دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) الدول العربية والإسلامية والعرب والمسلمين والمسيحيين فى أمريكا وأوروبا إلى زيارة القدس. وقال أبومازن: "يجب أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأمريكا على التوجه لزيارة القدس". وقال الرئيس الفلسطيني إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المُستَهدَفَيْن بالاستئصال، وسيُذَكِّر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي.. وقال"وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان". جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها أبومازن اليوم الجمعة فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة القدس العشرين الذى يعقد بمدينة مراكش المغربية، ويترأسه الملك محمد السادس العاهل المغربى، وبحضور الدول الأعضاء فى لجنة القدس والتى تشارك فيها مصر على المستوى الوزارى. وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت سعيا إسرائيليا يوميا لتحقيق ما يطلق عليه الاقتسام المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، بحيث يستباح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وساحاته أمام صلاة اليهود، وفي صباح كل يوم تقريباً خلال الشهور الماضية يتصدى مواطنونا ببسالة لاقتحامات من أفراد جيش الاحتلال وشرطته والمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لا تخفي مخططاتها العدوانية والتدميرية للحرم القدسي الشريف. وأكد أبومازن أن الأقصى في مرمى التهديد الآن أكثر من أى وقت مضى، وقال إننا نجتمع اليوم في لحظة دقيقة تتعلق بعاصمة فلسطين وما تواجهه من تحدياتٍ وهو ما يقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسارع في حربها لمحو الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال. وأضاف أن إسرائيل تسعى لاستكمال خطة التطهير العرقي، عبر تنفيذ مخططٍ هدفهُ دفعُ المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية ورفض مَنحِ رُخصٍ لبناء البيوت. وعلى محورٍ آخر تعمل سلطات الاحتلال على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للازدِهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين. وواصل: "كما أننا أكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فبجانب أننا لا نقبل أبداً المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية، وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فإننا وفي الأساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة".