أسبوع كامل مر على عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، ولم يتغير شيءٌ من ممارسات النظام السوري؛ إذ استمرت عمليات قتل المتظاهرين؛ مما أسفر عن وقوع أكثر من 50 شهيدًا في هذا الأسبوع؛ مما يضعنا أمام سؤال هام :هل سيؤدي ذلك إلى تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن؟ ما يستتبع التدخل الأجنبي في سوريا؟ مع الأخذ في الاعتبار أن البعثة جزء من الخطة الموضوعة عربيًا لإخراج سوريا من الأزمة، وتنص على وقف العنف، والإفراج عن المعتقلين، وسحب الجيش من المدن، وتوفير حرية التنقل للمراقبين العرب والصحفيين. وفي تصريحات له أمس - الأحد -؛ أكد السفير " عدنان خضير " رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية: " أنه من المبكر الحديث الآن عن أي أمور غير عمل بعثة مراقبي الدول العربية إلى سورية "، مشيرًا إلى أن أي قرار بهذا الخصوص يقرره مجلس جامعة الدول العربية على مستوى السادة وزراء الخارجية العرب. ولفت الخضير إلى أن البعثة مستمرة في أداء مهامها المحددة، وأن الجامعة العربية تعمل على نزع فتيل الأزمة، لافتًا إلى أن الغرفة نجحت حتى الآن في القيام بالمهام الموكلة إليها؛ مما انعكس على حسن سير عمل بعثة المراقبين، وتوفير كل احتياجاتهم، وقيام عدد من الدول بطلب زيادة عدد مراقبيها في البعثة. وأعرب الخضير عن أمله في أن تتحرى وسائل الإعلام الدقة فيما تنشره من أخبار؛ قد يكون لها دور سلبي على مهام البعثة، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور الذي تضطلع به في أدائها لمهامها. لكن وعلى النقيض تمامًا؛ دعا رئيس البرلمان العربي " علي الدقباسي " أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور " نبيل العربي " إلى سحب فريق المراقبين العرب فورًا من سوريا. وعزا الدقباسي - في بيانٍ صدر من مكتب البرلمان - تلك الدعوة إلى " استمرار النظام السوري في التنكيل، وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، فضلاً عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين ". وقال إن " ما نشاهده ويحدث من تفاقم أعمال القتل والعنف تتزايد، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية، واحترام القانون، وتعزيز حقوق الإنسان ". وأضاف: " إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية، الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية، ويُفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق في وقف أعمال المذابح، وقتل الأطفال، وسحب جميع المظاهر المسلحة من المدن السورية ". وطالب رئيس البرلمان العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية دعوة مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في أقرب وقت ممكن؛ لاتخاذ القرار المناسب في ضوء ذلك الموقف. في المقابل؛ نفى الفريق " محمد أحمد مصطفى الدابي " رئيس بعثة المراقبين العرب تصريحات أحد المراقبين، الذي أشار في شريط على موقع " يوتيوب " إلى وجود قناصة في درعا - مهد حركة الاحتجاج -. " وفي الأيام القادمة من عمل البعثة؛ سيتضح لنا الكثير من الأمور؛ للحكم بحيادية أكثر على التزام النظام السوري ببروتوكول المراقبين ".