قال محمد يوسف، الحاصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب القتالية لمنافسات "الكونغ فو" بروسيا السبت الماضي، إنه غير نادم على رفعه شعار "رابعة العدوية" خلال تتويجه بهذه البطولة، لافتا إلى أنه قام بذلك "وفاءً وإهداءً" لزملائه الذين سقطوا "شهداء" خلال أحداث فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في 14 أغسطس الماضي. وأعرب يوسف الذي عاد إلى مصر مساء أمس "مرحلاً" من روسيا بقرار من السلطات المصري في مقابلة مع وكالة "الأناضول" للأنباء الثلاثاء ، "عن سعادته بفوزه، ورفعه علم مصر عاليًا في بطولة من بطولات العالم، قائلا إنه "ليس نادما" على ما فعله من رفع شارة رابعة العدوية أثناء تتويجه". وعن الدافع وراء رفعه الشعار، قال "يوسف": "لي أصدقاء كثيرون استشهدوا في ميدان رابعة العدوية وتمنيت وجودهم معي أثناء تتويجي وتمنيت أن أرى الفرحة في أعينهم أثناء حصولي على الميدالية الذهبية فكان أقل شيء أن أذكرهم معي أثناء فرحتي بهذه النتيجة إهداءً ووفاءً لهم". واستطرد "يوسف" قائلاً: "أنا رفعت علم مصر واسمها في روسيا كما فعلت ذلك من قبل في بطولات عديدة في بطولات عالمية وأفريقية وعربية". ولفت إلى أنه يلعب "الكونغ فو" منذ 14 عامًا، فضلاً عن انضمامه لمنتخب مصر منذ عام 2003، موضحًا أنه مثل مصر في عدة بطولات منها بطولة العالم وبطولة أفريقيا عدة مرات وبطولة هولندا الدولية، حيث حصل على مركز خامس العالم في تركيا عام 2011 وسادس عالم في كندا عام 2009 وأول بطولة هولندا الدولية عام 2009. وأضاف: "شعرت بفرحة كبيرة وفخر لمصر، وجني لثمار جهدي الذي استمر لسنوات، واستنكرت واندهشت لبعض ردود الأفعال اتهمتني بعدم الوطنية، وتأذيت نفسيًا لهذه الاتهامات خاصة وأنها جاءت بعد أن، مثلت مصر ورفعت اسمها وحصلت على الميدالية الذهبية في بطولة دولية". وعن الإجراءات التي اتخذت ضده من قبل وزارة الرياضة رفض اللاعب التعليق عليها، قال إنه في "انتظار عودة رئيس الاتحاد المصري للكونغ فو الكابتن شريف مصطفى من بعثة ماليزيا". وأشار يوسف إلى أنه "لن يرفع أي تظلم ضد أي شخص أساء إليه أو اتخذ أي إجراء ضده"، قائلا: "أنا لن اتخذ أي إجراء أو أي رد فعل ضد أي تحقيق أو إساءة لي، لأني ابن الاتحاد وواثق تمام الثقة أن الاتحاد إن اتخذ أي إجراء (بحقي) فلن يظلمني". وردا على مطالبة جمال الجزار المدير التنفيذي لاتحاد الكونغ فو المصري بإيقافه إلى أجل غير مسمى وحرمانه من المشاركة في بطولة العالم التي تنطلق قريبا في ماليزيا، قال يوسف "(الجزار) هو شخص احترمه على المستوى الشخصي ومعرفتي به جيدة ولن أرد عليه سوى بأني غير نادم على أي فعل قمت به". وعن مستقبلة وتصوره للفترة القادمة في حياته، قال يوسف إنه بدأ اليوم بالفعل ممارسة للعبته وإنه مستمر فيها، مضيفا "أنا ابن الاتحاد والرياضة وأنا وأثق أنهم لن يتخلوا عنى حتى وإن كانت هناك أي إجراءات ستتم ضدي فأنا واثق أنهم لن يمنعوني نهائيًا عن ممارسة اللعبة، وأنا بالفعل بدأت في (ممارستها) اليوم". وروى يوسف عن لحظات أصيب فيها باليأس وأصر على استكمال مشواره الرياضي حتى يصل لهذه البطولة حيث أصيب أثناء مشاركته في مظاهرات "جمعة الغضب" يوم 28 يناير عام 2011 خلال أحداث الثورة ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بطلق ناري في القدم. وعن هذه اللحظة قال: "أصابني اليأس لأن أحد الرصاصات استقرت في منتصف الساق وبعد إجراء بعض الإشاعات أبلغوني أن الرصاصة ستظل موجودة للأبد في ساقي هي الآن موجودة بالفعل، ولكني عدت لممارسة رياضتي وتدريباتي وأصررت على استكمال طريقي حتى أصل إلى طموحي". واختتم اللاعب المصري كلمته، بتوجيه الشكر للشعب المصري الذي وقف بجانبه ورسائل الشكر والتقدير والتحية التي أرسلت إليه، مؤكدًا أنه رفع اسم مصر من خلال بطولاته الماضية والبطولة الأخيرة قبل أي شيء.