الفضالي: فشل سياسي من "محتضر" في تغير جديد في منحنى توتر العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم في مصر، المدعوم من الجيش، أصدر الدكتور جمال حشمت - عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ومجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين - تصريحا ناريا أظهر به طرف الخيط المحتمل الامساك به لعودة جماعة الإخوان للحياة السياسية في مصر مرة أخرى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي والمدعوم من الجماعة من سدة الحكم بعد قرارات المشير عبدالفتاح السيسي - وزير الدفاع السابق - فيما عرف بخارطة الطريق، حيث أعرب "حشمت" عن استعداد الجماعة للتراجع خطوة إلى الوراء، بهدف توحيد الصف الثوري والقصاص لدماء الشهداء، بحسب وصفه، مؤكدًا - خلال مقابلة تلفزيونية مع فضائية الجزيرة القطرية أنه يستطيع أن يعلن كمتحدث عن جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة "الذراع السياسية للجماعة" ولأول مرة أنهم علي استعداد أن يتراجعوا خطوة للوراء فيما يتعلق بمكاسبهم السياسية التي حققوها من أجل توحيد الصف الثوري والقصاص لدماء الشهداء جميعًا، مؤكدًا أن هذه الخطوة ليست متعلقة بالرئيس المعزول محمد مرسي لأنه نتاج إرادة شعبية - بحسب وصفه - وإنما يتعلق بتصدر الإخوان للمشهد، رافضا الحديث عن طبيعة تلك الخطوة. من جانبه، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد - استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - أن تصريحات "حشمت" مجرد مراوغة سياسية من جماعة الإخوان للعودة للعبة السياسية مرة أخرى، ودخولهم الحياة السياسية في مصر، خاصة وان الجماعة لاقت معارضة قوية في بلاد الربيع العربي، فضلا عن مناهضة غالبية دول الخليج للدولة التي تدعمهم وهي قطر، فيما عرف بحسب سفراء الدول الخليجية الثلاث السعودية والبحرين والامارات من الدوحة، مما أضر بمستقبل الإخوان في المنطقة. قال "عبدالمجيد" - في تصريحات ل"المشهد" - أن جماعة الإخوان اعتادت طوال مسيرتها السياسية منذ تأسيس حسن البنا لها على المراوغة السياسية لتحقيق مكاسب شخصية. عن تصريح اللواء محمد إبراهيم - وزير الداخلية - في تمكن القوات الأمنية من القضاء على جماعة "أنصار بيت المقدس" - بحسب وصفه - قال "عبدالمجيد" أن ذلك يكاد يكون مرتبطا بالعملية الأخيرة بمنطقة عرب شركس والقضاء عليها كأكبر بؤرة إرهابية. في سؤاله عن إعلان جماعة الإخوان استعدادها للتراجع خطوة للوراء والتنسيق مع الحركات الثورية، بأن ذلك يدل على كسر شوكة الجماعة بالقضاء على جماعة "أنصار بيت المقدس" حسب تصريح وزير الداخلية، أكد "عبدالمجيد" أن ذلك ليس له علاقة بتصريحات الدكتور جمال حشمت فيما يخص استعداد الإخوان بالتراجع خطوة للوراء، مستبعدًا الربط بين تصريحات "حشمت" والقضاء على العناصر الإرهابية بمنطقة "عرب شركس". أضاف "عبدالمجيد" أن جماعة الإخوان اعتادت طيلة مشوارها السياسي على المراوغة السياسية والحيل والدهاء للحصول على مكاسب سياسية وضمان مستقبلها في الخريطة السياسية لمصر بعد الإطاحة بهم من سدة الحكم. رفض المستشار أحمد الفضالى - المنسق العام لتيار الاستقلال، تصريحات جمال حشمت الذي وصفه بالهارب، حول استعداد الجماعة للتراجع خطوة للخلف لتوحيد الصف، ووصفها بأنها مناورة جديدة بتكنيك وإستراتيجية مختلفة عن تصريحات قيادات الإخوان من قبل. وصف الفضالي تصريحات "حشمت" بأنها فشل وإفلاس لأعضاء الجماعة فى الحشد خلال تظاهراتهم، التي دعت لها الجماعة فيما وصفت بالموجة الثانية للثورة في 19 مارس الماضي. قال الفضالى - في تصريحات ل"المشهد" - أنه كان يتوجب على "حشمت" أن يعلن وفاة الإخوان وخروجهم من الحياة السياسية وابتعادهم عن المشهد السياسى نهائيا، أفضل من أن يناور مناورة المحتضر، لافتًا إلى أن الإخوان قد هزموا هزيمة ساحقة ويجب عليهم ألا يطرحوا مبادرات جديدة، محذرًا القوى الثورية والحركات السياسية من التصالح مع جماعة الإخوان وعدم الوقوع فى فخ تلك المناورات الجديدة للإخوان، لأنهم لن يقبلوا إلا بالانسحاب الكامل للإخوان من المشهد السياسى.