انتهاء الدراسات و بدء الحفر فعليا خلال ايام الاتفاق مع بنك حكومي لتمويل السد بخبرات محلية بتكلفة 8 مليارات بعد فشل المفاوضات الرسمية مع إثيوبيا مؤخرًا، كان لابد من البحث عن حل بديل يخرج مصر من مرحلة الفقر المائى التي وصلت إليها، فضلاً عن مواجهة أزمة "سد النهضة"، فكان اللجوء لمشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل حلا مطلوبا لتوفير احتياجات مصر من المياه كأحد الخيارات البديلة. ويبدو ان العمل في مشروع نهر الكونغو يسير بخطي متسارعه فتم الانتهاء مؤخرًا من إعداد 295 خريطة تحوي معلومات كاملة عن الكونغو للبدء في مشروع تنمية أفريقيا وربط نهر الكونغو بنهر النيل عن طريق شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان. وبحسب تقديرات هيئة الثروة المعدنية، فإن العمل على حفر قناة نهر الكونغو يمكن أن يكتمل خلال 24 شهرًا، بتكلفة 8 مليارات جنيه مصري، ويشمل هذا التقدير حفر القناة، وبناء أربع محطات ضخ، وجميع وسائل النقل ودعم البنية التحتية للمشروع. ويوفر ربط نهر النيل بالكونغو 95 مليار متر مكعب من المياه سنويًا لمصر تمكنها من زراعة 80 مليون فدان في 10 سنوات، كما يحقق لها زراعة نصف مساحة الصحراء الغربية، ويوفر لمصر والسودان والكونغو 320 مليون فدان صالحة للزراعة، إضافة إلى طاقة كهربائية تكفي احتياجات ثلثي قارة أفريقيا بمقدار نحو 18 ألف ميجاوات أي عشرة أضعاف ما يولده السد العالي، علاوة على الاستفادة المتبادلة للدول الثلاث في توليد الكهرباء، والتنمية الزراعية والصناعية، دون أي تأثير سلبي على أي دولة. فيما اتفق الخبراء على أنه لا حل للتعامل مع تلك الأزمة إلا بوقف بناء "سد الألفية الثيوبي" - والذي سيعمل على تجفيف نهر النيل - والعمل على تنفيذ مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل مما سيوفر لمصر كميات كبيرة من المياه بخلاف التنمية المتوقعة فى الدول الإفريقية. وأكدوا أن الأمل فى مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل، لما له من دور في قطع الطريق أمام المخطط اليهودى لخراب مصر، موضحين أن الآثار الإيجابية لبناء سد النهضة التى يتحدث عنها الإعلام من إنتاج الطاقة الكهربائية وغيرها ضئيلة جدًا مقارنة بالسلبيات التى تنتج عنه. بينما كشفت مصادر رفيعة المستوى بملف النيل، أن الإدارة المصرية، تخطط للاتفاق مع الكونغو على البدء فعليًا في تنفيذ مشروع ربط النيل بنهر الكونغو لتعويض النقص المائي الذي تعانيه مصر، خاصة مع إعلان وزير الري دخول البلاد مرحلة الفقر المائي، إضافة إلى المساعى الخاصة بحل مشاكل "سد النهصة" والتي ستسير بالتوزاى مع بدء مراحل تدشين المشروع المائى الجديد - نهر الكونغو - الذى سيوفر لمصر أكثر من 120 مليار متر مكعب سنويًا مع توليد طاقة كهربائية تصل قدرتها إلى 300 تريليون وات، موضحة أن وصلة نهر الكونغو رسالة تهديد قوية لحكومة أديس أبابا للتوقف عن التعنت والقبول بالحوار والمفاوضات. قال الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية الري، إن مصر تتابع عن قرب مراحل