إن الإحداث الأخيرة التي تمر بها مصر منذ أحداث سيناء و مقتل عدد من الجنود و الضباط المصريين إلى يوم السادس من أكتوبر 2013 و هو يوم احتفال الشعب المصري بانتصاره المشهود في حرب أكتوبر 1971 على العدو الإسرائيلي الى تاريخ سن الدستور الجديد و الاستفتاء عليه لن تثني الشعب المصري و قياداته في الخروج من هذه الوضعية و الوصول بمصر إلى بر الأمان. " إن أهل مكة أدرى بشعابها" هذا المثل ينسحب على الشعب المصري في الوقت الراهن فلا سبيل إلى التدخل في شؤون مصر الداخلية و لا فائدة من المزايدة عليها. إن سقوط الضحايا و تصادم الشعب المصري مع الإخوان و اتهام المؤسسة العسكرية بالانقلاب على الديمقراطية بعزل الرئيس مرسي أضف إلى ذلك الصدامات المختلفة بين المؤسسة الأمنية و أنصار الإخوان سوف لن يحط من أصحاب العزائم الصادقة من العمل على تجاوز هذه المحنة و لن تبق مصر حبيسة لهذا الوضع طويلا و خير دليل على ذلك هوالاحتفال الرائع في ستاد مصربمناسبة ذكرى 6 أكتوبرالذي يؤشر على إن مصر ستبقى متماسكة و قوية و تعتبر أن الأحداث هي زوبعة في فنجان. فلا شك 1ن المؤسسة العسكرية الحامية لمصر و للشعب المصري ستظل كذلك فهي تعمل دون هوادة على إرساء جو من الثقة بين كافة أفراد الشعب المصري دون انحياز إلى أي طرف و لا غرو 1ن الشعب الذي يدعم المؤسسة العسكرية ويرى فيها المنقذ الوحيد لشعب مصر وهو الوحيد القادر على حماية مصر و المصريين و القادر على الوقوف إلى جانب إرادة الشعب. فإرادة الشعب المصري الأصيل و المتمثلة في إرساء الحرية و العدالة و الديمقراطية و التكافل الاجتماعي لقادرة على تقويم كل اعوجاج و تصويب كل خطا و دحر الإرهاب و الإرهابيين من على أرضها. إن عظمة مصر هي من عظمة شعبها هذا الشعب الأبي المعروف بالتسامح و الاعتدال و حب الأخر يرفض الأصولية و العنف و كل أشكال التعبير اللاحضاري . إن مصر الحضارة ترفض الارتداد إلى الوراء و طمس كل معالم حضارتها المختلفة و تمضي قدما في زيادة ترسيخها و نحتها على مر السنين و لمختلف الأجيال. إن مصر الحرة بلد الأحرار ترفض الذل و تبني الحرية و المجد لشعبها فلا نجاح للمأجورين و الخونة و المنبوذين من قبل الشعب المصري. إن مصر تنتمي إلى العالم الحر و على أساس هذا الانتماء فهي ترفض و1د الديمقراطية و تنبذ كل أشكال التسلط و الانفراد بالرأي و تقاوم التهديد لأرضها و مخزونها الحضاري و شعبها. إن الثورة المصرية لن تختطف من شعبها فيوم 30 يونيو 2013 يوم خرج اكبر حشد جماهيري في تاريخ البشرية إذ ناهز عدد المصريين الذين خرجوا إلى ساحات مصر الثلاثين مليونا.هؤلاء المصريون الذين وقفوا سدا منيعا ضد أي دكتاتورية جديدة أو أصولية أو تطرف أو إرهاب و انتفضوا مطالبين بالحرية و الكرامة و الديمقراطية لجديرون بها فترسيخ الديمقراطية يبقى شيئا ممكنا على ان يقوم على التعددية و على قاعدة الصراع الديمقراطي السلمي بعيدا عن اعتماد الدين في العمل السياسي و في ظل دستور لا يتم تحت الولاء و الارتباط بالخارج.