لست صغيرا لأنافق وزيرا أو غفيرا، .. لا أظن أننا بعد الشعر الأبيض الذي كسى رؤوسنا، وبعد أن "هرمنا" حتى نصل إلى هذه اللحظة، قادرين على التزلف أو المجاملة. لا أعتقد أننا بعد ثورتين، ومئات التجارب المؤلمة التي تعلم "الحجر" يمكن أن يضحك علينا شخص، ويبيع لنا "ترام النهضة" كما فعل مرسي. لسنا أيضا "عبيدا للبيادة" كما يقول "الإخوان الإرهابيون"، وإن كنا لا نستنكف الانحناء تقديرا وإجلالا لجيش بلادنا العظيم، الذي حفظ الأرض والعرض، وسطر البطولات، ونرى أن ذلك أفضل من "السمع والطاعة" لخونة باعوا الوطن في سوق الأربعاء. على العكس، فإن الضربات التي أخذناها على الرأس في "سنة الإخوان" يجب أن تجعلنا نتطير، ونبالغ في الحذر، وكما يقول المثل "اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي". ولكن التفكير المنطقي يقود إلى نتيجة واحدة، وهي أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي الأفضل لرئاسة مصر، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، والمفصلية. كنا نتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل مدنيا من جموع الشعب، مثقفا، مستنيرا يخشى الله ورسوله، يملك رؤية سياسية لبناء الوطن، ليكون ذلك تأكيدا على "مدنية البلاد" التي يؤكد عليها الدستور، ولكن بالنظر إلى الساحة السياسية سنكتشف أنها خالية من النماذج الصالحة لهذا المنصب . إذا كان نظام مبارك على مدى ثلاثين عاما قد جرف الأرض السياسية، كما تجرف مصانع الطوب التربة ، وتحيلها إلى حفر كبيرة خالية من الحياة، فإن نظام الإخوان أكمل المهمة ، وصادر "الأرض" كلها لصالح الأهل والعشيرة . أنا متأكد أن مصر مليئة بالكفاءات في كل المجالات، ومنها الكفاءات السياسية، ولكننا سنحتاج إلى أعوام عدة لإنبات الأرض التي أصابها البوار، واستحداث آليات لتمكين الكفاءات والمبدعين، أما الآن فلنعترف أن الساحة خالية، أو أن الكفاءات إن وجدت نادرة، وإذا كان عدد الثمرات السليمة في القفص قليلة، سيتضاعف احتمال الاختيار الخطأ. كنا نتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل مدنيا، ولكن "الإرهاب الأسود" الذي يضرب البلاد، والذي استطاع في ظل عام من حكم رئيس إرهابي أن يدعم قواعده في طول البلاد وعرضها، لن يصلح معه رئيس موظف، ولكنه يحتاج مقاتل، قادر على مواجهة تنظيم إرهابي عمرة 80 عاما، يغرس أنيابه في بلاد عديدة. كنا نتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل مدنيا، ولكن مصر الآن بعد تجربة الإخوان المريرة غير قادرة على التجارب بانتخاب رئيس يحتاج إلى سنوات لكي يتعلم "ألف باء" الحكم، نحتاج رئيسا جاهزا يعمل من أول لحظة، وهو ما يتوفر في "السيسي". كنا نتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل مدنيا، ولك يجب أيضا أن يمتلك سابقة أعمال طويلة وحقيقية في خدمة الوطن . وبالطبع لن نجد أفضل من الفريق السيسي الذي إنحاز ورجاله لإرادة الشعب في 30 يونيو، وجنب البلاد نهاية مخيفة، كتلك التي تحدث في العراق، وليبيا، وسوريا. كنا نتمنى أن يكون رئيس مصر المقبل مدنيا، ولكن "الأعداء" يتربصون بجيش مصر العظيم آخر جيوش المنطقة بعد تدمير جيوش العراق، وليبيا، وسوريا، لذلك من المهم أن يكون رئيس البلاد شخص عسكري يخبر جيدا أسرار الحروب. نقطة أخرى ، وهي أن الفترة المقبلة ليست نزهة ، ولكنها مرحلة مليئة بالتحديات ، يعتبر التحدى الاقتصادي في صدارتها ، و"الجيش المصري" هو الوحيد القادر على بناء الوطن بالمنظومة الهندسية الفريدة التي يملكها ، وهي منظومة لا تعرف إلا الإنجاز السريع بأقل النفقات، والعديد من المشاريع التي قام بها تؤكد ذلك. إذا كانت الطرق تؤدي إلى روما، فإن كل الطرق السياسية بعد التمحيص والتدقيق والحذر تؤدي إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي. يعزز ذلك أن الرجل سيترك منصبه العسكري، ويكون رئيسا مدنيا لكل المصريين عسكريين ومدنيين . يعزز ذلك أيضا أن الدستور المصري الجديد ألغى دكتاتورية الفرد، وأسس لديمقراطية جديدة "الرئيس" بها مجرد موظف شريف يعمل عن "الشعب". أعلم أن "المنصب" في حد ذاته ليس في صالح "السيسي" الذي سيتحمل بموجه العديد من التحديات، ولكنه بالتأكيد في صالح "مصر" التي تحتاج إليه.. ، ولكننا جميعا مستعدون للتضحية من أجل مصر، وهي نعم التضحية. عامل آخير أساسي وجوهري . وهو أن "السيسي" يتمتع بميزه إضافية لن تجدها في مرشح آخر ، فبالإضافة إلى وطنيته، وسابقة أعماله المشرفة . يتميز بمواصفات "البطل" الذي يبحث عنه المصريون منذ عقود، .. هذه الميزة ستمنح "الوطن" قوة دفع إضافية ستدفعه لتحقيق المعجزات. [email protected]