أجمع رئيس مشروع تنمية إفريقيا وعدد من الخبراء في الموارد المائية على أن مشروع "سد الألفية الأثيوبي" سيجفف نهر النيل وأن الحل الوحيد لهذه المشكلة يتمثل في مشروع نهر الكونغو والذي سيعوض مصر عن غياب النيل الأزرق بعد تشغيل السد الأثيوبي، على حد قولهم. وقال الدكتور إبراهيم الفيومى رئيس مشروع تنمية أفريقيا ونهر الكونغو إن مشروع ربط نهر الكونغو ونهر النيل مشروع أمن قومى وتم عرضه على الجهات السيادية ووزارة الدفاع وهناك دعم مباشر من المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ، مشيراً إلى أن مصر تواجه حرباً غير عادية بشأن المشروع لأنه سيعوضهاعن غياب النيل الأزرق بعد تشغيل السد الأثيوبي. وأشار الفيومى ل"العربية نت" إلى أن مشروع الربط سيترتب عليه توفير ما لا يقل عن 120 مليار متر مكعب وأن هناك بنكا حكوميا يقوم حالياً بعمل دراسة جدوى نهائية لبدء تنفيذ مشروعات الربط لتسليمه للجهات السيادية. وأضاف الفيومي أن تحسين العلاقة مع الدول الإفريقية سيمكن مصر من الحصول على نسب أكبر من المياه التى تمر خلالها، مشيراً إلى أن الدول الغربية تترك هذه الدول كمخزون إستراتيجي تتحرك إليه فى الوقت المناسب للحصول على ثرواتها. وكشف الفيومى عن أنه تم الانتهاء من تصميم محطات رفع عملاقة تصل إلى 105 أمتار للتغلب على مشكلة الارتفاعات التى تعيق توصيل النهرين وهى مصنعة بأيدى مهندسين مصريين وسيتم تنفيذها وتصنيعها فى مصر لبدء تنفيذ المشروع. وأوضح الفيومى أن السد الأثيوبي مبني على فالق أرضي ومنطقة زلازل وبراكين، مشيرًا إلى أن هناك زلزالًا حدث في مدينتين في جنوب غرب السعودية مؤخرًا، متأثرًا بالطبيعية الجيولوجية غير المستقرة لمحور بناء السد الأثيوبي. من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الخالق الشناوى الخبير الدولى فى الموارد المائية وتصميمات السدود إن هناك مخاطر شديدة من بناء سد الألفية بإثيوبيا، موضحاً أنه سيؤدى إلى تعميق الفالق الأرضى الموجود مما سينتج عنه انفصال القرن الإفريقى عن القارة بشكل تام، كما أن نهر النيل الأزرق الذى يعتبر المورد الرئيسى لمياه نهر النيل (86%) قد يغير مساره وبذلك يجف نهر النيل تماما. وأضاف الشناوي، أنه لا حل للتعامل مع تلك الأزمة إلا بوقف بناء السد، وكذلك العمل على تنفيذ مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل مما سيوفر لمصر كميات كثيرة من المياة بخلاف أنه سيؤدى للتنمية فى الدول الإفريقية. وأشار إلى أن مصر ليست ضد أي مستقبل أو تنمية لأي شعب إفريقي إنما ليس من حرية الآخرين أن يضروا مصر، مؤكدا على ضرورة انتشار الوعي بكوارث المشروع الاثيوبي على كل المستويات الرسمية المصرية والعربية والأفريقية، قائلا: "سد الخراب الاثيوبي" مبني ضد الانحدار الطبيعي مما يضاعف الحمل على الفالق الإفريقي العظيم، نتيجة كمية المياه الهائلة التي سيتم تجميعها، والارض تكون في حالة توازن استاتيكي وعندما يحدث تغير تحاول الارض استعادة وضعها من خلال حركات أرضية بمعنى زلازل وبراكين، وهذا المحور لا تمر ساعة حتى يحدث عدد كبير من الهزات الأرضية لا نشعر إلا بالقليل منها". من جانبها، قالت رودينا ياسين الباحثة فى الشئون الإفريقية والخبير الدولى فى شئون دول حوض النيل إن الامل فى مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل لأنه "سيقطع الطريق أمام المخطط اليهودى لخراب مصر ومن وسائله تجفيف المياه والسواقى منها وتراق دماؤها داخلها وتشاع الفتنة بين أبنائها لأنه عندما يجف النيل يعم الخراب على المدن". وأضافت ياسين، أن الآثار الإيجابية لبناء سد النهضة التى يتحدث عنها الإعلام من إنتاج الطاقة الكهربائية وغيرها ضئيلة جدا مقارنة بالسلبيات التى تنتج عنه".