السؤال: أنا شاب من فرنسا، ودرست سنتين في الدراسات العليا في فرنسا، وكنت أتلقى من الدولة مساعدة مالية كل شهر، وفي هذه السنوات كنت في بعض الأحيان أغش في الامتحانات - أسأل الله تعالى أن يغفر لي - ولقد تبت من ذلك بعد الانتهاء من دراستي، لكن الدولة الفرنسية لا تعلم بغشي، وبغيابي عن بعض الدروس، وإذا أخبرتهم بهذا فيمكن أن يطلبوا مني أن أرد لهم المبلغ الذي تلقيته منهم لمدة سنتين، وكنت لا أعلم بهذا الأمر عندما كنت أدرس، علمًا أنني كنت أريد بهذا المال الذي جمعته أن أذهب به إلى الحج - بإذن الله تعالى – وقد أخفيت عنهم ذلك إلى الآن، علمًا أنني تبت إلى الله عز وجل من هذا الفعل، واحتفظت بهذا المال، ولم أكن أعلم من قبل أن من غش في الامتحانات أنه يجب عليه أن يرد المبلغ، فهل يجب علي أن أخبرهم بالحقيقة، علمًا أنهم يمكن أن يطلبوا مني رد المال الذي كسبته؟ وماذا علي أن أفعل - جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم -؟ الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإذا كانت المكافأة يشترط لاستحقاقها عدم الغش في الاختبارات، وخالفت ذلك الشرط، فلا تستحقها، ويلزمك ردها إلى تلك الجهة المسؤولة، ولو بطرق غير مباشرة، ما لم تأذن لك في الانتفاع بها؛ لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ{المائدة:1}. وأما لو لم تكن الجهة المانحة تشترط لاستحقاق المنحة عدم الغش، بل تقدمها معونة على الدراسة، فلا يؤثر الغش في استحقاقها، ولا يكون عليك حرج حينئذ في الانتفاع بها في الحج، أو غيره، وقد أحسنت في توبك من الغش، ولتكثر من العمل الصالح فالحسنات يذهبن السيئات. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى