حزب النور يختفى عن "المشهد".. الشباب يقاطع الاستفتاء خوفًا على ثورة يناير الهلباوي: لا يعنينا الجالسين على القهاوى تيار الاستقلال: الشباب شاركوا بقوة! البناء والتنمية: عواجيز الوطنى قبلت ب"الذل" الجبهة السلفية: "النور" فاشل نجيب جبرائيل: الإعلام وراء الاختفاء خلف مشهد غياب النخب السياسية والأحزاب السلفية، وخاصة حزب النور السلفي، والداعى بالتصويت ب"نعم" للدستور، بالإضافة إلى اختفاء الشباب من المشاركة في الاستفتاء على الدستور،14 و15 يناير الجاري، الكثير من علامات الاستفهام، التى رآها البعش بأنها غالبًا ستكون رفضًا للدستور من قبل الشباب، أو اعترافًا ضمنيًا من قبل النخبة السياسية بأنها تعلم جيدًا أن الدستور سينجح دون بذل جهد كبير. و أرجع بعض السياسيين غياب الحزب السلفي، إلى أن جميع التيارات الإسلامية يجمعهم "الهوس الديني"، وامتناعهم ما هو إلا دعم "خفى" لجماعة الإخوان، كما أعلنت الجبهة السلفية عن امتناعهم عن الاستفتاء، واصفًا الدستور ب"الباطل" وأنه تغيير للهوية الإسلامية، ورآه الأخر بأنه دستور لدولة مسيحية وليس لدولة إسلامية. وعن اختفاء الشباب، أرجع عدد من الائتلافات الثورية، ذلك إلى إحساسهم بتشويه ثورة يناير، و أن بعض المنابر الإعلامية تصور ثورة 25 يناير، و كأنها مؤامرة على البلد وعلى نظام الرئيس الأسبق مبارك، الأمر الذي جعلهم يتغيبوا، ويشعروا أن هناك شئ يدور فى الآفق يهدف لإجهاض ثورة يناير بعودة نظام ما قبل الثورة ليحكم من جديد. في حين أتفق الأغلبية على أن مصر شهدت عرسا ديمقراطيا حين شارك الشعب المصري في الاستفتاء علي الدستور ببهجة وفرحة، ظهرت مؤشراتها في الغناء والتهليل، فالجميع رأى أن الفساد والمشاكل وغيرها من المعوقات ستمحى بتأييد الدستور. رأى الدكتور كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن مصر عاشت يومين من السعادة حين خرج الجميع من مختلف الأعمار للاستفتاء علي الدستور، مضيفًا: "خرج المهمشين البعديين عن عالم السياسة للأدلاء بأصواتهم، كما خرج المرضى وكبار السن مثل الرجل الذي ذهب حاملًا جهاز تنفس، وآخر زحف للاستفتاء"، مؤكدًا أن ذلك ينم علي رغبة الشعب في السير نحو خارطة الطريق الصحيح التي ظهرت أولي معالمها في الاستفتاء". وتعليقًا على اختفاء الشباب من المشاركة فى الاستفتاء، أكد الهلباوي، فى تصريح خاص ل"المشهد" أن هناك نوعين من البشر لا يجب الالتفات إليهم، "من يجلس علي القهوة ويشرب شيشة ولا يعني له ما يحدث في الحياة شيئا، والآخر من يضغط علي الناس ويحاول إفساد الدستور". ورفض القيادى السابق بالجماعة، وصف الدستور الجديد بأنه يعيد نظام الرئيس الأسبق مبارك، قائلا: "لا يمكن لأحد استبعاد جميع رموز نظام مبارك طالما لم تتم إدانتهم، وهو ما ينطبق على الإخوان"، مشيدًا بمشاركة النساء وخاصة الفتيات في الاستفتاء، مؤكدا أنه أصبح لهن دور أساسي في خارطة الطريق. وقال المستشار محمد فضالي، منسق تيار الإستقلال، إن المرأة المصرية تصدت لعنف جماعة الإخوان خلال يومي الاستفتاء علي دستور 2014، مؤكدا أن نسبة المشاركة بين الشباب أكبر من أى وقت، ولم تمنعهم الامتحانات من التصويت على دستور مصر. وعلق الدكتور علاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، إن الاستفتاء علي الدستور أكبر دليل علي إن "الانقلاب فاشل" ولا يستطيع رسم خارطة طريق صحيحة، متطرقًا إلى ما وصفه "الاقبال الهزيل والتزوير من سمات الاستفتاء"، مؤكدًا أن صاحب العقل الواع لاحظ غياب الشباب، مُستنكرا بعض الأقاويل بأن السبب في هذا هو الامتحانات. وتابع أبو النصر ل"المشهد": "ملايين الشباب التي كانت في المظاهرات ذهبت في امتحانات، لا أحد يصدق هذا الكلام"، مُضيفًا "عواجيز الحزب الوطني هي التي قبلت بالذل والهوان وكانوا أكثر المشاركين في التصويت". وأكد أن متطرفي الأقباط هم الذين شاركوا في الاستفتاء وأثبتوا أنهم "عيون السيسي" حسب وصفه، فهم يرون أن الدستور سيتخلص من