بناء سد النهضة، لافتًا إلى أنه سيتم تدويل قضية أزمة سد النهضة الإثيوبى فى حال عدم توفير أديس أبابا حلاً للخروج من الأزمة، وعدم الرضوخ للمطالب المصرية، مؤكدًا أن الجانب السودانى يساند مصر فى الحوار الدبلوماسى مع إثيوبيا، بشأن بناء إثيوبيا لسد النهضة. وأكد أنه فى حالة انهيار سد النهضة سوف تغرق السودان، وأن الشركة المنفذة لسد النهضة تضرب بالحوار الدبلوماسى عرض الحائط، قائلاً إن بناء سد النهضة بعيد عن الأهداف الاقتصادية، لافتًا إلى أن باب الحوار مع أديس أبابا مفتوحًا رغم التعنت من إجراء المفاوضات. قال الدكتور خالد وصيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الرى، إن هناك خطوات تصعيدية سيتم إتباعها مع إثيوبيا حتى تتراجع عن موقفها المتعنت تجاه مصر من عدم قبول أى ملاحظات حول تعديلات فى بناء سد النهضة. وأضاف وصيف أن كل خطوة يتم اتخاذها ننتظر رد الفعل المقابل لها من الجانب الإثيوبي، مؤكدًا أن تدويل القضية والتحاور فيها مع الاتحاد الأوروبي سيأخذ بعض الوقت قبل سلوك هذا الطريق، مؤكدًا أن مشروع نهر الكونغو يستلزم دراسة علمية عميقة حتى لا يتم إنفاق مئات المليارات في مشاريع استثمارية دون دراسات. أكد طارق نبوى، المتحدث الإعلامى باسم حملة "كمل جميلك": أن الحملة تدرس اللجوء للمحاكم الدولية لوقف بناء سد النهضة الإثيوبي، مضيفًا أن الحملة تدرس أيضًا الكثير من خطوات التصعيد الدولى والمحلى لوقف مشروع السد. قال الدكتور إبراهيم الفيومى، رئيس مشروع تنمية أفريقيا ونهر الكونغو: إن مشروع ربط نهر الكونغو ونهر النيل مشروع أمن قومى وتم عرضه على الجهات السيادية، موضحًا أن هناك من يريدون وضع معوقات لعرقلة مشروع نهر الكونغو، وأنه سيقاضى كل من يحاول عرقلة أو تشويه المشروع، مضيفًا أن الذين يهاجمون المشروع يحتاجون لتحديث أبحاثهم العلمية. أوضح أن مشروع الربط - والذي من المخطط الانتهاء منه خلال عامين على أقصى تقدير - سيترتب عليه توفير ما لا يقل عن 120 مليار متر مكعب وأن هناك بنكا حكوميا يعكف خلال الوقت الراهن على عمل دراسة جدوى نهائية لبدء تنفيذ مشروعات الربط لتسليمه للجهات السيادية. تابع الفيومي: سنعلن موافقة عدد من الدول لربط نهر النيل بنهر الكونغو، خلال أيام، لافتًا إلى أن مصر لن تتكلف مليمًا واحدًا في هذا المشروع، بل سيتم تأسيس شركات مساهمة مصرية يطرح جزء منها للاكتتاب الشعبى، شريطة أن يكون غير قابل للتداول أو البيع للأجانب. وأضاف أن تحسين العلاقة مع الدول الإفريقية سوف يمّكن مصر من الحصول على نسب أكبر من المياه التى تمر خلالها، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تترك هذه الدول كمخزون استراتيجي تتحرك إليه فى الوقت المناسب للحصول على ثرواتها. وكشف الفيومى أنه تم الانتهاء من تصميم محطات رفع عملاقة تصل إلى 105 أمتار للتغلب على مشكلة الارتفاعات التى تعيق توصيل النهرين وهى مصنعة بأيدى مهندسين مصريين والتي سيتم تنفيذها وتصنيعها فى مصر لبدء تنفيذ المشروع، منوهًا أن السد الإثيوبي مبني على فالق أرضي ومنطقة زلازل وبراكين.