نعم يا ابنتى الطيبة ، الحقيقة مطلب وهدف ، صحيح ان نسبية الحقائق ، تضعنا دوما فى مسير لا يتوقف ، لكن ايضا حين تصدمنا الحقائق يجب ان نتمهل ، واياك اياك من التعامل مع قيمة الحقيقة وكأنها نهاية المطاف او تعتبرينها مثلا ، كل الأمانى ، وياصغيرتى ، حين تتفاجئين بحقيقة وتصدمك ، فانك بلا شك ، سوف تخرجين عن نسقك الطبيعى ، واحيانا اتخيل مثلا مثلا ، ان شخصا ما ذكرا او انثى ، وانا احاول تقريب الامر لك ، اقول ، لو أنى مثلا ، دخلت على هذا الشخص ، ووجدته فى وضع غير أخلاقى ، وهو الذى كان عندى عنوان الاخلاق ، فماذا تنتظرين منى ؟ ، بالتأكيد سوف اعانى وربما وقعت فى اكتئاب ، فالامر ليس سهلا ، او ان "اكفر " بكل الاشخاص الذين يحملون افكارا جميلة ، ثم انى قد اكفر كذلك بالفكرة التى كانت سببا عندى فى احترامهم وتقديرهم ، وهنا ومن هذا المثل ، يمكن ان تتناسل امثلة اخرى ، ك زوجة تعشق زوجها ، وهو يبادلها العشق ، وانهما تقريبا يبدو كل منهما للآخر اخلاصا ما بعده اخلاص ، ثم دخلت هذه الزوجة المحبة ، لتجد زوجها مع امرأة اخرى ، هنا ماذا تنتظرين من تلك الزوجة المسكينة ، بعد ان صدمت برجل يمنحها معسول القول وهو ذئب شرس من خلف ظهرها ، لاشك انها سوف تفقد الثقة فى كل الرجال ، وقطعا سوف تصاب بصدمة عنيفة ربما تحيلها الى خانة المرضى النفسيين ، اظنك فهمت الآن يا صغيرتى ، لماذا انا غير مرحب ، بما يفعله صديقنا عبدالرحيم على ، فهو ربما يسوق حقائق ، ويسوقها بثقة زائدة ، اقول ربما ، لكن الخطر فيما يفعل ، انه قد يحيل المجتمع او بعض المجتمع الى مرحلة فقدان الثقة فى الكل ، وهذه البعض من المجتمع حين يصاب بالاحباط او اليأس او فقدان الثقة فى بعض رموز المجتمع ، فانه سوف يتحول آجلا او عاجلا ، الى عنصر خطر ، فقد انهارت قيمة كبيرة امام عينه ، وقد وثق فى شخصيات مرموقة وتصور انها فوق مستوى الشبهات ، وانها عنوانا للوطنية ، ثم حين يفاجأه عبدالرحيم على بان هذه الشخصيات ، تبيع الوطن ب دراهم معدودة ، وانها تتاجر بالوطنية كما يتاجر احمد ابو سالم ب المعيز فى سوق الغنم ! هنا تكمن المأساة فيما يفعله عبدالرحيم ، لذلك يا صغيرتى وبنت ابيكى ، انا احاول ان اجد سبيلا ، ينذر من بيدهم الشأن ان يفكروا بالامر من زاوية أخرى ، وان تحرص وهى تقدم الحقيقة ان تكون بنفس جرعات الدواء ، جرعة جرعة ، بعد الاكل وقبل الاكل ، تلت مرات او مرتان ، لان هناك ادوية قوية ان زادت الجرعة قد تقتل المريض ، كذلك الحقائق ، ان زادت عن الجرعات المقررة ، قد تصيب المجتمع بالموت وب اللالمبالاة وبامراض اجتماعية اخرى ، فهل هم يقصدون ذلك ؟ ، لا اظن ، ثم يا ايتها الطيوبة ، عليك انت الانتباه من ان الآمان الزائد هو خطر زائد ، فمن حيث تأمنين قد تقتلين . والله اعلم