اللاعب: خضت البطولة.. ورصاصة ثورة يناير لا تزال في ساقي! هل نتعامل مع المواقف المتشابهة بازدواجية ؟! لماذا لا يكون رد فعلنا واحدا في كل الأوقات، وفي كل الظروف؟! هذان التساؤلان وغيرهما يدفع إليهما موقف الحكومة من البطل محمد يوسف صاحب ذهبية "الكونغ فو" في روسيا.. والذي كافح حتى نجح في رفع اسم مصر عاليا في تلك البطولة الصعبة، ونال منصة التتويج، ورفع العلم المصري، مما يمثل أهمية كبرى في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. لذلك اندهش الكثيرون من التعامل شديد الحدة، والخشونة الذي قوبل به تصرف كان يمكن أن يمر بسهولة لو اتسع صدرنا قليلا. ويتساءل البعض: لماذا كل هذا الغضب من جانب الحكومة مما فعله بطل الكونغ فو المصرى فى روسيا عندما ارتدى تيشرت مرسوما عليه "شارة رابعة" أثناء استلامه الميدالية الذهبية ؟! وقارن البعض بين رد الفعل هذا وبين مافعله محمد أبو تريكة فى بطولة أفريقيا عندما كشف عن تيشرت يرتديه مكتوبا عليه "تعاطفا مع غزة"، فبالرغم من أن الفعل واحد وهو رفع شعارات سياسية، إلا أن رد فعل الاتحاد الدولى لكرة القدم والاتحاد الأفريقى المعروف عنهما الشدة فى تطبيق القوانين لم يكن بهذه القوة والغضب بل اكتفيا بلفت نظر أبو تريكة وتحذيره من تكرار ذلك. وكذلك تساءل البعض: ماذا لو كان يوسف قام برفع تلك الشارة الخضراء التى يرفعها مؤيدو السيسى فهل سيكون رد فعل الحكومة واتحاد الكونغ فو بهذه الطريقة ؟!! الغضب العارم جاء لأن بعض الإعلاميين المصريين يزايدون ويحاولون - بشتى الطرق - إقناع الرأي العام بأن من يرفع مثل هذه الشارة هو إخواني ومتطرف، رغم أن هذا قد لا يكون صحيحا على إطلاقه، وقد ثبت عكسه في أكثر من نموذج. العديد من الخبراء المتخصصين أكدوا أن ما أقدم عليه النظام أساء للحكومة وهدم الكثير مما فعلته خلال الفترة الماضية، خاصة أن ذلك الموقف حدث فى دولة مثل روسيا تحاول مصر بشتى طرق كسب تعاطفها فى الفترة الحالية لأسباب سياسية واقتصادية. ونال رد فعل طاهر أبو زيد وزير الرياضة استنكار الكثيرين؛ حيث قال فى تصريح له: إن كل الأعراف والقوانين الرياضية ترفض رفع أى إشارات سياسية، وأوضح المنتقدون أن الوزير لم يذكر أن هناك أى اتحاد على مستوى التاريخ شطب لاعبا ومنعه من تمثيل بلاده فى بطولة عالم بسبب ذلك.. وبالرغم من هذا التصريح إلا أن أبوزيد نفسه صرح قبل مباراة مصر وغانا أنه لو أن منتخب مصر فاز فسوف يكون هذا الفوز رياضيا بطعم سياسي!! أما عن يوسف نفسه، فأكد أنه غير نادم على رفعه شعار "رابعة العدوية" خلال تتويجه بهذه البطولة، لافتا إلى أنه قام بذلك "وفاءً وإهداءً" لزملائه الذين سقطوا "شهداء" – على حد وصفه - خلال أحداث فض اعتصام "رابعة" و"النهضة" في 14 أغسطس الماضي. وأعرب يوسف الذي عاد إلى مصر "مرحلاً" من روسيا بقرار من السلطات المصرية عن سعادته بفوزه، ورفعه علم مصر عاليًا في بطولة من بطولات العالم. وعن الدافع وراء رفعه