في عصر العولمة والتقنية الحديثة ووسائل الاتصال الفائقة من فضائيات وإنترنت وغيرها اختلفت أمور كثيرة في الحياة حتى بات يغزونا أمر اسمه الحب بات يستشرى في جميع أنحاء الكون وبات لا يعرف حدودا بل يخترق كل الحدود والسدود للدول جمعاء .. وبطلت فكرة أن العين والقلب يحبان بل صارت العين والأذن واليد والروح والعقل وغيرها وليس من باب السخرية إن قلنا يمكن كل أعضاء الجسم تحب بطريقتها.. وصار الحب عن بعد وعن قرب وسهلا وسريعا وفى متناول اليد ومتداول ورخيص جدا، ارخص من الذهب والدولار واليورو وبكل الأحجام والمقاسات ولمختلف الأعمار فلم يعد الشاب يحب بل الأب والجد والعم والخال، وينطبق عليه المثل القائل كل يغنى على ليلاه وكأن الحب بات جزءا مهما من شعار الحرية .. ولا ننسى هنا ما وصلت به الحال أيضا من مسلسلات تركية وغيرها أوصلت من العشق الممنوع إلى العشق المحرم، وبات المشاهد يرى كيف يحب ابن العم زوجة عمه أو كيف تحب البنت أباها وكيف زوجة الأخ تحب أخاه ... ولا ندرى ماذا غدا؟؟؟ وكل هذا تحت شعار فضح المستور ومعالجة زنى المحارم وما يجري هو تمرير فكرة زنى المحارم وتسويقها وكأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع المسلم الذي بات يقلد المجتمع الغربي في عدم أخلاقياته. الحب هذا الشعور الرومانسي الراقي الساحر انقلب (السحر على الساحر) أصبح اقرب تشبيه له وكأنه عظمة يلهث وراءها كلاب مسعورة ما إن تحصل عليها تأكلها وتنهشها وترغب بغيرها .. وكل محب أو حبيب يستبيح لنفسه كل الأعذار دفاعا عن حبه الطاهر العفيف الشريف ..... ونقول كنا وما زلنا عرضة لغزو فكرى وثقافي واقتصادي وحضاري واجتماعي وكل أنواع الغزو إلى أن وصل لغزو الحب هذا الوميض المتسلل للقلوب وللنفوس ليأخذها إلى مساحات أخرى غريبة ومصطلحات العشق والهوى والحب والود وخلافه .. وأقل وصف لما نحن فيه انهيار النظام القيمى الأخلاقي مقابل الفوضى والحريات التي تبيح كل شي وتعنى لا ضوابط اجتماعية إلى الإدمان على النت والماسنجر وشبكات التواصل الاجتماعي على حساب التواصل العائلي والمجتمعي والوطني. ولست هنا بصدد الحديث عن الحب من ناحية شرعيته أو عدمها" وحلاله وحرامه .. ولكن اكتفى بقول الله عز وجل في كتابه العزيز "واتوا البيوت من أبوابها" وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم كان واضحاً في حديث مجمله " ادخلوا البيوت من أبوابها" هذا المختصر من مجمل الكثير ..كما أنني لست بصدد إلقاء التهم وتحميل المسؤولية على الرجل فقط دون المرأة أو أقول إن الرجال والنساء سيئون، فكلاهما مسئول ولكن من الذي يقبل على نفسه فعليه قبول النتائج أياً كانت.. وحينما نجلس في مكان عمل وفى جامعة أو هنا وهنالك فان الحديث الذي يطول ويسترق السمع والبصر .. وللأسف يباح فيه المحرم بشكل صارخ بمعنى قد تجد شابا يحب فتاة وفى ذات الوقت يرفض أن تحب أخته شابا وبنفس طريقته اى النت مثلا ... وقد تجد متزوجة تخون زوجها ولكنها في ذات الوقت لو عرفت ان زوجها يخونها لا تقبل ذلك.. فكيف نقتنع ببراءة حب شاب يحب فتاة بمجرد أن يتحادث معها عبر الايميل أو الماسنجر وفى ذات الوقت يرفض لأخته؟ أتذكر رجلا قال إنه يحب أربعا فى نفس الوقت غير زوجته التي توفيت .. شكت لي فتاة من بلد عربي أنها تحب عبر الانترنت شاب من بلد عربي آخر ، وهذا الشاب يحب صديقتها التي أكبر من ذلك الشاب بسنوات وهى أيضا من بلد عربي آخر وتقدم لها ولكنها رفضته، وفى ذات الوقت لا تعرف ماذا تقول لصديقتها، وقصة أخرى لفتاة أحبت شابا عبر الدردشة وانتهت علاقتهما بشقته وإن صورها الشاب عارية ووزع صورها وابتزها ووصل الأمر للشرطة.. هذا مجرد نموذج صغير جدا للقصص التي تحكى هنا وهنا بل وأصبحت فظائع وجرائم ونصبا واحتيالا عبر خطوط التكنولوجيا الحديثة وأبوابها.. قصص بدايتها يسوق المحب كل مبرراته لهذا الحب الذي يقنع نفسه به سواء ناتجا عن ضغوطات أو أزمات أو فوضى أو فراغ أو مشاعر أيا كان فكلها تبدأ بمراحل مغلفة بأسلوب مقتنع يخفى وراءه اندفاع متدحرج وكأن حجة الأمر للوهلة الأولى أكثر من أخوة أو صداقة أو ثم يليها العلاقة تبدأ بالإعجاب والحديث والمغازلة ووووو كل مشتقات كلام الغزل المباح الذي لا يعرف حدودا ابسطها حدود الأخلاق الإسلامية بل إنها تخدش حتى أسلاك الحديد وتقطعها قطعا قطعاً من فظاعتها ... حينما نسأل أنفسنا ما الأسباب فهي كثيرة ولكن النتيجة واحدة وباتت مخيفة عنوانها غزو الحب السريع اللا مشروع وعلنا وبكل وسائله بل تقنية عالية الجودة لحب رديء أصبح عادة وانقلب إلى عبادة وكأن العولمة أصابت الحب في مقتل وحطمت كل حدوده ... وأقول هنا انكسر الحب حينما استباح من بعمر الأخ والأب والجد والعم والخال كل منه استباح لنفسه هذا الحب وفى ذات الوقت حرمه على أخته وعمته وخالته وجدته ... وباتت الحجج تساق أن الحب لا يعرف عمراً؟؟؟ وقد يكون غزو أمريكيا للعراق وأفغانستان غزو حب قد يكون ولكن حب قاتل !!!!!!!! ومن المضحك أن أمريكيا والغرب كانت فى السابق تحب رؤساء وحكومات ليبيا ومصر وتونس وغيرها وأبقتهم سنوات جراء الحب والآن تحب الشعوب وقلبها ينفطرعليهم فردا فردا.. وهنا أتذكر من الجنون الذي وصل له عالمنا أن رجلا أحب مخدته (وسادته) وذهب وعقد قرانه عليها في إحدى كنائس الغرب، كما تستحضرني مقولة لصحفي انه كيف تنهض الأمة العربية والإسلامية وهى شبابها ورجالها يفكرون في الجزء الأسفل للمرأة وبحجم صدرها وكم منفوخة شفتاها ووجنتاها؟؟؟ ..... كما تستحضرني حكمة (تريد المرأة أن تكون الأخيرة في حياة الرجل ويريد الرجل أن يكون الأول في حياتها... وكلاهما يكذب على الآخر) أترك لكم هنا مجموعة أسئلة للإجابة عنها .. كيف؟ وهل على المرأة أن تقبل علاقة يرفضها الرجل لآخته في الوقت نفسه؟؟ حتى لو قالت أخته إن الحب أعمى فلن يقبله لها؟؟؟ وهل اقتصر عمى الحب للرجل دون المرأة؟؟؟ وهل سأل الشاب نفسه أيهما أكثر حبا بداخله حبه لله ولرسوله ام حبه لوالديه أم حبه لوطنه أم حبه لفلسطين وقضيتها أم حبه لتلك الفتاة؟؟ فمن برأيكم يرجح هذا الحب؟ وهل في زمن التناقضات والماديات هنالك بصيص معنويات أم نضحك على أنفسنا ؟؟ وصدقوني هنالك حكايات حب غريبة ومخجل الحديث عنها وبالمحصلة هي لا تمت للحب بصلة والمحزن أن الفتاة والشاب والمرأة والرجل كلهم بات مشغولا بانتظار الطرف الآخر عبر الماسنجرات والايميلات والإدمان على الماسنجر والفيسبوك وغيرهما والكل أصبح تحت شعار الديمقراطية والحرية والحب .... وحتى علياء المهدي العارية اختارت الحرية كما هي تريدها فهذا مثال عن الحرية مثلا وهنالك أمثلة كثيرة اعتبرت الحب وحتى المحرم منه نوعا من الحرية؟ .... أسئلة كثيرة متشابكة مع بعضها البعض تبحث عن إجابات قد نجد ولا نجد من يفسرها إجابات صريحة وصادقة في زمن الكذب والخداع واللا منطق في كل شيء وما كان ممنوعا بالأمس بات حلالا ومستباحاً في اليوم؟؟؟؟ وأختتم قولي إن الحب السريع يذهب مع الريح .. وإن الحب دون حدود واحترام حب مريض أناني بلا قيمة ويدخل أبواب الحرام من أوسعها ..كما أن الحب الذي يختم على السمع والقلب والبصر وحتى العقل إذن ماذا يبقى للإنسان كي يكون عبداً محبأ لله عز وجل ؟؟.... كما يبقى السؤال المهم كيف الجميع يحافظ على حدود وضوابط أخلاقية واجتماعية في كل شيء ويحترم تلك الحدود بل يكون نموذجاً يحتذي به؟؟