اتهم برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، التكتل الأبرز لقوى المعارضة السورية، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه قام عبر خطابه الأخير ب"قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية،" واعتبر أن الشعب لم يكن ينتظر منه غير التنحي، ودعا العرب لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن بعد مواقف الأسد التي اعتبر أنها أكدت رفضه المبادرة. وقال غليون، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول التركية، التي تجري فيها فعاليات مؤتمر جديد للمعارضة: "الرد الوحيد على هذا الخطاب، الذي يشكل مزيداً من الثرثرة وإنكار الواقع والهلوسة الإصلاحية والتضليل، هو استمرار الثورة." واعتبر غليون أن خطاب الأسد يجب أن يدفع العرب للوقوف مع الثورة وطلب الحماية الدولية ورفع الملف إلى مجلس الأمن. ورأى غليون أن الرئيس السوري "اتهم العرب بالضلوع في مؤامرة ولم يتطرق للمبادرة العربية،" واعتبر أن خطابه كان موجها ضد العمل العربي والجامعة التي اعتبر أنها "لم تعد عربية،" مضيفاً: "بات من الواضح تماماً أن النظام السوري يرفض المبادرة العربية." وأكد غليون أن المجلس الوطني "لم يرهن كل أوراقه بيد الجامعة العربية،" مضيفاً أن وفداً من المجلس سيتوجه إلى الأممالمتحدة للقاء أمينها العام لبحث الملف السوري، غير أنه شدد على ضرورة دعم الجامعة العربية هذه الخطوة. وختمت الجامعة بيانها بالقول إنها حريصة على استكمال عمل البعثة في مناخ آمن "حتى لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حال شعورها بالخطر،" ورفضت أي ضغوطات أو استفزازات من أي طرف كان، حكومة أو معارضة كانت وزارة الدفاع الكويتية قد أعلنت عن إصابة اثنين من الضباط الكويتيين المشاركين في بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا، نتيجة تعرض فريق من المراقبين العرب لهجوم من قبل "متظاهرين مجهولين" في وقت سابق الاثنين. وأشارت إلى أن فريق المراقبين، والذي يضم ضباطاً من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر، تعرض ل"اعتداء" أثناء تحركه الاثنين، متوجهاً إلى مدينة اللاذقية الواقعة على ساحل البحر المتوسط في غرب سوريا، دون أن يفصح البيان عن مزيد من التفاصيل. يأتي الهجوم على بعثة المراقبين الذين أوفدتهم جامعة الدول العربية، بعد يوم من قرار اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، بدعم البعثة، التي يبلغ قوامها في الوقت الحالي نحو 165 مراقباً، بمزيد من الأفراد والمعدات، لأداء مهامها "على أكمل وجه." ففي ختام اجتماعها بالقاهرة مساء الأحد، دعت اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا، حكومة دمشق إلى التقيد بالتنفيذ الفوري والكامل لجميع تعهداتها، بما يضمن توفير الحماية للمدنيين، وعدم التعرض للمظاهرات السلمية المناوئة للنظام، والعمل على إنجاح مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية. ودعت اللجنة الوزارية، التي عقدت اجتماعها برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم، الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، إلى مواصلة التنسيق مع السكرتير العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل تعزيز القدرات الفنية لبعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا. وقررت اللجنة أن يقدم رئيس بعثة المراقبين، الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي، تقريراً شاملاً إلى الأمين العام للجامعة، في 19 يناير الجاري، عن مدى التزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها بموجب خطة العمل العربية. كما جاء الهجوم على أعضاء بعثة المراقبين قبل يوم من الخطاب الذي وجهه الرئيس السوري، بشار الأسد، الثلاثاء، والذي شن خلاله هجوماً حاداً على جامعة الدول العربية، واصفاً إياها بأنها "مجرد مرآة لزمن الانحطاط العربي"، رافضاً التهديد بتجميد عضوية بلاده في الجامعة..