* الدكتور مدحت الجيار: هيئة الكتاب أرادت أن توفر النفقات وألا تدفع لهيئة المعارض مبلغاً كبيراً اعتادت دفعه كل عام في المعرض الدولي * الشاعر والناشر الجميلى أحمد: المكان هو الأكثر إزعاجا.. وبعض الناشرين لهم " مصلحة خاصة" مع هيئة الكتاب! * رضا عوض عضو لجنة المعارض ب" اتحاد الناشرين": معرض فيصل هو الانطلاقة الأولى الحقيقية للاتحاد يفتتح الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة في العاشرة مساء الجمعة المقبل " معرض القاهرة للكتاب"، الذى تقيمه " الهيئة المصرية العامة للكتاب" خلال رمضان، لأول مرة، بأرض الهيئة فى شارع فيصل، بمشاركة 86 ناشرا مصريا و11 ناشرا عربيا. كان الدكتور أحمد مجاهد قد أعلن خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده ظهر الأحد الماضى أن المعرض ليس بديلا عن " معرض القاهرة الدولى للكتاب" الذى من المقرر انعقاده نهاية يناير المقبل، والذي ستحل الصين كضيف شرف على المعرض كما كان مقررا فى الدورة التى تم إلغاؤها بسبب الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر. ولكن، هل تنجح تجربة إقامة معرض للكتاب فى منطقة مزدحمة بالسكان مثل شارع فيصل، وهل يعوض الناشرون ما فاتهم فى " معرض القاهرة الدولى للكتاب" والذى حالت ثورة يناير دون إقامته؟.. " المشهد " وجهت السؤال لأصحاب دور النشر والنقاد فماذا كانت إجاباتهم؟ فى البداية رفض محمود فاروق صاحب دار " كتابى" للنشر فكرة المعرض في هذا المكان نهائيا وقال: شارع فيصل من الشوارع المختنقة مروريا فى الأيام العادية فكيف ستكون الحال فى رمضان، الفكرة فى حد ذاتها مطلوبة ورائعة ولكن بعيدا عن الشوارع المكتظة بالسكان، وأتمنى إذا نجحت فكرة المعرض وحققت المرجو منها أن تعمم فى كل أرجاء مصر وألا تقتصر على شهر رمضان فقط، لأن القارئ هذه المرة إذا لم ينظر للكتاب، فربما مع التكرار يغير رأيه ويتجه للمعرض، أى أن هناك رهانا على قارئ جديد كلما تعددت مثل هذه المعارض. ويضيف فاروق: لن يكون معرض فيصل بديلا عن معرض القاهرة الدولى للكتاب، ولكن فكرة انتقال المعرض إلى مكان مختلف كل شهر مع مراعاة التكلفة ستجعل من الكتاب سلعة رائجة تجاريا. " مصلحة خاصة" أما الشاعر الجميلى أحمد ، صاحب دار " وعد"، عضو لجنة المعارض باتحاد الناشرين فقال: د يكون عامل المكان هو الأكثر إزعاجا لمعظم الناشرين، لكن هناك بعض الناشرين الذين لهم " مصلحة خاصة" مع هيئة الكتاب، هؤلاء الناشرون مشاركون فى جميع المعارض التى تقيمها هيئة الكتاب المصرية أيا كان المكان، لأن هناك أوجهًا كثيرة للاستفادة من مشاركتهم مع الهيئة، فمثلا هناك " مكتبة الأسرة" التى كانت منذ نشأتها تُوزع على ناشرين بأعينهم لا تعنيهم الجودة أو الإبداع الجيد فى الاختيار بل هى الترضية وكسب ولائهم للهيئة. ويقول رضا عوض صاحب دار " رؤية" عضو لجنة المعارض باتحاد الناشرين: معرض فيصل هو الانطلاقة الأولى الحقيقية للاتحاد، خاصة أنه أول تعاون بين هيئة الكتاب و" اتحاد الناشرين"، وهو حق شرعى للاتحاد، وأعتقد الزمان والمناخ مناسبان جدا لإقامة عرس ثقافى وسهرات رمضانية في معرض فيصل، ولكن اعتقادى الشخصى أن اختيار المكان لم يكن موفقا، ليس تقليلا من سكان فيصل ولكن بسبب ازدحام شارع فيصل وعدم وجود وسائل نقل تخدم المعرض، ونظرا للأجواء الرمضانية التي سيسودها اختناق مرورى فى الشارع وهو ما سيعوق الزائر عن الوصول للمعرض بسهولة ويسر، وكان يفترض على الهيئة والاتحاد إيجاد مكان بديل وليكن حديقة الأزهر أو ميدان عابدين حتى نستطيع أن نعيش مهرجانا ثقافيا حقيقيا. ويتفق محمد مسلم عضو اتحاد الناشرين عن مؤسسة " المحروسة" للنشر مع ما قاله رضا عوض ويضيف قائلا : الفكرة