وسط حالة من الهوس الشعبى والتهليل الإعلامى... شكر: تكافؤ الفرص الضامن الوحيد بكري: ستكون تنافسية وشرسة الهلباوي: ستكون أقرب للاستفتاء إبراهيم: ستتأثر العملية الديمقراطية سادت حالة من التخوف لدى قطاع كبير من الشعب إزاء تحول الانتخابات الرئاسية القادمة إلى استفتاء على شخص الفريق السيسي، بعدما أعلنت العديد من القوى السياسية، والشخصايات العامة تأييدها لترشح الفريق السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة. ما زاد من تخوفات تحول الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى استفتاء على شخص الفريق السيسي، البيان الأخير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكد فيه أنه يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم فى ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، معتبرين الامر تكليفاً وإلتزاماً يفرض الاستجابة له فى إطار الاختيار الحر لجماهير الشعب، تاركين الأمر للفريق السيسى في التصرف وفق ضميره الوطني، وتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه وخاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الإقتراع. الامر الذي انتقده العديد من المراقبين، مؤكدين أن بيان المجلس العسكري كان يحتاج إلى المزيد من التدقيق لكونه أظهر الجيش وكأنه داعم رئيسي لمرشح بعينه لرئاسة الجمهورية، وذلك لتفادي الانتقادات الداخلية والخارجية للأوضاع في مصر. وصف حزب "مصر القوية" بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتعدي على مفهوم الدولة المدنية وانتكاسة للديمقراطية، مشيرًا إلى أن هذه الملابسات تُعزز من تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة، مؤكدين أنه من حق الجميع الترشح إلى المنصب وسط جو من التنافسية الشريفة، وتابع البيان: "ما تشهده مصر الآن من عبث سياسي لن يقيم دولة ولن ينهض بوطن". قال التيار الشعبي إن موقف المجلس العسكري من ترشيح الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، لمنصب رئيس الجمهورية "مصادرة" على منصب رئيس الجمهورية ويقضي على ما مبدأ تكافؤ الفرص وحق الشعب في اختيار رئيسه، مؤكدين أن البيان وما تبعه من تحليلات "يعد ترسيخًا لانطباع يؤكد أن السيسي يخوض تلك الانتخابات مدعومًا بالقوات المسلحة، وكأنه مرشح باسمها". من جانبه، أكد عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن المجتمع المصري بتنوعه ووعيه السياسي قادر على إجراء انتخابات رئاسية تنافسية قوية، موضحاً ل"المشهد" أن الانتخابات الرئاسية عامة لها قواعد تجعلها تماماً مختلفة عن أية انتخابات آخرى. وأعرب شكر، عن تخوفه من الأجواء المحيطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مطالباً بسرعة إصدار قانون الانتخابات الرئاسية، على أن تضمن مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين، وإعطاء الجميع حقه في الدعاية لبرنامجه الانتخابي في التلفزيون الحكومي، ومحاربة حملات التشويه التي يتعرض لها مرشحون بعينهم. أوضح شكر خطورة تحول الانتخابات الرئاسية القادمة إلى استفتاء على شخص الفريق السيسي، أنها بذلك تعتبر انتكاسة في طريق الديمقراطية، وعدم تحول حقيقي للديمقراطية، فضلاً عن كونها تمثل عودة للشمولية مرة آخرى، مؤكداً أن المعايير الدولية في الانتخابات تؤكد على مبدأ تكافؤ الفرص والحق في الدعاية المتوازنة، مستعيداً ما يتم طرحه حالياً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تدعم مرشحين بعينهم أمام الفريق السيسي للتأكيد على أنها مسرحية لإحراج مصر خارجياً. أضاف شكر أن من أعلنوا حتى الآن ترشحهم للرئاسة مثل الفريق سامي عنان والضغوط التي يمارسها قطاع كبير من الشباب على المرشح السابق للانتخابات الرئاسية حمدين صباحي تؤكد أن الانتخابات المقبة لن تكون سهلة أمام الفريق السيسي، فضلاً عن دفع التيار الإسلامي بمرشح للانتخابات الرئاسية سيجعل العملية الانتخابية في تنافسية حقيقية. بينما أكد القيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي أن المشير السيسي وصل شعبياً إلى حد الزعامة، مما يجعل الانتخابات الرئاسية المقبلة أشبه بالاستفتاء على تلك الزعامة، موضحاً في تصريحات ل"المشهد" أن ما يقدح في نزاهة الانتخابات أمران الأول: عدم تكافؤ الفرص من الناحية الدعائية للمرشح وهو مالم يحدث لوجود قانون منظم للانتخابات الرئاسية يحدد المبالغ المالية في الدعاية، وهذا دور اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي تفصل فيه وهي لجنة مشكلة من شيوخ القضاة. أضاف الهلباوي إن الأمر الثاني الذي يقدح في نزاهة العملية الانتخابية: هي "التزوير" وهو الأمر المستبعد تماماً، مشيراً إلى أن الإشراف القضائي الكامل على استفتاء دستور 2014 يؤكد نزاهة القضاء المصري، بشهادة المنظمات الحقوقية المصرية والأجنبية. قال الكاتب الصحفي مصطفي بكري: رُغم أن التوقعات الأولية للانتخابات الرئاسية المقبلة تؤكد أن المشير السيسي سيحسم الانتخابات من الجولة الأولى إلا أنه لابد وأن يطلعنا أولاً على برنامجه الانتخابي وكيف سيعالج المشاكل الاقتصادية والامنية التي تواجه مصر حالياً فضلاً عن التحديات الخارجية. أكد بكري في تصريحات ل"المشهد" أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون تنافسية وشرسة، لكون مرشحين لهم ثقل خاضوا الانتخابات الرئاسية الماضية أبدوا استعدادهم للترشح للانتخابات، مشدداً على ان لديه معلومات مؤكدة عن دفع التيار الإسلامي بمرشح في الانتخابات المقبلة، بمباركة من أمريكا والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. تابع بكري: أمريكا ليس لها أن تتدخل في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكون المسألة أمرا داخليا مصريا، مشدداً على أن أمريكا ترفض ترشح المشير السيسي لكونه يتمتع بشعبية جارفة ودعم شعبي قوي، سيؤيده في قراراته التي ربما تتعارض مع المصالح الأمريكة في المنطقة. فيما أعرب رئيس مركز أبن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم عن قلقه من الأجواء المحيطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مطالباً بأن تكون وسط أجواء تنافسية حقيقية، لكون إجرائها في غير هذه الأجواء سيؤثر على العملية الديمقراطية، وتكون انتكاسة حقيقية. أوضح إبراهيم في تصريحات ل"المشهد" أن مركز ابن خلدون بدأ في جمع أعضاء للمراقبة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، فضلاً عن رصد الانتهاكات التي من الممكن أن تمارس قبل وأثناء العملية الانتخابية. تمنى إبراهيم أن يتم إصدار قانون الانتخابات الرئاسية في قت أسرع من ذلك ليأخذ كل مرشح فرصته الحقيقية في جمع التوكيلات المطلوبة والدعاية اللازمة له، مشيراً إلى أن أمريكا لن تتدخل في الانتخابات القادمة، لاستقلالية القرار المصري بعد 30 يونيو. تابع رئيس مركز ابن خلدون: أمريكا أكدت مراراً أنها مع قرار الشعب المصري في تحديد مصيره، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد أنهم سيتعاملون مع من يختاره الشعب المصري حتى ولو كان المشير عبدالفتاح السيسي.