الإسلام وسيهتم بالمسيحية، مختتمًا: "الفئات المحترمة هي التي لم تشارك في الدستور الذي عبر عنه "راقصات أمام اللجان". و قال الدكتور هشام كمال، المتحدث باسم الجبهة السلفية،: "قاطعنا الدستور بالإجمال لإننا لا نعترف بالانقلاب العسكري وبالتالي لا يخصنا أي نتائج عليه بداية من تعديل لجنة الخمسين إلي الاستفتاء عليه". وأضاف كمال ل"لمشهد" : "14 و15 يناير كانوا مهزلة، فالتقارير التي خرجت من بعض مراكز الاستطلاع أكدت أن أقصي حد للمشاركة كان من 9 إلي 11 % وأن اللجان كانت خاوية عدا لجان الوافدين الذي ركز عليها الانقلابين وكان بها الكثير من اللعب" حسب قوله . وتابع: "كان هناك حشد طائفي واضح فبابا الكنيسة بنفسه كان يحشد للعسكر"، وعلق على تصريحات اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، والتي قال فيها إن التصويت وصل لنسبة 100%، قائلا: "شكله كان مستوي رفيع ". ووصف اختفاء الشباب عن المشاركة بالدستور، بأنه خير دليل على فشل، الاستفتاء على الدستور، بالإضافة إلى ضعف الحشد من قبل حزب النور، قائلا: "الحزب فاشل يتحرك بإملاءات أمنية واضحة فتحالف مسبقا مع "شفيق" وطعن التيارات الإسلامية في ظهرها وكان يجتمع دائما للمشاركة في الانقلاب". وعلى الجانب الآخر أشار المهندس مينا ثابت، مؤسس اتحاد شباب ماسبيرو، إلى أن عملية الاستفتاء تمت بسلاسة وأن قوات الأمن أدت واجبها المنوط تجاه المواطنين، لافتًا إلى المشاركة الكبيرة من قبل النساء وكبار السن الأقباط. ورآى ثابت، أن ضعف مشاركة الشباب في عملية الاستفتاء، بسبب وجود أزمة الحملات الترويجية التي دعت للدستور كانت في منتهى السوء، موضحا كان يتوجب علي الإعلام أن يحث المواطنين على المشاركة السياسية ويقدم التوعية لهم على مواد الدستور ولا يوجهم لصالح اختيار معين، مُضيفًا أن الشباب لم يكونوا على اختلاف المنظور، وأن موافقتهم على الدستور بمثابة عقد اجتماعي لمستقبلهم، الأمر الذي اختلفوا فيه مع كبار السن، الذين وافقوا من أجل استقرار البلاد فقط وليس لشئ أخر. وتابع مؤسس اتحاد شباب ماسبيرو: " شعر الشباب أن ثورتهم تشوه، بسبب بعض الأبواق الإعلامية التي تصور ثورة 25 يناير كأنها مؤامرة على البلد وعلى نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي بدا يظهر من جديد خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي جعل الشباب تقاطع الاستفتاء". وعن انعدام وغياب التيارات الإسلامية والساسية، خاصة حزب النور، الذي كان يظهر في فترة الحشد للاستفتاء ولكنه لم يذهب حال وجودها، قال: إن جميع التيارات الإسلامية يجمعهم شئ مشترك وهو "الهوس الديني"، مُضيفًا أن السلفيين هم من أكثر الفئات المصرية التي حصلت على مكاسب داخل الدستور ووضعت عليها امتيازات. وأضاف أنها الفئة الوحيدة التي منحت حق الفيتو، وتم التنازل عن مدنية الدولة من أجلهم، وأنها فئة أخذت مكاسب في المرحلة الإنتقالية ولم تقدم شئ بل دعمت الطرف الآخر، في إشارة منه ل"الإخوان"، وقال إن عدم مشاركتهم في الاستفتاء تعني دعمهم للإخوان. ونوه ثابت إلى أن هناك خطر قادم وهو التيارات الإسلامية، مُضيفًا أنه من الممكن أن يأتي تنظيم سلفي أخطر من عناصر تنظيم الإخوان، مشيرًا إلى أن القواعد الشعبية للقادة السلفيين هي من كانت متواجده في ميدان رابعة العدوية، مُشددًا على قوله يجب أن لا نعطي للسلفيين الأمان لأنهم ينتموا إلى الجماعة. وعلى الصعيد الآخر علق نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن حزب النور السلفي ملئ الدنيا ضجيجًا للحشد للإستفتاء، ولكنه لم يحضر، مبررًا ذلك بأنه ربما يكون قد حدث إختلاف بين القاعدة والسلفيين أو أنه تأثير من القادة على الحزب بعدم المشاركة. وأرجع جبرائيل، خلال تصريح خاص ل"المشهد"، السبب في قلة عدد الشباب المُشاركين، إلى أنه ربما كانت وسائل الإعلام، المروجة للدستور، كانت تنتهج أسلوب خاطئ ربما أشعر الشباب بأنه ضغط عليهم لإجبارهم على الدستور.