دعا رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود، اليوم الأربعاء، دول العالم إلى التحرك والوقوف في وجه السياسة الإسرائيلية التى تهدف إلى طمس وجود المعالم والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. وأكدوا في مؤتمر صحفي، نظمته الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الأربعاء، فى رام الله بعنوان: (موقف أتباع الديانات السماوية مما تتعرض له القدس تحت الاحتلال)، أن الوضع أصبح خطيرًا ومثيرًا للقلق في المدينة المقدسة، ولا يحتمل الصمت بأي حال. وقال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار المقدسة: إن الاحتلال الإسرائيلي لا يخفي أهدافه الحقيقية في إزالة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومن ذلك المخططات التي أقرها مؤخرًا لتغيير معالم ساحة وحائط البراق. ودعا الشيخ حسين العرب والمسلمين إلى العمل لحماية القدس قبل أن تضيع منهم بسبب إجراءات الاحتلال الذي يعمل على تهويدها وإخلائها من الوجود العربي. من جانبه، أوضح الأب مانويل مانويل مسلم، رئيس دائرة العالم المسيحي في حركة فتح، أن إسرائيل لا تحترم المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتعمل على تهويدها، مؤكدًا أن الحفاظ على الأماكن المقدسة والإنسان المسيحي مهمة إسلامية، وأن القدس لا يمكن أن تكون إلا عربية، والذي يجمع الشعب هو المواطنة وليس الدين. وحذر من أن التخوف اليوم لم يعد على الأماكن التي حول المقدسات، بل على الأماكن المقدسة ذاتها، معتبرًا أن احتلالها بهذه الطريقة خطيئة في حق المسيح عليه السلام، وأن استمرار الإرهاب والعنف في القدس يسيئان إلى العدالة والحرية في كل العالم. بينما أكد الحاخام اسرائيل هيرش، رئيس حركة "ناطوري كارتا" اليهودية المعادية للصهيونية، معارضته الشديدة للاحتلال الصهيوني لمدينة القدس، مطالبا بإنهاء هذا الاحتلال للأرض الفلسطينيةالمحتلة، خاصة مدينة القدس. وقال هيرش: "من الضروري توضيح موقف الشعب اليهودي الحقيقي ضد القيادة الصهيونية التي تدنس أرض فلسطين وتنتهك حرمة المدينة المقدسة منذ 62 عامًا، وتضطهد حراس الديانة اليهودية بالقمع والإرهاب مستغلين اسم إسرائيل المقدس زورًا وبهتانًا". وطالب هيرش باسم الشعب اليهودي الحقيقي بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بالوقوف ضد الجرائم الإسرائيلية في القدس. وأضاف: "إننا كيهود أصليين نصلي وننتظر اليوم الذي يعود فيه الحكم الكامل لإخواننا الفلسطينيين على الأرض المقدسة كلها، وعاصمتها القدس، وطرد الصهاينة من الأرض المقدسة بقوة الله لنعيش مع إخواننا الفلسطينيين تحت حكم فلسطيني". وأشار حسن خاطر، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، إلى أن الوضع في المدينة المقدسة أصبح خطيرًا، ولا يحتمل الصمت، مستنكرًا الصمت العربي الغريب إزاء ما يجري من تهويد وطمس لمعالم المدينة المقدسة.