ذكرت صحيفة "ديلى تليجراف"البريطانية أن التهديدات الإيرانية الراهنة لاسيما النووية تزداد خطورة وبقوة عن أى وقت مضى وأن الجهود الدولية المبذولة لمنع حدوث ذلك قد تشعل فتيل أزمة مأساوية - كالتى خلفتها الحرب الباردة - بتعرض عدد لا يحصى من البشر للاصابة باشعاعات نووية. وأعادت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الالكترونى إلى الأذهان الكوارث النووية المأساوية التى خلفتها الحرب الباردة التى انتهت منذ عقدين ماضيين والتى تتجلى آثارها على جانبى "الستار الحديدى" - حد يفصل بين أوروبا الغربية والشرقية -، منوهة إلى احتمال أن العام الحالى بات قاب قوسين أو أدنى من أن يشهد هذه الكوارث وسط المخاوف الغربية من امتلاك أو تصنيع إيران لأسلحة نووية. ونوهت إلى أن الموقف الحالى بمثابة نذير شؤم ينذر بوقوع كارثة مدمرة ، ففيما يتعلق بإيران رغم العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة عليها ، وناهيك عن الحملة السرية التخريبية ضدها إلا أنها لا محالة وبدلالة جميع الشواهد باتت أقرب ما يكون من امكانيات تصنيع وامتلاك أسلحة نووية. وقالت الصحيفة إنه وبامتلاكها ما لا يقل عن 6.208 جهاز طرد مركزى لتخصيب اليورانيوم داخل منشأة " ناتنز" النووية التى كانت تعمل بصورة سرية مسبقا، تحدت طهران ستة قرارات للأمم المتحدة تقضى بحظرالنظام الإيرانى من تشغيل ولو آلة واحدة داخل تلك المنشأة. ولفتت الصحيفة إلى أنه وفى غضون ذلك قامت إيران بنقل 412 جهاز طرد مركزى إلى منشأة نووية سرية أخرى تعرف باسم منشأة "فوردو"النووية لتخصيب اليورانيوم والتى اكتشف وجودها أمهر العناصر من وكالات الاستخبارات البريطانية والأمريكية والفرنسية ، ويمكن للمنشأة استيعاب 000ر3 جهاز طرد مركزى وتقع على بعد مائة قدم فى باطن أرض صخرية مما يعنى أنها قد تكون محصنة فى حال تعرضت لهجوم عسكرى. ونسبت "ديلى تليجراف"البريطانية إلى وزير الخارجية البريطانى وليام هيج تحذيره من مغبة أن العلماء الإيرانيين باتوا على مشارف تزويد قادتهم الذين يمتازون بالقسوة والغلظة بالوسائل الدامغة لتصنيع ترسانة نووية ، وأن أى قرار من جانب النظام الإيرانى قد يشعل فتيل "حرب باردة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط بدون اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية اللازمة. ولم تستبعد الصحيفة قيام النظام الإيرانى فى حال امتلاكه أو تصنيعه لاسلحة نووية من البدء فى التهديد ومحاولة فرض قوته على المنطقة ، منوهة إلى أن النظام الإيرانى حاليا يواجه ضغوطا إقتصادية كبيرة بسبب الضغوط الغربية وقرار الاتحاد الأوروبى بفرض عقوبات نفطية عليها..فضلا عن أن الأحداث التى تشهدها سوريا ربما تشتت او حتى تطيح بالحليف الرئيسى للنظام الإيرانى ، لكن الغرب يعلق آماله على أن يتصرف الزعماء الإيرانيين فى نهاية الأمر بتعقل دون التصرف بعصبية وغير منطقية. ولفتت إلى ان وتيرة التهديدات بين قادة الاتحاد الأوروبي وإيران على خلفية سعي إيران لتخصيب اليورانيوم آخذة فى التزايد ، حيث سعت الدول الأوروبية لتبني اتجاه بتشديد العقوبات الدولية على إيران ولا سيما فى مجال النفط الإيراني، وزادت جرعة العقوبات واحدة تلو الأخرى، ولكنها طرحت تساؤلات وسط تخوفات من تأثير العقوبات على أوروبا وبين التظاهر الإيراني بأن العقوبات لا تؤثر عليها!. وتهدف العقوبات الأوروبية والأمريكية للضغط على الدول في أنحاء العالم لوقف شراء النفط من إيران ثاني أكبر مصدر للخام في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وتقضي العقوبات بإلغاء العقود المبرمة خلال مرحلة انتقالية، تبدأ في الأول من يوليو المقبل، وهذه المهلة الزمنية تعد فترة انتقالية لصالح اليونان وإيطاليا وإسبانيا حتى تتمكن من إيجاد أسواق بديلة، لأنها تغطي إلى الآن أكبر قسط من حاجتها بالنفط الإيراني. وإذا كان حظر استيراد النفط سيضر بإيران، فإنه قد يجلب أيضا الضرر للأوروبيين أنفسهم، أو على الأقل لبعض الدول مثل اليونان المثقلة الكاهل بأزمة ديونها، والتي تستورد ثلثي مجموع حاجياتها النفطية من إيران، وهذا ينطبق أيضا على إيطاليا وإسبانيا، ولذلك أوضحت ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للشئون الخارجية والأمن كاثرين أشتون فى وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي سيأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، وقالت: "إنه من المهم أن نعرف كيف ستؤثر العقوبات على بعض الدول ، وليس فقط على طهران".