تعلم القيادة الاسرائيلية أن فرنسا ايضا المتشددة في مطالبها من ايران تريد اتفاقا آخر الامر ولذلك أصبحت القيادة الاسرائيلية تُهييء نفسها لاتفاق لكن على أن يكون أقل سوءا. كما ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم قول رئيس فرنسا فرانسوا أولاند في اليوم الاول من زيارته ما أرادت اسرائيل أن تسمعه بالضبط وهو: "لن نوافق أبدا على أن تملك ايران سلاحا ذريا لأن هذا ليس تهديدا لاسرائيل فقط بل للعالم كله". وأضاف الرئيس الفرنسي ايضا باللغة العبرية: "سأبقى دائما صديق اسرائيل". وقد تدركون الآن بصورة أفضل لماذا تبقى فرنسا قبل يومين من تجديد المحادثات في جنيف، الأمل الاسرائيلي الوحيد في المحادثات. ولكن نرى على صعيد القد س انهم يعلمون جيدا أن فرنسا ايضا تريد اتفاقا آخر الامر. ومن المؤكد أنه ليس ذاك الذي لاحت تباشيره في الجولة الاخيرة في سويسرا، لكنها تريد اتفاقا يُمكن الدبلوماسية من التغلب على الخيار العسكري الذي أثاره أمس مرة اخرى أحد أقرب الاشخاص من رئيس الوزراء الى وقت قريب وهو اللواء يعقوب عميدرور. وأدركوا في القدس جيدا أن العالم يريد اتفاقا، ولهذا عملوا مع الفرنسيين وشريكات اخرى ايضا عملا شديدا وإن لم يعترفوا بذلك لمضاءلة الاضرار في الجولة التالية اذا ما جيء بالاتفاق للتوقيع عليه. فالشيء الأساسي أن يكون عندنا اتفاق أقل سوءا. اذا لخصنا بعد انتهاء اليوم الاول لزيارة أولاند يمكن أن نرى أن للفرنسيين اربعة شروط كي يوقع اتفاق مع الايرانيين في جنيف: الاول أن تُثبت ايران بصورة واضحة أن برنامجها الذري ليس لأهداف عسكرية. ومن الصحيح الى اليوم أن باريس لم تقتنع الى الآن؛ والثاني أن توجد رقابة دولية على المنشآت الذرية الايرانية؛ والثالث أن تكف ايران عن تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 بالمئة وتتجرد من المخزون الموجود؛ والرابع أن توقف ايران بناء المفاعل الذري في أراك. بتوقيع، فرانسوا أولاند. لن يكون للايرانيين مناص سوى الانطواء لأنهم يريدون اتفاقا جدا. وتحدث مصدر مقرب من وزير الخارجية الفرنسي عن أنه لم يرَ قط الايرانيين معنيين بهذا القدر بالتوقيع على اتفاق. ومن المثير للفضول أن نعلم كيف سينجح الايرانيون في التغلب على عدم رغبتهم في رؤية مراقبين يتجولون بين أرجلهم في المواقع الذرية المختلفة في ايران. أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أمس عن زيارة وزير الخارجية كيري المرتقبة الى اسرائيل في يوم الجمعة القريب. وبدأت التأويلات فورا: هل يأتي كيري ليُطمئن بعد الاتفاق الذي سيكون قد وقع؟ وهل يأتي لابلاغ تفاصيل الاتفاق قبل التوقيع؟ قال الساخرون إن كيري سيأتي الى اسرائيل بعد الاتفاق السيء مع الايرانيين في جنيف كي يرى ما الذي تستطيع اسرائيل التخلي عنه بعد في المحادثات مع الفلسطينيين.