لم يكن (المفكر الإسلامي الدكتور) محمد عباس وحده هو من نصب نفسه متحدثا باسم الله ، والله منه براء ، بل فوجئت باتصال هاتفي من أحد زملاء المهنة القدامي المنتمين لجماعة الإخوان ينقل لي رسالة "تحذير وتهديد" ويطالبني بالظهور في نفس البرنامج الذي ظهرت فيه ، والاعتذار علنا عما قلته بحق الإخوان ، وثالث يدعى الدكتور زغلول وهو كما عرف نفسه مستشار لوزير الأوقاف القطري يسألني باستنكار شديد : لماذا (تحشر) الإخوان في كل إجابة لك على سؤال يسأله مذيعو الجزيرة ، لماذا لا تنتقد نجيب ساويرس ؟ أما عن عوام الناس فعشرات منهم استوقفوني داخل ردهات قناتي الجزيرة ومباشر مصر، و في شوارع الدوحة والقاهرة يسألون ويستنكرون مايرونه انحيازا مني ضد الإخوان وجحودا لدماء (شهداء) رابعة والنهضة والحرس وشارع النصر وانحيازا لما يسمونه "الانقلاب" ، كما يستنكرون علي ، أنا الواقف في وجه كل سلطة ، الوقوف اليوم في صف ما يعتبرونه "المعسكر الخطأ" ، وآخرون يعتبرون أنني اقتحمت "قلعة إخوانية" وتسببت في تصدع أفكار جمهورها الموجه باتجاه واحد ، ولذا أثرت غيظا وغضبا. أما ردودي فقد تفاوتت بين الشدة واللين ، شدة في وجه من يعتبر نفسه صاحب سطوة ، أو أتباع كثر ، ولين مع البسطاء الذين يتساءلون ليفهموا. كان ردي شديدا على محمد عباس ، حيث كتبت له :" هل تظن نفسك اقرب الى الله توزع مفاتيح الجنة والنار وتصنف الناس بين التوبة والضلالة ؟ الابتلاء قرب وليس مسبة، فأزل الغشاوة عن قلبك وتوقف عن غيك واعرف حجمك ، فلست ممن الق لهم بالا ، وانتفاخك هذا ينم عن فار مذعور بداخلك ، لكنه الزمن الذي رفع ذكر امثالك . اياك والتعريض بي او الاقتراب من ذكر اسمي بسوء ، واياك والانتفاخ معي فانا اعرف اولك واخرك ، لست اكذب ايها الكذوب انت وملؤك" وصمت بعدها الرجل ولم يعقب ، لدرجة خلت معها أن كلماتي بمثابة سيف قطع لسانه. أما صديقي الإخواني ، فسألته: هل تعرفني ؟ هل تعرف أني طوال عمري أقول ما يمكن أن اعتذر عنه ؟؟ أجاب : حتى لو كان خطأ وتضليلا؟ قلت : لا لكنني لم أقل ابدا غير ما تيقنت منه ، أنت ومن حملت رسالته يجب أن تعرفوا أني لا أهدد ولا أخشى أحدا. فيما يخص مستشار الوزير القطري سألته ببساطة : هل تريدني أن أسأل عن الإخوان ، فأجيب عن ساويرس؟ لو سئلت عن ساويرس فحتما سأجيب. بحدة قال لي : أنا أعرف السبب .. ساويرس هو من يدفع لكم . أصابني التوتر من كلماته فقلت هل تعرف من تحادث ؟ هل قرأت لي شيئا من قبل ، إن لم تكن فعلت ، فلا تؤذني بجهلك . ثم قطعت المكالمة.