السؤال: معظم أبناء جنسي في الخارج في بلد الدراسة ليسوا بملتزمين، فمنهم شاتم لله، ومنهم من يصاحب هؤلاء الشاتمين، ومنهم من لا يصلّي، ولكن قلبه أبيض كما يقول، فيقول هذا: أنا جيد إن لم أدرس فسيوفقني الله، أما هذا فلو اعتكف نهاراً وليلاً فلن يوفقه مازحاً وهناك مجموعة منهم تشرب الخمر، وأخرى ألسنتها قذرة، وأخرى نهارها ليلها، وليلها نهارها. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلم يتضمن ما ذكرت سؤالا محددا، وما يمكننا قوله تعليقا على ما ذكرت هو أن من يسب الله تعالى كافر ومرتد عن الإسلام بإجماع الأمة جادا كان أم هازلا، وتارك الصلاة إن تركها جحودا فإنه كذلك كافر بالإجماع، وإن كان تركه لها كسلا فهو كافر أيضا في قول بعض أهل العلم خلافا للجمهور الذين يذهبون إلى عدم كفره، وانظر الفتويين رقم: 23340، ورقم: 1145. ومن كان قلبه أبيض لم يكن تاركا للصلاة، فمثله يكون قلبه مسودا من الذنوب والمعاصي، روى أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عز و جل في القرآن: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وإذا صلح القلب صلح باقي الجسد بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. ولمعرفة صفات القلب الأبيض السليم راجع الفتوى رقم: 119847. والخمر أم الخبائث وسبب لكثير من الشرور، وشاربها ملعون، وراجع فيها فتوانا رقم: 74865. وبذيء اللسان ربما جلب لنفسه سخط الرحمن، وراجع الفتوى رقم: 6923. ولا تجوز مصادقة من كان هذا حالهم، فمصادقتهم وبال وسبب لفساد الدين، وقد بين القرآن خطر مصاحبة الأشرار وما يترتب عليه من الحسرة والندامة، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من مخالطة أمثالهم، وراجع الفتويين رقم: 153867، ورقم: 24857. وتجب مناصحتهم بالمعروف ومن منطلق الشفقة عليهم عسى الله أن يهديهم سواء السبيل، ومن أين لهذا القول: أنا جيد إن لم أدرس فسيوفقني الله، أما هذا فلو اعتكف نهاراً وليلاً فلن يوفقه مازحاً أطلع الغيب أم اتخذ عند الله عهدا؟ فهذه جرأة على الرب تعالى وتدخل في شأنه سبحانه، ولا يجوز المزاح بمثل هذا. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى