توصلت شركتان أردنيتان لاتفاق مع شركة "نوبل انيرجي" الإسرائيلية يتم بمقتضاه قيام الشركتان الأردنيتان بشراء غاز إسرائيلي بقيمة 500 مليون دولار عبر الخمسة عشر عاما القادمة وبدءا من عام 2016 ، وذلك في أول وأكبر صفقة من نوعها بين إسرائيل وبلد عربي. الاتفاق الذى تم توقيعه أمس الأول ونشر تفاصيله موقع ميد إيست نيوز الإخباري الإسرائيلي يأتى في أعقاب تزايد العمليات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء واستهدافها لأنبوب الغاز الموصل للغاز المصري للأردن وإسرائيل. كما أتي الاتفاق بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الأردني للقاهرة منذ أسبوع وانتهت علي قيام الجانب المصري بإخبار الجانب الأردني بصعوبة الوفاء بمستلزمات الأردن من الغاز المصري في ظل عدم استقرار الأوضاع في مصر واستمرار العمليات الإرهابية في سيناء ، وقد أعلن الجانب الأردني تفهمه لصعوبات المرحلة الانتقالية في مصر حاليا. وحسب تفاصيل التعاقد فإن شركة نوبل انيرجي سوف تقوم بتزويد شركة أراب بوتاش الأردنية لصناعة السماد ب66 مليار قدم مكعب من الغاز لتشغيل وحداتها الإنتاجية وكذلك لشركة جوردان بورمايد وهي شركة كيماويات أردنية أمريكية مشتركة يوجد مقرها قرب البحر الميت. مما هو جدير بالعلم أن شركة "نويل انيرجي" هي شركة إسرائيلية أمريكية مشتركة يوجد مقرها في ولاية تكساس الأمريكية وهى تعمل في مجال استكشاف الغاز الطبيعي وقد قامت في عام 2009 باستكشاف حقل تمار أمام السواحل الإسرائيلية في البحر المتوسط ويحتوي هذا الحقل علي حوالي 280 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وقد بدأ الاستخراج منه في شهر مارس الماضي. وقال الموقع الإخباري أن توقيع الاتفاق بين الشركات الأردنية والشركة الإسرائيلية يأتى بوضوح لتخفيف الاعتماد الأردني علي الغاز المصري بعد التطورات السابقة المشار إليها ، علاوة علي تزايد إمكانيات إسرائيل من الغاز الطبيعي وتحولها من دولة مستوردة إلي دولة مصدرة بعد الاكتشافات الهائلة للغاز منحقل "تمار" أمام الشواطي الإسرائيلية. وقال الموقع أنه من المحتمل أن تلجأ مصر نفسها لاستيراد الغاز من إسرائيل بسبب تزايد احتياجاتها المحلية من الغاز الطبيعي اللازم لتوليد الطاقة ، علاوة علي مديونية الحكومة بحوالي 6 مليارات دولار لشركات استكشاف الغاز الأجنبية وعلي رأسها شركة بريتش غاز البريطانية. وكشف الموقع عن هناك محادثات حاليا لتزويد مصر بثمانية مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي من حقل لواتيان في البحر المتوسط لمعمل تسييل الغاز المملولك لشركة بريتش غاز في أدكو غرب مصر أو من خلال سيناء. من جانبها ذكرت صحيفة وال ستريت جورنال الأمريكية أن المحادثات الجارية لتصدير غاز إسرائيلي لمصر يأتى في أعقاب فشل الاتفاق بين الحكومة المصرية الممثلة في شركة ايجاس وبين شركة هويج النرويجية لتسييل الغاز بسبب رفض الأخيرة الشروط التجارية للعقد. وأضافت أن القاهرة تحتاج إلي 8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا لتلبية السوق المحلي للطاقة لها بشدة. ولكنالجريدة ذكرت أن المحادثات ستستغرق وقت لحين عودة البلاد للإستقرار السياسي ، وقالت أن قيام مصر باستيراد غاز طبيعي إسرائيلي عبر طرف ثالث يعتبر تغيير للمعادلة بعد أن كانت إسرائيل قد وقعت في عام 2005 اتفاق لاستيراد غاز مصري يلبي ثلث احتياجاتها المحلية.