اعلنت وزارة الخارجية الأميركية الإفراج عن نحو 1.6 مليار دولار كمساعدة لباكستان، قبيل اجتماع نواز شريف مع باراك اوباما، اليوم الاربعاء، فيما دعا رئيس الوزراء الباكستانيواشنطن إلى وقف غارات الطائرات من دون طيار، في وقت دعت منظمة العفو الدولية لرفع السرية عن هذه الغارات "غير القانونية" والى محاسبة المسؤولين عن تنفيذها. وقالت المتحدثة باسم "الخارجية" ماري هارف، إن الوزارة ابلغت الكونغرس، نيتها الافراج عن هذه المبالغ، وهي جزء من الميزانيات التي تبناها الكونغرس قبل هذا العام. وتتألف هذه المساعدة من 1.38 مليار دولار كمساعدة عسكرية و260.5 مليون دولار كمساعدة مدنية. وتعود بعض المبالغ التي ستدفع الى السنة المالية 2009. وطلبت وزارة الخارجية ايضا نحو 1.14 مليار دولار لباكستان في ميزانية العام 2014 ، والتي لم يقرها الكونغرس بعد. وسوف تتألف هذه المساعدة من مساعدة مدنية بمعدل 857 مليون دولار، ومن مساعدة في المجال الامني بمعدل 3058 ملايين دولار. من جانبه، دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، أمس الثلاثاء، مضيفيه الاميركيين لوقف غارات الطائرات من دون طيار، وعشية لقائه مع الرئيس باراك اوباما، قال شريف الذي كان يتحدث خلال مؤتمر في واشنطن، امس الثلاثاء، ان هذه الهجمات تشكل عائقا "كبيرا" في العلاقات بين البلدين. وقال شريف، في كلمة في المعهد الاميركي للسلام "اود في الدرجة الاولى التشديد على ضرورة وقف هجمات الطائرات من دون طيار". ورئيس الوزراء الباكستاني الذي يقوم بزيارة تاريخية الى الولاياتالمتحدة، اوضح مع ذلك انه يريد اقامة علاقات ودية مع واشنطن، بعد ان تدهورت الى ادنى مستوياتها في ايار/مايو 2011 في غمرة الغارة الاميركية ضد اسامة بن لادن. لكنه ذكر بان مؤتمرا بين الاحزاب في باكستان خلص الى ان "استخدام الطائرات من دون طيار لا يشكل انتهاكا لسيادة (البلاد) فحسب، لكنه يتم ايضا على حساب" الجهود الباكستانية في مكافحة الارهاب. أما منظمة العفو الدولية فنشرت تقريرا حول الموضوع، ومع التنديد بالضربات التي تقوم بها هذه الطائرات عن بعد، انتقدت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "غموض" باكستان التي تعتبر رسميا هذه الضربات انتهاكا لسيادتها، لكنها ترى في المجالس الخاصة ان العديد منها "مفيد" ضد بعض المقاتلين الاسلاميين. واعتبرت المنظمة على لسان مصطفى قادري، احد هؤلاء المحللين الوارد اسمه في بيان، ان الولاياتالمتحدة يجب ان ترفع "السرية المحيطة ببرنامج الطائرات من دون طيار" لأنها تعطي لواشنطن "الحق بالقتل الذي يتقدم على المحاكم والقواعد الاساسية للقانون الدولي". وفي مؤتمر صحافي عقد في باكستان ونقلت وقائعه في واشنطن، ذهب قادري ابعد من ذلك واعرب عن "قلقه من ان تدعم السلطات الباكستانية او بعض العناصر داخل المؤسسات، الولاياتالمتحدة في ضربات الطائرات من دون طيار التي يمكن ان تتشابه مع انتهاكات حقوق الانسان". ومنذ 2004 قتل ما بين الفين الى 4700 شخص، بينهم مئات من المدنيين وفقا لتقديرات مختلفة، جراء اكثر من 300 غارة لطائرات اميركية من دون طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان، ابرز معقل في المنطقة لحركة طالبان وغيرها من المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، والواقعة على حدود افغانستان. ورد البيت الابيض الثلاثاء على انتقادات منظمة العفو الدولية حول اللجوء الى طائرات من دون طيار في باكستان، مؤكدا انه يرى ان مثل هذه الضربات تحترم القانون الدولي. وردا على سؤال حول تقرير منظمة العفو الدولية الذي اورد ان "السرية المحيطة ببرنامج الطائرات من دون طيار تعطي الحكومة الاميركية حقا بالقتل يتقدم على المحاكم والقوانين الاساسية للقانون الدولي"، احال المتحدث باسم البيت الابيض السؤال على خطاب الرئيس باراك اوباما في هذا الشأن في 23 ايار/مايو الماضي في واشنطن. وان الرئيس "قال بوضوح ان عمليات القصف الاميركية اوقعت ضحايا مدنيين وهو خطر قائم في كل حرب"، مضيفا كارني في تصريحه اليومي "لا نوافق ابدا على فكرة ان هذه الضربات تنتهك القانون الدولي"، وان "الادارة شددت على الاحتياطات الاستثنائية المتخذة بما يجعل من هذه الضربات تحترم كل القوانين المرعية".