منذ أن أطل الحكم الشمولي علي مصر المحروسة مند أكثر من ستة عقود وظل ينمو ويترعرع حتي وصل الي دروته الي أن قامت ثورة يناير 2011 وأعلنت أهدافه الأربعة ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية ) والتي لم يكن للأحزاب السياسية المصرية القائمة في دلك الوقت أي دور فيها وانما الدي أطلق الشرارة وهم هؤلاء الشباب النبيل والدي انضم اليهم ملايين الشعب المصري الثائر علي الطغيان وعلي الفساد والذي أطلق صيحته في جميع ميادين مصر (الشعب يريد اسقاط النظام) بل ان بعض الأحزاب السياسية رفضت الدعوة للنزول في الميادين يوم 25 يناير 2011 وبعضها الآخر منع شبابه من النزول أيضا ودلك بسبب وصول هده الأحزاب الي حالة من الانهيار لم تصل اليها من قبل . حتي ان بعض هده الأحزاب التي أدعت أنها معارضة للحكومة كانت في الواقع أحزاب موالاة وتأتمر بأوامر الحكومة وتنفد تعليماتها بعد أن قامت الحكومة باختراق هده الأحزاب وأحيانا بحرقها بزجاجات المولوتوف وتعيين عملاء الحكومة رؤساء عليها بعد أن دمرت الحكومة هده الأحزاب تدميرا حتي تكون هده الأحزاب ملك يمين الحكومة . وابتداء من العقد الاخير قبل ثورة يناير 2011 كانت الحكومة تصنع بديلا لهده الأحزاب التي تم تدميرها ولم يكن هناك بديل أفضل من القنوات الفضائية لكي تسد الفراغ الدي نتج من عدم وجود أحزاب فاعلة علي الساحة السياسية ولا سيما أن القنوات الفضائية اما تملكها الحكومة او يملكها رجال الأعمال الدين صنعتهم الحكومة علي عينها وينفدون سياساتها وهم جميعا وبلا استثناء تحت السيطرة ويكرهون المعارضة كرها شديدا . أما مقدموا البرامج أو المديعون فهم مجموعة من الموظفين ينفدون التعليمات القادمة لهم من ادارة القناة الفضائية التي يعملون بها أو التعليمات الصادرة من الجهات التي رشحتهم للعمل بل وقامت بتعينهم في هده الفضائيات بمرتبات فلكية تزيد علي المليون جنيه شهريا. فلا يهمهم في هذا الأمر سوي المرتب الخيالي الدي يحصلون عليه شهريا في دولة اقتصادها منهار وتعيش علي المعونات والحد الادني للأجور وصل في الشهر الي 1200 جنيها ولم يطبق علي الجميع حتي الآن . هناك ميزة أخري للفضائيات فهي بالنسبة للمواطن هي أسهل طريق للحصول علي المعلومات وأيضا للتسلية بدلا من الدهاب لمقار الأحزاب السياسية والتعديب في استخدام المواصلات وضياع الوقت . وفي نفس الوقت تستطيع الحكومة عن طريق هده الفضائيات عمل غسيل مخ للمشاهدين وأن تقوم بلي الحقائق والتعتيم والتضليل والتدليس عليهم وبعد قيام ثورة 25 يناير 2011 وموجتها الثانية في 30 يونيو 2013 . شاهدنا تسونامي أحزابا جديدة تهب علي مصر حتي صارت أكثر من سبعين حزبا لا نعرف أسمائهم ولا رؤسائهم ولا برامجهم ان كانت لهم برامج ولكننا بالقطع نعرف ما هي الجهات التي ساعدتهم علي الظهور عي الساحة السياسية وما هي الجهات التي تقوم بتمويلهم وما هي الجهات التي تحدد ظهور بعضهم علي الفضائيات لتلميعهم حتي يتم خلق كيانات وزعامات سياسية وهمية وكرتونية . وهكدا وصلنا الآن الي حالة الأحزاب السياسية المصرية فهي صارت كخيال المآتة . وفي الوقت الحرج الدي تعيشه الآن البلاد ونحن مقبلون علي انتخابات رئاسة الجمهورية وبعدها ان شا الله انتخابات مجاس النواب الدي سيكون أخطر مجلس نواب في تاريخ مصر حيث سيقوم بالتشريع للقوانين التي ستتغير طبقا لمواد الدستور المعدل والدي وافق عليه الشعب في 2014 كيف ستتم هده الانتخابات في ظل غياب أحزاب سياسية حقيقية أم أن الدي سيحدث هو أن هده الجهات نفسها التي قامت بتهميش الاحزاب ووضعها في المؤخرة وقامت هي نفسها بصنع البديل وهو الفضائيات . ستقوم بفعل آخر لا يعلمه الا الله ربما يضع البلاد في أتون حارق يقضي علي الحرث والنسل نداء أخير الي هده الجهات المسئولة . كفوا أيديكم عن اللعب في الساحة السياسية بعد فشلكم الدريع طوال أكثر من ستة عقود من الزمن . وعودوا الي عملكم الأصلي ربما تنجحون فيه . واتركوا الساحة السياسية للسياسيين الدين أفنوا عمرهم في السياسة وضحوا بدمائهم وأموالهم في سبيل العمل السياسي والوطني من أجل مصر وليس من أجل الأموال فلن تستطيع الفضائيات أن تكون بديلا للسياسيين . كفي عبثا بمصائر الأوطان اللهم اني بلغت اللهم فاشهد . اللهم احمنا من أنفسنا قبل أن تحمينا من أعدائنا . اللهم اهدنا جميعا سواء السبيل . انك سميع مجيب الدعاء.