفقا بها خطط وأليات احتلال الموقع بمساعدة الدولة البريطانية وعصابات من اليهود، وإنتزاعها من السيادة العثمانية التى كانت تخضع لسيطرتها آنذاك. وأرسل الطبيب اليهودي الروسي الأصل -أم أل روثنشتاين- خطابا إلى اللورد فرانسيس بيرتي -سفير بريطانيا لدى فرنسا- يطلب فيها مساعدة الحكومة البريطانية لتأسيس دولة يهودية، لتأسيس تلك الدولة عبر احتلال واحة الأحساء الواقعة شرق المملكة العربية السعودية، وإعلانها دولة يهودية. وكشف مدونة المكتبة العامة البريطانية عن الوثيقة المطبوعة على الآلة الكاتبة باللغة الإنجليزية، والتي تضمنت على خطة «روثنشتاين» لاحتلال الأحساء بجيش مؤلف من من 120 ألف جنديا يهوديا إلى جانب القوات الإنجليزية الداعمة والمساندة. وأعترف روثنشتاين فى وثيقته أن الخطة قد تبدو خيالية للوهلة الأولى، ولكنه وعد بأنها ستصبح واقعا ملموسا بمجرد دخول أول فصيل من المقاتلين إلى شرق المملكة والمكون من ألف جندى يهودي. وشرح الطبيب اليهودى مخططاته لاحتلال المنطقة عبر ثلاث مراحل، تبدأ بغزو جيشا مؤلفا من 30 ألف جنديا دولة البحرين، قبل أن تواصل الزحف إلى منطقة الأحساء والاستيلاء عليها من السلطات العثمانية وإعلانها الدولة اليهودية الموعودة، وتنتهى المرحبة الثالثة –بحسب روثنشتاين- بالدخول فى حرب مع الأتراك، والتى زعم أن القوات اليهودية قادرة على حسمها فى النهاية. وتوضح الرسالة أن روثنشتاين لم تكن دقيقا فى معلوماته التاريخية وطبيعة المنطقة التى يتحدث عنها ويحلم بها وطنا لليهود، حيث أن الأحساء آنذاك كانت قد انتقلت من حكم الأتراك إلى حكم آل سعود، وأقرت بريطانيا بذلك رسميا عبر إتفاقية أقرتها مع السعوديين. ورد وزير الخارجية البريطانية بلفور على رسالة سفيره فى فرنسا، برفض الحكومة البريطانية في الثالث من أكتوبر 1917 تنفيذ مشروع روثنشتاين، قبل أن يخرج هو بنفسه فى 2 نوفمبر 1917 ليعلن تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فيما عرف ب«وعد بلفور». وكان دانيال لوي -الباحث المتخصص في اللغة العربية وتاريخ منطقة الخليج- قد علق على الموقع الخاص بمدونة المكتبة البريطانية على الوثيقة، بإنه لم يتوافر لديه وثائق كافية تؤكد هوية روثنشتاين أو دوره التاريخي، أو أنه كان يعمل ضمن حركة منظمة، والغالب –من وجهة نظره- أن وثيقته كان مخططا ضمن مقترحات عدة ظهرت فى تلك الحقبة لإقامة وطن لليهود في مناطق مختلفة حول العالم منها أوغندا والأرجنتين وقبرص وروسيا. مصدر الخبر : بوابة القاهرة - صحافة عالمية