25 عاما على ملحمة استعادة طابا التى تعتبر من أبرز الملامح المصرية فى العصر الحديث، حيث تعتبر طابا مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلي يتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، من مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين الذي رمم من قبل منظمة الآثار المصرية. ولذلك يأتي إليها عدد كبير من السياح من جميع إنحاء العالم ويوجد حوالي 10 فنادق بمدينة طابا المصرية، ويعد فندق هيلتون طابا الذي شيده الإسرائيليون عام 1967 من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة سونستا إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية في التاريخ المذكور. تأهيل المنطقة عمرانياً. وتظل قضية طابا هى القضية الأولى من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط,، حيث تم تسوية نزاع حدودى بين إسرائيل ودولة عربية عن طريق المحاكمة الدولية، وتحولت معركة تحرير طابا إلى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر العظيم الذى حرر الأرض وأعاد الكرامة. فى ذكرى تحرير طابا يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر تضحيات القوات المسلحة وجيش مصر العظيم الذى رفض الهزيمة، وقاتل جنوده بقلبوهم وعقلوهم وضحوا بحياتهم فى سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضًا فريق الدفاع عن طابا الذى ضرب المثل فى الوطنية وأعمال العقل فى مواجهة عدو مراوغ لا يقبل ولا يعرف سوى لغة القوة. وبدأ النزاع في عام 1906 أثيرت قضية عرفت باسم "قضية طابا" عندما حدث قررت الدولة العثمانية وضع عدد من الجنود ومدفعين على رأس طابا مدعية أن طابا ملكا لها إلا أنها اضطرت أيضا للتراجع وإخلاء الموقع، وقرر الاحتلال الانجليزى وضع حدود مرسومة ومعترف بها دوليا لمصر التي كانت بالطبع تشمل طابا والمنطقة المطلة عليها من البحر. وفي 1922وبعد أن اعترفت إنجلترا بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة في تصريح 28 فبراير أعطيت الحدود طابعا دوليا، كما أن قيام الانتداب البريطاني على فلسطين عزز هذه الحدود وسماها الحد الفاصل، وفي 1956و بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته انجلترا وفرنسا وإسرائيل، على مصر تم توقيع اتفاقيات للهدنة بين مصر وإسرائيل ووافقت اسرئيل على خط الهدنة الذي حدد خارج أراضي طابا والجزء المطل على البحر. وفي 5يونيو 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا وبعد حرب 6 أكتوبر وانتصار مصر فيها وبعد مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، وفي 1979 وقع الرئيس السادات معاهدة «كامب دافيد» التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء، وفي 25 أبريل 1982 خرجت اسرئيل من كل سيناء ما عدا طابا. وبعد اربع سنوات من المماطلة أجبرت اسرائيل على قبول التحكيم الدولى فى يناير 1986، ودخل الجانبان فى مفاوضات لصياغة شروط التحكيم، وكانت مصر واثقة من حقها التاريخى فاستخدمت كل الوثائق الدبلوماسية والقانونية والمخطوطات النادرة لإثبات حقها. وخاضت مصر معركة قانونية فريدة بتشكيل فريق وطنى ومتنوع من خيرة رجالها وبعد الكثير من الوقت نجحت مصر فى ان اصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 باحقية مصر فى ممارسة سيادتها الكاملة على تراب طابا، ومن بعدها رفع العلم المصرى فى احتفالية كبرى فى 19 مارس 1989.