الشعار، قال "يوسف": "لي أصدقاء كثيرون "استشهدوا" في ميدان رابعة، وتمنيت وجودهم معي أثناء تتويجي، وتمنيت أن أرى الفرحة في أعينهم أثناء حصولي على الميدالية الذهبية فكان أقل شيء أن أذكرهم معي أثناء فرحتي بهذه النتيجة إهداءً ووفاءً لهم". واستطرد "يوسف" قائلاً: "أنا رفعت علم مصر واسمها في روسيا كما فعلت ذلك من قبل في بطولات عديدة في بطولات عالمية وأفريقية وعربية". وأضاف: "شعرت بفرحة كبيرة وفخر لمصر، وجني لثمار جهدي الذي استمر لسنوات، واستنكرت واندهشت لبعض ردود الأفعال اتهمتني بعدم الوطنية، وتأذيت نفسيًا لهذه الاتهامات خاصة وأنها جاءت بعد أن مثلت مصر ورفعت اسمها وحصلت على الميدالية الذهبية في بطولة دولية". وروى يوسف عن لحظات أصيب فيها باليأس وأصر على استكمال مشواره الرياضي حتى يصل لهذه البطولة حيث أصيب أثناء مشاركته في مظاهرات "جمعة الغضب" يوم 28 يناير عام 2011 خلال أحداث الثورة ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بطلق ناري في القدم. وعن تلك اللحظة قال: "أصابني اليأس لأن أحد الرصاصات استقرت في منتصف الساق وبعد إجراء بعض الإشاعات أبلغوني أن الرصاصة ستظل موجودة للأبد في ساقي هي الآن موجودة بالفعل، ولكني عدت لممارسة رياضتي وتدريباتي، وأصررت على استكمال طريقي حتى أصل إلى طموحي". أما عن ردود الأفعال الغاضبة على قرا إيقاف اللاعب وتجريده من ميداليته الذهبية وحرمانه من المكافأة المالية، حيث اعتبر البعض أن رفع البطل المصري علامة رابعة لا يختلف عن رفعه لصورة تعلن تأييده للمؤسسة العسكرية أو القضية الفلسطينية حتى و هو ما فعله اللاعب محمد أبو تريكة في مباراة سابقة إلا أن البعض اعتبره تأييدا لجماعة محظورة و استغلالًا لوجوده بالبطولة لإعلان موقف سياسي لا مكان له. وقام نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بتبني فكرة للدفاع عن اللاعب بعد إيقافه من تمثيل مصر دوليًّا بسبب رفعه شارة رابعة. ونسَّق النشطاء الذين اتفقوا على الفكرة مع مجموعة من المحامين وجماعة حقوقية لتبني رفع قضية ضد الاتحاد المصري للكونغ فو لشطبه محمد يوسف بطل العالم وتقديم تظلم للاتحاد الدولي للعبة لنفس الغرض. وحرصت "المشهد" على استطلاع رأى أحد مسئولى الاتحاد المصرى للكونغ فو، حيث أوضح كمال الجزار فى تصريح خاص ل" المشهد " أن اللاعب سيمنع من تمثيل مصر في بطولة العالم القادمة للكونغ فو". ولم يتضح اذا ما كان حرمانه من تمثيل مصر سيكون بصفة دائمة أم بصورة مؤقتة. وفى نفس السياق، أوضح مصدر باتحاد الكونغ فو المصرى – رفض ذكر اسمه فى تصريح ل " المشهد " أن اللاعب محمد يوسف والفائز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم الأخيرة ، سوف يحول إلى محكمة عسكرية وليس رياضية، لرفعه إشارة رابعة العدوية في أعقاب فوزه، الأمر الذي تسبب في استياء مراجع عسكرية وسياسية عديدة في القاهرة أعلنت الحرب عليه وقررت تجريده من الميدالية الذهب.