"الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه.. مصر أم الدنيا، وها تبقى أد الدنيا.. شايفين الهرم ده ؟ جيش مصر زي الهرم، وهو هرم عشان معاه شعب مصر.. جيش مصر أسد، وهو فيه أسد بياكل ولاده ؟!.. صحيح انتو اللي بتجيبوا الحكام، وانتو اللي بتشيلوهم". تثير كلماته – على بساطتها – مشاعر المستمعين – أيا كانت انتماءاتهم – وأحيانا تستحث دموعهم؛ لدرجة فجرت حقد شخص مثل المدعو حازم صلاح أبوإسماعيل، الذي اتهم "البطل" بأنه "ممثل عاطفي".. بالطبع نستطيع بسهولة فهم أسباب ومغزى اتهامات رجل دين اعتاد على تصفيق وتهليل الجماهير الغفيرة التي كانت تتأثر بخطبه الغلفة بآي الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة، وفجأة انحسرت عنه تلكم الهالة الزائفة، مثل "أبوإسماعيل"، وغيرته البالغة من "كاريزما" السيسي، وإعجاب الملايين به، وتأثرهم بأحاديثه وكلماته، لكن من غير المفهوم ولا المبرر أن يهاجم أناس مثقفون ومتعلمون الرجل، ويتهمونه بأنه "يمثل" على المواطنين؛ لمجرد خوفهم من ترشحه للرئاسة. في البداية برروا رفضهم لترشحه بأن ذلك سيعضد الدعاوى التي تتهمه بالانقلاب على "مرسي"، وأنه تحرك لعزل "الرئيس المنتخب" ليحل محله.. ثم قالوا إن توليه المنصب يعني عسكرته.. واستعرت الحملة مؤخرا بعد تصريحاته في "المصري اليوم"، والتي لم يغلق الباب خلالها، قائلا" "والله غالب على أمره"، فلجأ المهاجمون إلى تهمة "التمثيل" ليلصقوها به ! الرد الوحيد الملائم على هؤلاء: تخيلوا حجم الصدمات التي يتلقاها الشعب كل يوم في شخصيات "مدنية" – سابقا ولاحقا - كان يحترمها ويحمل لها قدرا كبيرا من الحب، وفجأة يكتشف عدم جدارتها بتلك المشاعر والأحاسيس الإيجابية، والنماذج أكثر من العد والإحصاء.. وفي مقدمتها الرئيس المعزول، ثم الدكتور محمد البرادعي.. تصوروا الفريق السيسي، وهو راغب عن الترشح، وإذا بالمصريين يخرجون يوما لمطالبته بخلع البذة العسكرية، والتقدم للمنافسة في الانتخابات، ثم لا يعودون إلى بيوتهم؛ مصرين على مطلبهم، بعدما رأوه من فشل جلي للمدنيين في المناصب الوزارية وغيرها، وقد يعلن بعضهم الإضراب عن الطعام، فتصاب الحياة في البلد بأكملها بالشلل. هل يمكن لإنسان حينها أن يظل مصرا على رفض المطلب الجماهيري، حتى لو كانت العاطفة هي المحرك الأساسي للمتظاهرين المطالبين وزير الدفاع بالنزول على موقفهم والترشح ؟! من يزعم أن الرجل يستطيع في مثل تلك الحالة التمسك بالرفض فهو إما جاهل، أو كاذب، أو حاقد كاره لمصر وشعبها. كلماتي لا أعني بها أنني أنصح المصريين بالعمل على إجبار السيسي على الترشح للرئاسة، ولن أسر حينما نسير في الركاب دون اقتناع كالقطيع.. لكنني فقط أقول: السيسي ليس ممثلا.. هو صادق في كلماته ومشاعره.. واستفتوا قلوبكم !