بدأت نيابة الحسينية بإشراف المستشار حسام النجار المحامي العام لنيابات شمال الشرقية ، تحقيقاتها في واقعة ثأر الأهالي من قاتل معاون المباحث الملازم أول "إبراهيم صفا" ، حيث قاموا باقتحام مركز الشرطة عقب علمهم بالقبض عليه واعتدوا عليه بالضرب حتى الموت ، دون انتظار لحكم القانون . و قررت النيابة تشكيل فريق عمل من وكلاء النيابة لمعاينة مركز شرطة صان الحجر وسيارة الإسعاف ، وتحديد التلفيات التي لحقت بهما نتيجة هجوم الآلاف من المواطنين للفتك بقاتل ضابط المباحث ، عقب علمهم بضبطه . كما قررت النيابة التصريح بدفن جثة المتهم القتيل ، بعد انتداب الطب الشرعي لتشريحها وتحديد ما بها من إصابات وسبب الوفاة ، وأمرت باستدعاء عدد من أفراد الأمن بمركز شرطة "صان الحجر" للاستماع لأقوالهم حول الواقعة ، و كذلك شهود العيان إن وجدوا ، وكلفت النيابة المباحث الجنائية بتكثيف التحريات ، لتحديد الجناة و ضبطهم . وكان الضابط الشهيد قد توجه لفض مشاجرة بين عائلتين بناحية عزبة "زكي" التابعة لقرية "الناصرية" مركز صان الحجر ، و تمكن و القوة المرافقة له من ضبط طرفي المشاجرة عدا المتهم تامر محمد عبد العال ، الذي قام بإطلاق الأعيرة النارية على القوات و فر هاربا ، ونتج عن ذلك إصابة الشهيد بطلقات نارية أودت بحياته ، والرقيب سري وليد محمد عطية 40 عاما بثلاث طلقات بالذراع الأيسر نقل على أثرها للمستشفى . وتم على الفور تشكيل فريق بحث وتمشيط المنطقة المحيطة بمركز صان الحجر ، وقبل مرور 24 ساعة تم ضبط المتهم واقتياده لقسم شرطة صان الحجر تمهيدا لإحالته للنيابة العامة . وعندما علم الأهالي بنبأ القبض على المتهم ، تجمهر الآلاف منهم أمام مركز الشرطة مطالبين بتسليمهم المتهم للانتقام منه ، فقامت الأجهزة الأمنية بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريقهم وإبعادهم عن القسم ، إلا أنهم لم يلتفتوا لذلك واقتحموا مركز الشرطة وبعض المكاتب ، وأمسكوا بالمتهم واقتادوه خارجه واعتدوا عليه بالضرب بالشوم والعصي والأسلحة البيضاء وأتلفوا سيارة إسعاف جاءت لنقله . وتدخلت قوات الشرطة واستطاعت انتزاعه من بين أيديهم ، و تم نقله لمستشفى الحسينية المركزي لإنقاذه إلا أنه فارق الحياة .