كشفت مصادر مسؤولة في اليمن عن مقتل ما لا يقل عن 60 جندياً في سلسة هجمات مختلفة تلتها اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين متشددين في محافظة أبين، جنوب اليمن، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة. وذكر مسؤول، رفض كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن عشرات المسلحين قضوا وأصيبوا واعتقلوا بعد المواجهات الضارية في المحافظة المضطربة، حيث تحاول القوات الحكومية إضعاف نفوذ المليشيات المتشددة التي تسيطر على مناطق واسعة منها منذ مايو/أيار الماضي. وذكر ضابط في الجيش اليمني أن 20 من المسلحين الإسلاميين لاقوا حتفهم أيضا خلال القتال الذي دار في جنوب البلاد المضطرب والقريب من ممرات شحن النفط في البحر الأحمر. وقال سكان ومسئولون محليون أن مركبة انفجرت عند موقع عسكري في المدخل الغربي لمدينة زنجبار القريبة من خليج عدن. وذكرت مصادر طبية أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا في ذلك الهجوم. وانفجرت مركبة أخرى عند موقع للمدفعية في المدخل الجنوبي للمدينة فقتل وأصيب عدد غير معلوم من الأشخاص. وأرسل الجيش اليمني تعزيزات إلى زنجبار من مدينة عدن الساحلية القريبة في أعقاب التفجيرين. وذكر مسعفون في مستشفى عسكري بمدينة عدن الساحلية في الجنوب أن جثث 35 جنديا نقلت إلى المستشفى وأن عشرات آخرين أصيبوا بجروح. وقالوا أن عدد الضحايا يحتمل أن يرتفع. ويسلط الهجومان الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس عبد ربه منصور هادي بينما يحاول إعادة الاستقرار إلى اليمن بعد الاحتجاجات المناهضة لسلفه علي عبد الله صالح التي استمرت عاما ودفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية. وأضعفت الاحتجاجات المناهضة لصالح التي استمرت شهورا سيطرة الحكومة المركزية على أجزاء كبيرة من اليمن سيطر عليها متشددون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة وخاصة جماعة أنصار الشريعة التي وسعت نطاق وجودها في الجنوب. وقالت رسالة نصية يعتقد أنها صادرة عن الجماعة أنها استخدمت سيارات ملغومة لبدء هجمات يوم الأحد. وقالت جماعة أنصار الشريعة أنها قتلت أكثر من 50 جنديا وأسرت عشرات آخرين واستولت على أسلحة وعتاد يشمل دبابة ومدفع مضاد للطائرات. وشهدت زنجبار اشتباكات عديدة بين الجيش ومسلحين إسلاميين سيطروا على المدينة عدة أشهر العام الماضي. وذكرت الحكومة في سبتمبر أيلول الماضي أنها "حررت" زنجبار من أيدي المتشددين لكن القتال لم يتوقف. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في رسالة نصية أن "أبطال القوات المسلحة" وجهوا ضربة مؤلمة إلى عناصر تنظيم القاعدة في أبين. وقال سكان في جعار أحد معاقل المتشددين التي تبعد نحو 15 كيلومترا إلى الشمال من زنجبار أن متشددين استخدموا مكبرات للصوت لحث الناس على الاشتراك في المعركة. وكانت جماعة أنصار الشريعة ذكرت الأسبوع الماضي أنها ستشن سلسلة من الهجمات إذا لم يسحب الجيش قواته من زنجبار في غضون عشرة أيام. ووصف محلل مقره عدن يدعى رضوان محمد أحداث يوم الأحد بأنها تصعيد واضح لعمليات القاعدة في جنوب اليمن وقال إنها تأتي بعد أسبوع بالكاد من تولي رئيس جديد السلطة. وقال مسئول يمني أن الهجمات جزء من حملة لخلق حالة من الاضطراب أمام الرئيس الجديد. واليمن حليف لواشنطن في حربها على تنظيم القاعدة وسمح للولايات المتحدة بشن هجمات بطائرات بدون طيار على متشددين أعادوا تجميع صفوفهم هناك في أعقاب هجمات متتالية عليهم في العراق والسعودية. ودعمت الولاياتالمتحدة والسعودية اللتان تخشيان أن تنجح القاعدة في ترسيخ وجودها في اليمن خطة توسطت فيها دول الخليج العربية سلم بموجبها صالح السلطة لهادي. وقال اليمنيون أن ما لا يقل عن ثماني هجمات وقعت منذ أدى هادي اليمين الدستورية الأسبوع الماضي بعد الانتخابات التي أجريت في 21 فبراير شباط. ووقعت أشد الهجمات دموية بعد ساعات من تنصيب هادي عندما قتل ما لا يقل عن 26 شخصا في تفجير انتحاري عند أحد قصور الرئاسة في شرق اليمن. وصدم مفجران انتحاريان سيارة محملة بالمتفجرات بقاعدة للجيش اليمني في محافظة البيضاءبجنوب البلاد يوم السبت مما أسفر عن مقتل جندي. وكانت جماعة أنصار الشريعة قد هاجمت يوم الجمعة فريقا أمنيا أمريكيا في عدن