راشد الغنوشي: "سيظل اشقاؤنا القطريون في مقدمة داعمي الثورة التونسية مجلس التعاون الخليجي نموذج جيد للتنسيق الإقليمي بين الدول الجارة نجدد الدعوة لاستثمارات الخليجية للعمل في تونس تشن الصحافة القطرية هجوما واسعا على ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي، على خلفية تصريحاته الأخيرة حول دعم الكويت للارهاب، وقد أبرزت الصحف القطرية تقريرا نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية والذي تضمن معلومات مثيرة حول تناقض مواقف خلفان. وقالت الأخيرة ان خلفان الان يغازل اسرائيل في حين انه كان قبل فترة وجيزة يكيل لها اللعنات. وأشارت الى انه بدل مواقفه وصار يهاجم قطر بدلا عن اسرائيل. وتحت عنوان "حرب أخرى في الخليج"، كتبت سمدار بيري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقول "تحية سلام مفاجئة من قائد شرطة دبي، العقيد ضاحي خلفان، الذي هاجمنا بلدغ سام بعد تصفية مسؤول حماس محمود المبحوح. في غضبه الكبير أقسم ألا يتراجع الى أن يتم القبض على آخر قتلة المبحوح. ولكن في نهاية الاسبوع الماضي غير النغمة وهاجم حماس واعتبرها المهدد على الامن الداخلي في الخليج وهكذا يسميها، ويتهم قطر بأنها تمد بساطاً أحمر لقيادة منظمة الارهاب ولم يذكر أي كلمة سيئة عن اسرائيل حول التصفية إياها". ومن جهة أخرى اكد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية في جوابه على السؤال المتعلق بالأزمة الحالية بين الدول الخليجية اكد الغنوشي ان مجلس التعاون الخليجي نموذج جيد للتنسيق الإقليمي بين الدول الجارة. وقال لصحيفة (الشرق) في هذا الصدد: نحن نأمل ان تكون هذه الأزمة مجرد سحابة صيف لا تلبث ان تنقشع لترجع العلاقات الى ما كانت عليه. علاقاتنا في تونس مع اشقائنا في دول الخليج علاقات جيدة ونريدها ان تتواصل من حسن الى أحسن ونريدها ان تكون مبنية على أساس الاخوة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية. كنا دعونا من قبل السياح والمستثمرين من الخليج لزيارة تونس وما زلنا نجدد الدعوة ونحن نتمنى كل الخير لأشقائنا في الخليج وكلنا ثقة بأن لديهم من الحكمة ما يمكنهم من تجاوز الخلافات الطارئة. وفي معرض حديثه عن العلاقات التي تجمع بين تونسوقطر، قال الشيخ الغنوشي: "سيظل اشقاؤنا القطريون في مقدمة داعمي الثورة التونسية، وظلوا على العهد بعد نجاح الثورة وفي خضم الأحداث التي جدت، وشعورا منهم بحاجة البلاد الى الدعم المالي، خصص اشقاؤنا في قطر ملياري دولار كقرض لنتجاوز المرحلة الأولية الصعبة التي اعقبت الثورة. ولا ننسى ابدا ان قطر اعطت جملة من الهبات المعتبرة لتونس الثورة، فعدد من الجمعيات التونسية تسهر اليوم على تنفيذ المشاريع الخيرية القطرية.. من مساكن اجتماعية ومدارس وطرقات ومسالك فلاحية ومستوصفات وابار، كلها في المناطق الريفية المحرومة حيث اصبحت الظروف المعيشية افضل بكثير بالنسبة الى سكان هذه الجهات النائية بفضل التدخل القطري المدروس. فقطر تبرعت بمئات الملايين لتونس لتساعدها على تجاوز المرحلة الدقيقة التي تلت الثورة.. بدعم شخصي من القيادة القطرية.. ونحن في تونس ممتنون.. والحقيقة اننا نقدر وقوف اشقائنا القطريين الى جانب الشعب التونسي وعازمون على مواصلة التعاون معهم في ظل قيادتهم الشابة التي هي امتداد لسياسة الأمير الوالد. ونحن في تونس، نعتبر ان قطر الشقيقة هي فعلا شقيقة للتونسيين لأنها اول من دعم ثورتنا اصلا، ولكنها ابرز داعم لنا في المرحلة الحرجة التي اعقبت الثورة، وحول زيارته الأخيرة الى الولاياتالمتحدة، قال الشيخ الغنوشي ان الهدف منها تعريف النخبة الأمريكية بالتجربة التونسية او ما نسميه الأنموذج التونسي للتحول الديمقراطي، الى جانب شرح مقوماته واعتماده على التغيير السلمي واستناده الى منهج التوافق بدل المغالبة. وقال الغنوشي في حديثه للشرق ان زيارته الى امريكا وتحديدا الى واشنطن كانت من اجل ابراز قيمة التنازل من اجل المصلحة العامة.. مضيفا" وكانت لي لقاءات رسمية في البيت الأبيض حيث التقيت مستشار الرئيس اوباما للأمن القومي ونائب وزير الخارجية ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الى جانب مدير قسم الخارجية لدعم الديمقراطية والمجتمع المدني في العالم، فضلا عن اللقاء بمسؤولين بالبنك الدولي.. وكلها لقاءات سعيت من خلالها الى التعريف بالأنموذج التونسي في التحول الديمقراطي بالإضافة الى الحرص الذي ابديته من اجل تشجيع المسؤولين الأمريكيين على دعم تونس باعتبار ان المسار التونسي ليس كسبا لبلادنا فحسب بل له وزنه في دعم علاقات السلم والتعاون في العالم. كما تقابلت مع ممثل الرئيس الأمريكي للشؤون الإسلامية، ومع المسلمين الأمريكان وهم يعدون بالملايين ولهم نفوذ كبير في المجال السياسي الأمريكي.. وحضرت احتفالا كبيرا بصدور الدستور التونسي .