الرئيسية للمعرض هى انضمام الناشرين حتى من غير أعضاء الاتحاد لهذا العرس الثقافى، ولا بد أن نسعى فى اتحاد الناشرين لإنجاح هذه الدورة خاصة من أجل تسويق اللوجو الخاص بالاتحاد، فنحن لم نذهب للمعرض حبا فى الهيئة ولكن دعما لاتحاد الناشرين كشريك، ولو لم يكن الاتحاد شريكا فى المعرض ما شاركنا فيه من الأساس، ولذلك أدعو كل الناشرين للمشاركة من أجل تسويق الاتحاد وإثبات قدرته على إقامة المعارض بعيدا عن الدولة ومؤسساتها، لأننا فى النهاية ضد سيطرة الدولة على الثقافة فى مصر. وعن أسعار حجز الأماكن هذا العام يقول مسلم: الأسعار فى متناول الجميع ومبلغ 1500 جنيه لكل 9 أمتار ليس سعرا مبالغا فيه، ولكن المعرض فى النهاية ليس بديلا لمعرض القاهرة للدولى للكتاب ولكنه معرض محلى أقيم من أجل خلق تظاهرة ثقافية فى رمضان، وهو معرض مؤقت لن تتوقف إقامته على شهر رمضان لو نجحت فكرته هذا العام. معرض " كله مشاكل" أما الدكتور مدحت الجيار فكان له رأى مختلف عن سابقيه، حيث قال: أرادت هيئة الكتاب أن توفر النفقات ولا تدفع لهيئة المعارض مبلغا كبيرا اعتادت أن تدفعه كل عام فى المعرض الدولى، فاعتمدت على الأماكن التى تملكها ومنها مخازن الهيئة بفيصل الطالبية، وهى مساحة متسعة وتتحمل قيام معرض صغير يختص بالكتاب المصرى والعربى، دون أن يتسع للناشرين العرب أو الأنشطة الثقافية والفنية التى اعتدنا عليها فى معرض الكتاب، وبذلك يفقد المعرض صفته الدولية ويتحول لمعرض محلى، وبالتالى تكون التعاملات اليومية مرتبطة بمصالح لدور النشر والزائرين، أى أن هناك مشاكل تكتنف هذا المعرض أولها الأماكن المغلقة المزدحمة بالسيارات والمحال التجارية والباعة الجائلين، وهو ما يجعل الحركة بالشارع صعبة للغاية، وبالتالى فى سبيل توفير نفقات المعرض وضعناه فى مكان صعب، هذا بخلاف صعوبة المواصلات فيما بين القاهرة وفيصل أو الجيزة وفيصل، ولكن على كل حال هى تجربة وننتظر النتائج فى نهاية شهر رمضان الكريم. وعن خريطة المعرض هذا العام قال الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إن المعرض يضم أحدث إصدارات الهيئة فى مختلف المجالات لأشهر الكتاب وسيتم عرضها بتخفيضات تبدأ من 20 % وتصل إلى 50%، وتوجد كتب بسعر جنيه واحد، كما سيقام سور الأزبكية الذى يلقى إقبالا كبيرا من رواد المعرض، كما تخصص الهيئة مكانا للأطفال تعرض فيه كتب الأطفال ويضم أيضا ورشة رسم وتلوين لتنمية مواهبهم الفنية والثقافية والإبداعية. ويقام على هامش المعرض نشاط ثقافى يتواكب مع الأحداث الراهنة، من خلال ثلاثة محاور رئيسية يشارك فيها كوكبة من كبار المفكرين والأدباء والسياسيين والفنانين، منهم السيد يس، جورج إسحق، عمرو حمزاوى، أحمد ماهر، أسامة الغزالى حرب، حافظ الميرازى، أحمد أبو بركة، الأنبا بسنتى، على بدرخان، محمد حاكم، وغيرهم. ويدور عنوان المحور الأول حول "اللقاءات الفكرية" ويضم 10 ندوات هى: "ائتلافات شباب الثورة"، "التنظيمات النقابية بين الشرعية الدستورية والثورية"، بعنوان "الرؤى الثقافية فى برامج الأحزاب"، "وثيقة الأزهر بين الواقع والمأمول"، "الإعلام المصرى إلى أين؟"، "المثقف والجماهير"، "مواقع التواصل الاجتماعي والثورة"، "صحافة ما بعد 25 يناير"، "نحو دستور ثقافى مصرى"، "مستقبل الكتاب بين النشر والتوزيع". ويضم المحور الثانى 5 ندوات تحت عنوان " الأدب والفن" هى: " الرواية المصرية الآن"، "المسرح والشارع"، "أزمة السينما المصرية "، "الكاريكتير فى الميدان"، "ظاهرة الست كوم". وتم تخصيص المحور الثالث للأمسيات الشعرية، حيث يشهد المعرض خمس أمسيات يشارك فيها عدد من الشعراء المصريين والعرب، منهم أحمد عبد المعطى حجازى، فاروق شوشة، بهاء جاهين، وغيرهم.