يدلي المصريون اليوم بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور المعدل، حتى تمضي "المحروسة" قدما في تنفيذ خارطة الطريق التي أعدها الجيش، والتى من المرجح أن تعطي الموافقة عليه دفعة نهائية لترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي للرئاسة. ويبدو إقرار الدستور شبه مؤكد في وقت دعت فيه جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لمقاطعة الاستفتاء بينما يتوقع أن يصوت كثير من المصريين الذين أيدوا عزل الرئيس السابق محمد مرسي بالموافقة تأييدا للنظام الجديد الذي حل محل حكم الإسلاميين.
وحثت الحكومة المصريين على الاقتراع اليوم وغداً بأعداد كبيرة، فيما قال محللون إن الحكومة تأمل في أن تكون الموافقة على الدستور أكبر من نظيرتها على دستور عام 2012 في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين وذلك لإضفاء شرعية انتخابية على النظام الجديد.
وقالت وزارة الداخلية أنها كثفت من تواجدها بالشارع تحسبا لاسة تظاهرات او اعمال عنف من قبل جماعة الاخوان، ومؤيدى مريى، مشيرة إلى انها نشرت 220 ألف فرد و500 مجموعة قتالية لتأمين الاستفتاء، لافته إلى أن الاستفتاء خطوة أساسية في خارطة طريق التى أعلنها الجيش يوم عزل مرسي بهدف إعادة الديمقراطية تليه انتخابات رئاسية وبرلمانية.
بينما أكدت جماعة الإخوان المسلمين، وما يسمى تحالف دعم الشريعة، الذى يضم مجموعة أحزاب مناهضة للإحوان انها مقاطعة للدستور وخارطة الطريق.
من جانبه قال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن المهم هو نسبة المصريين الذين سيقبلون على الاقتراع، مضيفا أن ذلك سيكشف للعالم ما إذا كان ما حدث ثورة على مرسي أم انقلاب عسكري.
وخلا مشروع الدستور المعدل من اللهجة الإسلامية التي كتبت بها جمعية تأسيسية غلب عليها الإسلاميون وأثارت الجدل الدستور السابق.
ومن بين مؤيدي الدستور الجديد حزب النور السلفي الذي دعم عزل مرسي وكذلك الأزهر والكنيسة القبطية.
كما حظي ببعض الإشادة من جماعات حقوقية لتضمنه نصوصا أقوى تحمي حقوق الإنسان.
وهذا ثالث استفتاء على نصوص دستورية منذ الانتفاضة التاريخية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 والمرة السادسة التي يتوجه فيها الناخبون إلى لجان الانتخاب بعد الإطاحة به.
وأدى الاضطراب السياسي والأزمة الاقتصادية وفشل تجربة للديمقراطية إلى شعور كثير من المصريين بالتوق إلى الاستقرار.
وقالت منة الله محمد (33 عاما) التي تعمل بتجارة الزهور عن أسباب قرارها الاقتراع بالموافقة على الدستور "ليس هناك نظام. نريد العدالة ونريد الاستقرار ونريد الشرطة في الشوارع."
ودعا حلفاء مرسي الإسلاميون في بيان صدر قبل أيام، إلى مواصلة الاحتجاجات، وقال محمد مصطفى (26 عاما) وهو ناشط إخواني في مدينة الإسكندرية الساحلية "طبعا سأقاطع لأن هذا الدستور يأتي بعد انقلاب على رئيس شرعي."، مضيفا انه "سيقاطع الاستفتاء لأن دماء ألوف الأشخاص سالت وهناك ألوف المعتقلين."
وقتل مئات من مؤيدي مرسي في الأسابيع التي تلت عزله في اشتباكات مع قوات الأمن ومعارضين له. وفي نفس الوقت صارت تفجيرات القنابل وإطلاق الرصاص على قوات الأمن أمرا مألوفا وتسبب ذلك في مقتل مئات من رجال الأمن.